فلسطينمقالات

رسالة إلى حفيدي بقلم الدكتور عزالدين حسن الدياب

بقلم الدكتور عزالدين حسن الدياب

رسالة إلى حفيدي
بقلم الدكتور عزالدين حسن الدياب
البطولة والعيش بالبطولة والتغني بالفروسية،كانت من أهم العناصر الثقافيةًفي الثقافة المجتمعية لمواطن القبائل العربية  في الجزيرة العربية،وليس من المبالغة القول،إنّها كانت من هموم الحياة الأسرية،وإذا عدت إلى سيرة عنتر وابو زيدالهلالي والزير سالم،فإنك ستجد البطولة والفروسية محور ما جاء فيهاً من أخبار وحكايا،بل ستجد الناس الذين يستمعون إلى هذه السير يتباهون بهذه البطولات ويتغنون بها
وينشدون الشعر الشعبي حول تلك البطولات.
وتروي بعض الحكايا ان بعض الرجال كانو يستبضعون نساءهم من الرجال الشجعان ومن الفرسان،
ومن الأسباب المباشرة للبطولة والفروسية،وغنى الثقافة العربية المجتمعية بمفرداتها،أنّ الحياة العربية القبلية كانت قائمة على الكر والفر والاقتتال بين القبائل،وكان يتصدر تلك الحروب فرسان القبيلة وأبطالها.
وإذاً أردنا التعمق في موضوع الفروسية في الحياة العربية القبلية،حتى عقود قريبة،فعلينا العودة إلى الفلكلور الشعبي نثرا وشعرا وأغاني شعبية فنجد ان هذا الفلكلور يشهد بأدبياته غنى موضوعاته بالفروسية والبطولة،ولاننسى في هذا المقام كيف تناولت مدحا وفخرا واعتزازا الأمثال الشعبية بالفروسية والبطولة العربية،حتى إنك إذا قرأت حول ثقافة الأسماء العربية،وكيف تسمي الأسر الأبنآء بأسماء الفرسان والأبطال في الحية العربية.
أتيت على كل ماذكر عن الفروسية في الحياة العربية خلال تاريخها المغرق في قدمه،لأسال عن البطولة وعهد البطولة في حياتنا العربية المعاصرة،فسنجد ان للبطولة والفروسبة وقيمتها المحتمعية مكانتها في شخصية الإنسان العربي الراهن أو الحالي،ولايزال الناس في بيوتهم وجلساتهم، يتبادلون الحديث والآراء حول الفروسبة والبطولة،ولازال الشعراء يسطرون القصائد عن البطولة والفروسية.
لكن البطولة والفروسية التي أريدك،ان تعرفها وتعيشها في شخصك وفي حياتك بين خلاّنك وأقرانك  يا حفيدي فأقول لك بنفس واعدة وحالمة ومتوثّبة اذهب إلى فلسطين فستجد البطولة والفروسية في أعين آهلنا هناك وفي ذهابهم وإيابهم وهم يمشون في شوارع القدس وفي جنين ونابلس جبل النار،وفي غزة العرب،،ستشاهد ياحفيدي البطولة والفروسية في كل لحظة تعيشها،ستراها في مجابهة المستوطنين،وتجدها في البراري بين البساتين وشجرات الزيتون،وهم يدافعون عن أرزاقهم ، وستجدها بين أقرانك من أطفال فلسطين وهم يتصدون لجند الاحتلال عراة الشهادة تسكنهم في كل مستويات جهادهم ودفاعهم عن كل ذرة تراب.
وطوفان الأقصى ياحفيدي فتح ساحات غزّة وجنين ومخيماتها ونابلس وكل تراب فلسطين ميادين للشهادة والبطولة والفروسبة، وسترى بطولات فلسطينية من نوع جديد اسمها الشهادة من آجل ترابك يافلسطين العربية.
وإذا وصلت ياحفيدي فلسطين وشاهدت البطولة والفروسية في كل مناحيها،ورأيت آلاف الأطفال والنساء والشيوخ يستشهدون من آجل فلسطين عربية،فأنشد من هناك وسمعني نشيدك:
إذا الشعب يوما أراد الحياة   فلا بد أن يستجيب القدر..
جدك عزالدين حسن الدياب -30-11-2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب