عربي دولي

حاكم مصرف لبنان يحضر للتحقيق.. وما صحة تقديم استقالته لميقاتي؟

حاكم مصرف لبنان يحضر للتحقيق.. وما صحة تقديم استقالته لميقاتي؟

سعد الياس

بيروت-: بعد تغيّبه عن جلسة التحقيق البارحة، حضر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الخميس برفقة عدد من المحامين إلى إحدى قاعات مجلس شورى الدولة في قصر العدل في بيروت للمثول أمام قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا كشاهد في تهم اختلاس وتبييض أموال بحضور محققين أوروبيين، وذلك استجابة لنصائح بأهمية الحضور تفادياً لصدور استنابات قضائية من أوروبا أو مذكرات توقيف عبر الانتربول.

وترافق وصول سلامة مع انتشار أمني للجيش وقوى الأمن الداخلي في محيط قصر العدل امتداداً حتى المحكمة العسكرية ومقر مخابرات الجيش في محيط المتحف الوطني وصولاً إلى جسر العدلية.

ومن المفترض أن يجيب سلامة على 100 سؤال بحضور ممثلة المحققين الأوروبيين القاضية الفرنسية أود بوريزي التي أطلعت قاضي التحقيق على قائمة الأسئلة الموجهة إلى سلامة في وقت سابق، مع ترجيح أن تستغرق جلسات الاستماع ثلاثة أيام.

وقد أضيف إلى ملف حاكم البنك المركزي ادعاء هيئة القضايا في وزارة العدل باسم الدولة اللبنانية على سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان الحويك بجرائم الرشوة والتزوير واستعمال المزور وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرب الضريبي.

وأفيد أن ادعاء رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانه اسكندر على رياض سلامة جاء استباقاً لأي قرار أوروبي بطلب الحجز على أموال وممتلكات تخص الحاكم وشقيقه رجا ومساعدته في حال إدانتهم، وتمهيداً لحفظ حق لبنان باسترداد الأموال ووضع اليد على الأملاك العينية، أما في حال تبرئتهم فتعود لهم هذه المملوكات.

وقد أثار هذا الادعاء من قبل الدولة اللبنانية تساؤلات حول أهلية سلامة لمزاولة مسؤولياته على رأس حاكمية مصرف لبنان؟ وكيف ستسير أمور الدولة المالية ومن سيديرها؟ وهل ستكون البلاد مقبلة على فوضى مالية بعد الارتفاع غير المسبوق لسعر صرف الدولار؟.

ووسط هذه التساؤلات ذكرت صحيفة “نداء الوطن” أن “استقالة حاكم مصرف لبنان باتت في جيب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وأن الحاكم أودع ميقاتي كتاب الاستقالة ممهوراً بتوقيعه لكن من دون تحديد التاريخ بانتظار أن تحين اللحظة المناسبة للإعلان عنها في ضوء المستجدات القضائية”، ونقلت عن مصدر متابع للتطورات القضائية “أن رئيس الحكومة عقد قبل أيام اجتماعاً مطوّلاً مع النائب الأول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري تمهيداً ربما لمرحلة ما بعد استقالة سلامة”. غير أن مصدراً في مصرف لبنان نفى تقديم سلامة استقالته.

تجدر الإشارة إلى قلق يساور الشعب اللبناني على ودائعهم في المصارف وتخوّف مما سيؤول إليه الانهيار المتواصل لليرة اللبنانية وعدم قدرة مصرف لبنان على التحكّم بالسوق في ظل تجاوز سعر صرف الدولار 104000 ليرة منذراً بارتفاع أكبر وسط استمرار اضراب المصارف.

“القدس العربي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب