فلسطين

تشييع جثامين 3 شهداء في القدس والخليل… واقتحامات لمخيم جنين وبيت لحم

تشييع جثامين 3 شهداء في القدس والخليل… واقتحامات لمخيم جنين وبيت لحم

سعيد أبو معلا

القدس – الخليل ـ جنين – بيت لحم – : شيّعت جماهير حاشدة في مدينتي القدس والخليل، جثامين ثلاثة شهداء سقطوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامات تخللتها مواجهات عنيفة مع المواطنين، وهو ما يرفع عدد الشهداء إلى 6 خلال الـ24 ساعة الماضية، كما نفذت اقتحامات في محافظات جنين ورام الله والبيرة والخليل وأريحا وبيت لحم.
وفي القدس، أفادت وزارة الصحة باستشهاد الشاب محمد يوسف حسن مناصرة (25 عاماً) من قلنديا شمال القدس، خلال اقتحام قوات الاحتلال للمخيم.
ووفق شهود عيان، جرى اقتحام منزل الشهيد مناصرة بشكل عنيف، وفُجّر الباب الذي كان يقف خلفه الشهيد، بقنبلة تسببت بتفتيت جسده، ثم اعتقل شقيقه عبد الله.
كذلك أطلق جنود إسرائيليون الرصاص وقنابل الغاز السام والصوت، خلال اقتحامهم للعديد من المنازل.
وباستشهاد الشاب مناصرة، ترتفع حصيلة الشهداء في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري إلى 468، بينهم 260 شهيدا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وفي الخليل، شيعت جماهير حاشدة جثماني الشهيدين محمد سعدي الفروخ (22 عاما)، وأنس إسماعيل الفروخ (23 عاما) اللذين ارتقيا برصاص الاحتلال مساء الاثنين في بلدة سعير شمال شرق الخليل.
وانطلق موكب التشييع، من أمام المستشفى الأهلي في مدينة الخليل، إلى منزلي ذويهما في منطقة رأس العاروض جنوب سعير، حيث ألقت عائلتاهما نظرة الوداع الأخيرة على جثمانيهما. وردد المشاركون هتافات منددة بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني «الأعزل».
والشهيد محمد وحيد والديه من الذكور، فيما تزوج الشهيد أنس منذ شهرين.
وفي السياق ذاته، اقتحمت قوات معززة من جيش الاحتلال مخيم ومدينة جنين حيث أصيب ثلاثة مواطنين، بينهم سيدة بجروح خطيرة.
وتحدثت مصادر محلية عن أكثر من 40 آلية عسكرية اقتحمت المدينة ومخيمها من شارع جنين – الناصرة، وسط إطلاق كثيف للرصاص والقنابل الدخانية، ما أدى لإصابة مواطنتين وشاب، وصفت إصابة إحداهما بالخطيرة.
وانتشر الجنود في محيط مستشفى جنين وحي الزهراء ودوار الداخلية.
وأطلق مقاومون النار وألقوا العبوات الناسفة، تجاه المهاجمين عند مداخل جنين، فيما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة إلى داخل المدينة من بينها جرافات مجنزرة، وتواجدت بشكل مكثف في محيط وشارع حيفا، ومشفى ابن سينا، والذي جرت محاصرته في تكرار لسيناريو حدث خلال الاقتحامات السابقة لمدينة ومخيم جنين.
وانتشرت قوات إسرائيلية في عدد من أحياء المدينة ومحيط مخيمها، ونشرت قناصتها على أسطح عدد من المنازل والبنايات، وشرعت بعمل ثقوب وفتحات في الجدران بهدف إطلاق النار من خلالها.
وتزامن الاقتحام لجنين مع انقطاع واسع للكهرباء في مدينة ومخيم جنين، وتشويش كبير على الاتصالات والإنترنت وتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.
وأطلقت المقاومة صفارات الإنذار في مدينة ومخيم جنين، للتحذير من الاقتحام ، وسط دعوات للنفير والحشد لمواجهة الاحتلال والتصدي لاقتحامه في جنين ومخيمها.
وفي بيت لحم، جرى اقتحام مطبعة مقابل مخيم الدهيشة في بيت لحم. واندلعت مواجهات عنيفة بعد اقتحام المخيم. وقالت مصادر محلية إن جندياً في جيش الاحتلال أصيب بعد استهداف آليات بقنبلة محلية الصنع في المخيم. وحسب وزارة الصحة أصيب 4 أحدهم جراحه حرجة للغاية.
وتداول نشطاء بيانا صادرا عن شباب مخيم الدهيشة، قالوا فيه إن الاحتلال «هدد من يتعامل مع المطاردين»، فيما وجه شباب المخيم رسالة للاحتلال مفادها أن المطاردين «هم أخوتنا ولن نتخلى عنهم وستكون بيوت المخيم درعا حصينا لهم».
وتضمن البيان رسالة للمطاردين جاء فيها: «نقول أنتم أخوتنا ولكم منا العهد والوفاء وسنكون لكم الكتف الثابت ولن يبلغوا منا وقوف الند للند».
ودعا أهالي المخيم لوضع الكشافات فوق المنازل وتوجيهها إلى السماء للتشويش على طائرات التصوير والاستطلاع. كما طالب أصحاب المحال التجارية بعدم إدخال أي سيارة من نوع «بنز» إلى المخيم بعد الساعة 12 ليلا. وفي القدس، تم هدم منزل للمواطن جمال إدريس في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة. وقال صاحب المنزل جمال إدريس إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت المنزل المكون من 3 شقق، وشرعت في عملية الهدم، دون السماح لساكنيه بإخراج أي قطعة من الأثاث. وأضاف أن الشقق الثلاث المهدومة بمساحة 280 مترا، ويسكنها 13 مواطنا، أصبحوا بلا مأوى.
واعتدى جنود إسرائيليون بالضرب على سكان المنزل بعد محاولتهم منع الهدم.
وأضاف إدريس أن «الشقق مبنية منذ قرابة 12 عاما، وأن الاحتلال فرض عليه غرامة مرتين، وصدرت بحقه عدة قرارات هدم قبل أعوام، واليوم حضروا للمنزل وأخرجونا منه وشرعوا بالهدم». وأوضح أن خسارته تتجاوز 400 ألف شيقل.

المنع من التعليم

في غضون ذلك، منعت سلطات الاحتلال الأسرى المحررين في صفقة المقاومة الأخيرة من العودة إلى المدارس في المدينة.
وقالت والدة الأسير المحرر حمزة المغربي إنها توجهت مع نجلها بعد الإفراج عنه ليتمكن من الالتحاق الفوري بالمدرسة وليتمكن من الاستفادة قدر المستطاع مما تبقى من الفصل الأول، لكنها فوجئت برفض استقباله وعودته إلى المدرسة.
وهو الحال ذاته الذي اختبرته عشرات العائلات المقدسية التي توجهت لتسجيل أبنائها في المدارس التي كانوا يتعلمون فيها ومعظمها مدارس تابعة «لوزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال».
وأكدت لجنة أولياء أمور الطلبة في القدس قضية «منع الأسرى المحررين من العودة الى مقاعدهم الدراسية».
وحسب المتابعات الأولية للجنة فإن تعميما بمنع التعليم وصل إلى إدارات المدارس من خلال رسائل عبر «الواتس آب»، وليس كتابا رسميا.
وقال مركز معلومات وادي حلوة إن قرابة 50 أسيرا محررا «في صفقة التبادل، أو أسرى «اعتقلوا لعدة ساعات/ أيام»، معممة أسماؤهم لعدم عودتهم إلى المدارس التابعة لوزارة المعارف.
ولفت إلى أن معظم الطلبة في صفوف «العاشر/الحادي عشر/الثاني عشر». وأضاف أن رسائل عبر تطبيق «الواتس آب»، عممت على إدارات المدارس مفادها «هناك تعليمات بخصوص الطلاب المفرج عنهم. لا يجوز إعادة الطلاب الى المدارس حتى إشعار آخر.
وستعقد جلسة تضم ممثلين من وزارة المعارف والبلدية والمخابرات، لبحث الأمر، وفق المركز.
وخلال أسبوع الهدنة، أفرجت سلطات الاحتلال عن 74 أسيرا وأسيرة مقدسية، من حملة «الهوية الاسرائيلية»، والأسرى المفرج عنهم تتراوح أعمارهم بين 14-18 عاماً.
السجون مقابر للأحياء
وفي مدن الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال نحو (40) فلسطينيًا على الأقل، بينهم ثلاث سيدات، وصحافي، وتوزعت عمليات الاعتقال في محافظات: نابلس، الخليل، رام الله، جنين، بيت لحم، والقدس، وجرى الإفراج عن مجموعة منهم لاحقاً.
وقالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسر إن قوات الاحتلال أعدمت خلال عمليات الاقتحام المستمرة الشاب محمد يوسف مناصرة (25 عاما) من مخيم قلنديا، بعد أنّ اعتقلت شقيقه من المنزل، إلى جانب ذلك فإن الاحتلال ومنذ فجر اليوم (أمس)، يواصل اقتحام بلدة بيت كاحل/الخليل، وينفّذ عمليات تحقيق ميداني مع العشرات من الفلسطينيين، إلى جانب الاقتحامات المستمرة لمنازل أهالي البلدة، والتي ترافقها عمليات تخريب وتدمير واسعة.
وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، إلى أكثر من (3580)، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.
وأكّدت هيئة الأسرى ونادي الأسير أنّ الاحتلال يواصل حملات الاعتقال الممنهجة، كإحدى أبرز السياسات الثابتة، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق بعد السابع من أكتوبر، ليس فقط من حيث مستوى أعداد المعتقلين، وإنما من حيث مستوى الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المعتقلين وعائلاتهم، وذلك إلى جانب جريمة الإعدامات الميدانية المتواصلة.
وفي السياق ذاته، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير لها إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي حوّلت سجونها إلى «مقابر أحياء»، مع تصاعد الاعتداءات على المعتقلين منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسط تعتيم شديد من إدارة سجون الاحتلال لعدم فضح الجرائم التي تمارس بحق المعتقلين.
وتابعت أن «الأقسام (في السجون) تتعرض لاقتحامات شبه يومية، يعتدي خلالها الجنود على المعتقلين بالضرب المبرح بالهراوات والبنادق، ورش الغاز السام، وبالأعيرة المطاطية».
وأردفت وفقا لزيارة محاميتها في سجن «مجدو» أن «الجنود الإسرائيليين داخل أقسام السجون يتعمدون ضرب المعتقلين بعنف، والإهمال المتعمد لإصابتهم وتركهم بشكل متعمد دون علاج».
وشددت على أن المعتقلين يتعرضون لأنواع عديدة من العقوبات، أبرزها عدم وجود نوافذ ألمنيوم على الشبابيك، حيث يعاني المعتقلون البرد القارس، ونقصا في الأغطية والطعام، مضيفة أن هناك عدداً كبيراً منهم ينامون على الأرض، ولا يُسمح لهم بالخروج إلى الفورة (الفسحة)، وسُحبَت منهم الأدوات الكهربائية كافة، والأغراض الشخصية والملابس.

حي استيطاني في القدس

وبالعودة الى مدينة القدس، كشفت وسائل إعلام عبرية، أن سلطات الاحتلال صادقت على بناء حي استيطاني جديد شرقي القدس المحتلة، من شأنه أن يقطع التواصل الجغرافي بين جنوب الضفة والقدس المحتلتين.
وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن الحي الاستيطاني الجديد والذي سيقع جزئيا في شرقي القدس، حصل على الموافقة النهائية من قبل لجنة التخطيط اللوائية للاحتلال في القدس.
وأضافت أن هذا الحي الذي يطلق عليه اسم مشروع «القناة السفلى»، سيكون أول حي رئيسيا في شرقي القدس تتم الموافقة عليه منذ عام 2012.
وأوضحت أنه سيتم بناء الحي المخطط على جانبي الخط الأخضر، جنوب مستوطنة رمات راشيل في جنوب القدس، وغرب حي (صور باهر) الفلسطيني وبين حي (هار حوما) في شرقي القدس وحي (جفعات هماتوس) المخطط له.
ووفق الصحيفة، سيشهد مشروع القناة السفلى بناء حوالى 1,792 وحدة استيطانية على حوالى 186 دونما (46 فدانا) من الأراضي، مما يجعله أكبر مشروع استيطاني تتم الموافقة عليه في شرقي القدس منذ أن حصلت مستوطنة (جفعات هماتوس) على الضوء الأخضر في عام 2012.
وقالت منظمة «عير عميم»، التي تتابع بناء الأحياء الاستيطانية في شرقي القدس إنه بموجب الخطة، سيتم بناء طريق وصول إلى الحي الجديد فوق الخط الأخضر على أراض فلسطينية خاصة مملوكة لسكان أم طوبا، مضيفة أنه من المرجح أن تتم مصادرة هذه الأرض.
وأشارت إلى أن لجنة التخطيط الإسرائيلية في المنطقة دعت إلى جلسة في 29 نوفمبر مع إشعار قبل بضع ساعات فقط ودون ذكر هدف أو جدول أعمال للاجتماع، وافقت خلاله على خطط القناة السفلية.
ورأت أن الحي سيجعل من الصعب للغاية تحقيق تواصل إقليمي بين بيت لحم وشرقي القدس.
وانتقدت بشدة الموافقة على بناء الحي الاستيطاني، قائلة إن الطريقة التي تمت بها الموافقة على الحي تهدف إلى منع الاعتراض الدولي على التطوير.
وقالت أيضاً إن الموافقة على المشروع الكبير تتناقض بشكل حاد مع عدم وجود موافقات على البناء في المناطق الفلسطينية في المدينة.
وأكدت أن التقدم في هذه الخطة الاستيطانية يؤكد التمييز المنهجي المتضمن في سياسة التخطيط والبناء الإسرائيلية في القدس.
وأشارت إلى أنه منذ بداية عام 2023، تم تقديم أكثر من 18500 وحدة سكنية للمستوطنات الإسرائيلية الجديدة أو القائمة في شرقي القدس، في حين تم إهمال التطوير السكني للفلسطينيين تقريباً.
واستنكرت حركة حماس تصديق إسرائيل على قرار إنشاء مستوطنة في القدس الشرقية، ووصفته بأنه «إمعان في توسيع الحرب» على الفلسطينيين.
وقالت في بيان إن «مصادقة سلطات الاحتلال على قرار بإنشاء ما تسمى مستوطنة القناة السفلية في القدس المحتلة، إمعان في توسيع الحرب الصهيونية الشاملة على شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة والقدس المحتلة».
واعتبرت أن «هذا المخطط وغيره من المخططات الاستيطانية على أرضنا المحتلة، باطلة وستزول بزوال الاحتلال، بقوة شعبنا وصموده ونضاله الذي سيستمر حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».

«القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب