
المشهد الفلسطيني مع العام الجديد 2024
بقلم مروان سلطان – فلسطين
8.1.2024
لم تمض ايام على بدء العام الجديد حيث يضع الناس امالهم وامنياتهم لعام مزدهر يعيش الناس فيه بوئام وسلام ، الا ان الفلسطينيون في قطاع غزة ما زالوا يعيشون اياما سوداء يكثر فيها القتل والتدمير والجراح والشعور بالبرد القارص والناس تموت جوعا وعطشا ونقص في الدواء وانقطاع الكهرباء. وفي الضفة الغربية فان المدن الفلسطينية تقع تحت العسكرة على مداخل مدنها ، واقتحامات الجيش الاسرائيلي للمدن والقرى حيث الاعتقالات ، والاشتباكات في المخيمات والمدن وارتقاء الشه داء ، وتدمير للبنى التحتية الفلسطينية. الجيش الاسرائيلي ولا يابه ان يعيد المشهد الفلسطيني الى عصر الانحطاط طالما انه يؤدي مهمته في الاهداف الاسرائيلية ، واهمها تهجير مجموعات فلسطينية كبيرة من غزة والضفة وافراغها من سكانها، واحلال المستوطنين بدلا عنهم. هنا نتعرض ما يمكن ان نسميه الابادة جماعية، التهجير العرقي .
ومن اجل تحقيق الاهداف الاسرائيلية في التهجير شكلت المنظومة الصهيونية فريق عمل بقيادة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق ، ورئيس الرباعية الدولية حيث اعلنت م ت ف انه شخص غير مرغوب فيه في الاراضي الفلسطينية ، كما يبدو انها اتفقت على ما يبدو مع جهات قبرصية لتنفيذ عمليات النقل البحري من قطاع غزة الى قبرص ومن ثم الى جهات اخرى يتم التفاوض معها في مجاهل افريقيا مثل رواندا وتشاد والكنغو حيث تدور هناك مباحثات لاستيعاب مهجرين مقابل دعم مالي لتلك الدول ، وقد ابدت السلطة الفلسطينية امتعاضها لدى قبرص من مشاركتها في هذه المؤامرة.
عمليات الابادة التي تدور في غزة تهدف الى تنفيذ اهداف اسرائيلية الى الناجين من الحرب بالهجرة الى خارج قطاع غزة. وقد رصد المرصد الفلسطيني لحقوق الانسان اكثر من خمسمائة تصريح لمسؤولين اسرائيلين بالابادة الجماعية في قطاع غزة والكل فيهم يتهدد والكل فيهم يتوعد. لذا فان قيام الاحتلال باستهداف الصحفيين وعائلاتهم العاملين في نقل الحقيقة التي يمارسها الاحتلال على الاراضي الفلسطينية تصب في اهداف الاحتلال لطمس الحقائق واعتماد الرواية الاسرائيلية ، فقد بلغ عدد الشهداء الصحفيين يربو على مائة وعشرة صحفيين ، وذلك عدى عن استهداف العديد من عوائلهم. كم من الشه داء قد ارتقوا لم نعرف قصصهم كما وائل الدحدوح ، انها قصص تمزق القلوب المتحجرة.
في الضفة الغربية الواقع الجغرافي والديموغرافي لا يخدم محور المقاومة ، خاصة ان اسرائيل تتابع الاوضاع الامنية على مدار الساعة وتلاحق التطورات الامنية فيها وتعمل على مداهمتها واسكاتها ، وهذا ما يفسر عمليات القتل وارتفاع عدد الشهداء في مناطق العمليات بالضفة الغربية ، بالامس ام لاربعة شهد اء تقول كنت احسب ان احدهم قد است شهد فاذا بهم الاربعة..! .
كما ان الاحتلال يراقب مصادر التمويل وتقوم بمداهمة المصارف المحلية وتصادر الاموال التي تعتقد انها تحويلات من جهات تمول مصادر المق اومة في الضفة الغربية ، فقد صادرت مع بداية هذا العام ما يربو على عشرة ملايين شيقل من المصارف المحلية. الاحتلال يتوعد ان اي تهديد لاسرائيل في الضفة الغربية سيلقى مصير قطاع غزة من الخراب والتدمير.
ومرورا بالجبهة الشمالية فان اغتيال الشه يد صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت يعتبر انزلاقا خطيرا وبعثرة للاوراق اما يشكله الاستهداف للقائد العاروري في حساسية المكان الذي تم فيه الاغتيال حيث مقر حزب الله ، لرغبة الاحتلال في اعادة تشكيل اوراق اللعبة في تلك المنطقة الى ما وراء الليطاني ، ومحاولة لجر التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة وتوريطها في الدخول في نزاع يعيد السيطرة والنفوذ لها في المنطقة .
ومع كل هذه الازمات والتصعيد تعود الولايات المتحدة بموضوع الدولة الفلسطينية ، فهل هذه التصريحات حقيقة ام خيال . الكل لا يابه بها لانها اسطوانة مشروخة ، الا اذا تم دعمها بمقومات لدعم مقوماتها.
المشهد ذو طابع انساني عال ، تنفطر منه القلوب والناس تتجلد بالصبر والتحدي على القتل والجوع والعطش والمرض ، الفلسطيني كل الفلسطيني يحلم بفلسطين وسيبقى حلمه فلسطين البيارة وحقل القمح وشجرة التوت والتين والزيتون.
أيها المارون بين الكلمات العابرة�احملوا أسماءكم وانصرفوا�واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، و انصرفوا�وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة�و خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا�انكم لن تعرفوا�كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء.