الرباط ـ  انتهت المخرجة مريم جبور من تصوير أحداث فيلمها السينمائي الجديد «أنين صامت»، والذي اختير للمشاركة في المسابقة الرسمية بمهرجان الإمارات السينمائي في دورته العاشرة.
المخرجة المغربية الشابة سلَّطت عدسة الكاميرا في فيلمها الجديد، على معاناة المُصابين بالتوحد وأسرهم، من خلال قصة الشاب «يونس» الذي يعيش برفقة والده «ادريس» في بيت متواضع. وجسد الدورين الفنانان محمد خيي وسعيد الدحماني، إلى جانب نبيل عاطف، ومن إنتاج «أم إنترتينمنت 7».
واختارت المخرجة والسيناريست جبور تسليط الضوء على معاناة الوالد مع نجله، الذي برع في تقمصها الممثل محمد خيي، من خلال عدد من المواقف الدرامية التي تجعل الأب عاجزا عن إيجاد حل لنجله الذي يعاني في صمت، ومن خلال تواتر الأحداث، تطرح المخرجة تفاصيل مستوحاة من الواقع عن حياة ذوي الاضطراب، ونظرة المجتمع السطحية عنه، من خلال لجوء والده إلى بعض الشيوخ والمعالجين الروحانيين (الرقاة) لمعالجته، دون جدوى.
وأفصَحت المخرجة وكاتبة السيناريو مريم جبور، وخريجة معهد السينما عام 2014، أن فيلم «أنين صامت» يُعدّ الفيلم الثالث في مسيرتها المهنية، بعدما سبق وأشرفت على إخراج فيلمين قصيرين سابقين وهما «وفاء» الذي حاز على العديد من الجوائز الوطنية، وفيلم «الضوء الأحمر».
واعتبرت جبور ضمن حديثها لـ «القدس العربي»، أن «أنين صامت» تجربة مهمة في مسارها المهني، بعدما راكمت تجربة غنية إلى جانب كبار المخرجين المغاربة كمساعدة مخرج بالعديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والسينمائية.
وترى صاحبة «أنين صامت» أن ما يميز الفيلم هي تلك الأحاسيس والمعاملة التي يعاني منها المصابون بالتوحد وأسرهم، ومعاناة الأب مع ابنه، إذ لطالما ارتبطت قصص المعاناة في السينما المغربية والعربية بتضحيات الأمهات، و»أنا لا أنكر ذلك، لكن هناك آباء أيضاً تحملوا هذه المسؤولية، بعد وفاة الزوجة أو انفصالها عن الزوج أو مهما كانت الظروف»، تقول جبور لـ «الــقدس العربي».
وأبرزت المتحدثة أنها اختارت معالجة هذه المعاناة من خلال تقديم سينما منفتحة على ثقافات متعددة، تولي فيها أهمية أكبر للأحاسيس عوض الحوارات، وهي اللغة التي لا يمكن أن تنجح إلا بممثلين ومشخصين بارعين، في مقدمتهم الممثل القدير محمد خيي، والممثل سعيد الدحماني، والممثل نبيل عاطف.
وتستعد جبور لتنظيم العرض ما قبل الأول لفيلمها قريبا، فيما ينتظر أن تشارك في العديد من المهرجانات الوطنية والعربية، معتبرة أن «أنين صامت» بداية مهنية لتجارب فنية مقبلة.