
السيدة العظيمة وحذاء الشهيد !!
بقلم اسماعيل ابو البندورة
ماذا يمكن للمرء أن يقول عن تلك السيدة الفلسطينية الشجاعة التي أبت أن تترك حذاء ابنها الشهيد مغبرًا فأصرت أن تنظف ماتجمع عليه من غبار بيدها ومنديلها ودموعها الحارة قبل أن يوسيدونه القبر لإنها إبنة الأرض الطاهرة والنظيفة نظافة الماء الزلال وتعرف ان ابنها سيرتقي شهيدًا وسيصعد إلى جوار ربه .. إلى الذرى شهيدًا نظيفًا مكرمًا أدى واجبه تجاه وطنه وقضى نحبه وهو يقارع البرابرة في معركة العز والمجد والشرف ..
يا لهذه الأم العظيمة .. سيدة النظافة والندى .. وكاتمة الألم وهي تتعالى بكبرياء على كل جرح وألم وتودع ابنها وهي صامدة وصابرة وتلحظ الغبار على حذاءه فتنحني على ابنها تودعه وتجهزه لملاقاة ربه نظيفًا متحررًا من هذه الفانية وذاهبًا إلى الباقية ..
يا لهذا التعالي والنقاء !! يالهذه الأصالة التي تبقي القلوب قوية !! يالهذا الألم الفاجع الذي يعطي للامهات وقتًا للتوقف عن البكاء وتنظيف حذاء الابن الشهيد !!
يالهذه المآثر التي يطلقها شعب الجبارين !!
وداعًا أيها الشهيد الكبير الذي أزالت والدته ماعلق بحذاءه من غبار ، ومن ارتقى إلى العلى نظيفًا كما أرادت والدته أن يكون !!