عربي دولي

منسق عملية السلام تور وينسلاند لـ”القدس العربي”: سأذهب إلى غزة لوضع إطار سياسي وهناك تخوفات مما قد يحدث في القدس برمضان- (فيديو)

منسق عملية السلام تور وينسلاند لـ”القدس العربي”: سأذهب إلى غزة لوضع إطار سياسي وهناك تخوفات مما قد يحدث في القدس برمضان- (فيديو)

عبد الحميد صيام

ورداً على أسئلة “القدس العربي” حول أسباب اختفائه منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وعدم زيارته لغزة أسوة بعدد من مسؤولي المنظمات الإنسانية وعدم زيارته للبلدات التي يهاجمها المستوطنون مثل حوارة التي زارها وفد دبلوماسي مكون من 17 دولة، بينما سارع لزياة مستوطنات غلاف غزة ولقاء أهالي “الرهائن”، وعن أسباب تجاهله للجرائم الفظيعة، التي تستحق أن يتوقف عندها مثل مهاجمة المستشفيات ودور الإيواء وقتل الآلاف الأطفال وآخر تلك الجرائم تخفي 12 إسرائليا في ثياب أطباء وممرضات واقتحام مستشفى في جنين وتصفية ثلاثة جرحى، “كل هذه الجرائم لا تتوقف عندها، فهل من مبرر لهذا الغياب؟”، أجاب وينسلاند “آخر مرة كنت في غزة قبل الحرب بعدة أيام فقط. السبب في زيارتي تلك محاولة إعادة فتح غزة، والتي كما تعرف، أنها كانت مغلقة (محاصرة). كان سوق العمل مغلقًا، والتوتر كان في تصاعد. حاولت أن أعرف آنذاك ما إذا كان بإمكاني عمل شيء. ذهبت ومعي اقتراح وللتفاوض مع حماس حول ما إذا كان بالإمكان فتح سوق العمل”.

وينسلاند: أنا أنتقل من مكان لآخر لإيجاد حل دائم، تركيزي في هذه التحركات أولاً لجعل الممر المصري مفتوحاً وبشكل فوري

وأضاف “بعد يومين من اللقاءات،  غادر غزة 16 ألفا للعمل داخل إسرائيل. كانت تلك المفاوضات جيدة وتقبلها الإسرائيليون. بعد ذلك، وعندما ترى ماذا حدث مباشرة، تعتقد أنك لم تكن دبلوماسياً ناجحاً. عملي عندما أذهب إلى غزة لتحسين الوضع ولم أكن موفقا في المرة الأخيرة إلا أنني أنجزت شيئا لتحسين الوضع. الآن الأمور تغيرت تماما نتيجة الأحداث. وبالتأكيد سأذهب بعد عودتي لغزة ومهمتي ستكون لوضع إطار سياسي للأطراف، ولذا منذ مدة وأنا أتنقل من مكان لآخر لإيجاد حل دائم. تركيزي في هذه التحركات أولا لجعل الممر المصري مفتوحاً وفوراً. بحثت ذلك مع عباس كامل (رئيس جهاز المخابرات المصرية) فور بدء العمليات العسكرية، ثم ذهبت إلى بيروت لبحث مسألة الشمال مع الجهات المعنية، ثم بحثت قضية الرهائن وطالبت “حماس” بإطلاق الرهائن بدون أي شروط، وسأذهب إلى غزة”.

 

وعن غياب البيانات في المرحلة السابقة، قال وينسلاند، “لقد أصدرت عددا من البيانات. فأول شيء تريده عندما يكون هناك “تسونامي” كما حدث يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، هو أن تجدا جوابا للسؤالين: ماذا تريد أن تفعل وكيف ستقوم به. يجب أن تعرف كيف ستتواصل مع الآخرين، وكيف يمكن لنظام التواصل أن يخدم ما تريد أن تقوم به وتتواصل مع الأطراف من أجل إيصاله. لقد تم بحث هذا التوجه كثيرا. ولكن آخذين بعين الاعتبار التطورات الأخيرة والديناميات الموجودة في غزة، وديناميات الضفة الغربية، ولا سمح الله، قد تنتقل إلى القدس. آمل ألا يحدث مثل هذا في القدس خلال رمضان. آمل أن يتم وقف إطلاق النار قبل شهر رمضان. لا أريد أن أخمن ما هي نتائج تلك الحرب. لا نريد أن نرى مزيدا من كوابيس تلك الحرب”.

وينسلاند : التطورات الأخيرة والديناميات الموجودة في غزة، وديناميات الضفة الغربية  قد تنتقل إلى القدس.. آمل ألا يحدث مثل هذا في القدس خلال رمضان

وأشار وينسلاند إلى كيفية التغلب على تلك المعوقات. وقال إنه يرى أن هناك اصطفافاً في المنطقة وفي أوروبا ومن المجتمع الدولي لرؤية ذلك يحدث، لكنه أكد أن الحل لن يكون سريعا أو سهلا وسوف يتطلب الأمر بعض العمل الدبلوماسي الشاق للغاية.
وشدد تور وينسلاند على أن الصراع في غزة يجب أن يتوقف سريعا، مشيدا بالجهود التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة لتحقيق ذلك.

وأضاف: “يمكنني أن أقول لكم إن هذا الاتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار سيكون من الصعب للغاية التوصل إليه، لأنه سيتعين علينا الخوض في تفاصيل الأسماء وأنواع الترتيبات التي لا تمثل حلا سريعا على الإطلاق. لذلك، حتى لو كان الإطار موجودا، يجب إعداد التفاصيل بعناية فائقة”.
وأكد وينسلاند أن هناك حاجة للانتقال مما نحن فيه في خضم كابوس إنساني، والضفة الغربية المتنازع عليها بالكامل، إلى مكان مختلف، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى تحديد هذا المسار ليس بالوسائل الإنسانية، بل بالسياسة.

وينسلاند: هناك حاجة لتحديد مسار الانتقال من هذا الكابوس، ليس بالوسائل الإنسانية بل بالسياسية

وأعرب عن اعتقاده بأن هناك “فهما أكثر وضوحا وعملية، وديناميكية في المنطقة تعمل على القضايا السياسية، سواء كان ذلك ما سيأتي بعد وقف إطلاق النار أم لا، وكيفية الحفاظ على استمراره، وكيفية إنشاء نظام على الأرض يمكن أن يسمح بهيكل حكم في فلسطين يكون قويا في اليوم التالي للمناقشات واليوم التالي للتعاون مع المجتمع الدولي”.
وتطرق منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط إلى الزيارة التي يقوم بها حاليا جيمي ماكغولدريك، منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية لقطاع غزة، وهي الخامسة خلال خمسة أسابيع. وأضاف أن ما يحاول ماكغولدريك القيام به هو تحديد بعض الأولويات الأساسية لتوصيل المساعدات الإنسانية ، مشيرا إلى أنه مع استمرار الأعمال العدائية، من المستحيل على منظومة الأمم المتحدة تقديم الخدمات بشكل كاف وأكثر فعالية على الأرض”.
وفي رده على سؤال آخر،  قال منسق عملية السلام في الشرق الأوسط إنه من الصعب إيجاد الكلمات التي يمكن قولها للناس في غزة الذين فقدوا كل شيء كما أكد أنه “من الصعب جدا أن تبشر بالأمل عندما تجلس في مكان آمن، لأشخاص يجلسون وسط الجحيم”. وكرر التأكيد على أن وقف إطلاق النار نتيجة لاتفاق على “تبادل الرهائن مقابل سجناء”، هو الذي سيمنحنا الفرصة للقيام بعمليات إيصال مساعدات في مناطق في غزة لم نتمكن من القيام بها حتى الآن”.
ونبه أيضا إلى أن نظام المساعدات الإنسانية ليس مصمما ومعدا لتوفير جميع السلع إلى غزة التي يعيش فيها 2.2 مليون شخص، مضيفا أنه لن نكون قادرين على إمداد غزة بشكل صحيح ما لم تكن هناك عمليات توصيل للقطاع الخاص.
وفي رده على سؤال عن احتمال حدوث تحرك من جانب إسرائيل لتوسيع غزوها الشامل لقطاع غزة ليشمل مدينة رفح الجنوبية المكتظة بالسكان، قال إن هناك منظورين بشأن هذا الأمر وهما إنساني وسياسي. وأضاف أنهم يعلمون جيدا على تجنب أن يكون هناك حرب نشطة في منطقة رفح حيث يتجمع أكثر من 1.2 مليون شخص، ما سيشكل أمرا كارثيا تماما ، فضلا عن أن معبري رفح وكرم أبو سالم هما النقطتان الوحيدتان النشطتان لدخول المساعدات.
وحول المستقبل السياسي قال وينسلاند إن هذا الجانب يتم التعامل معه الآن بشكل استباقي ومكثف بين إسرائيل ومصر، لأن هناك ترتيبات واتفاقيات بشأن سيناء بين الطرفين “عندما يتعلق الأمر بما يمكنك فعله وما لا يمكنك فعله على طول محور فيلادلفيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب