رئيسيتحقيقات وتقارير

مصادر عبرية تكشف عن رسالة أردنية لإسرائيل: تقييد حركة المصلّين في القدس سيشعل النار في المنطقة

مصادر عبرية تكشف عن رسالة أردنية لإسرائيل: تقييد حركة المصلّين في القدس سيشعل النار في المنطقة

الناصره / وديع عواودة

 على خلفية نوايا الاحتلال حرمان الفلسطينيين من الصلاة في الأقصى، قالت الإذاعة العبرية العامة، صباح اليوم الخميس، إن الأردن أبلغ إسرائيل رسالةَ تحذير، مفادها أنّ كلَّ توتّرٍ في الحرم القدسي الشريف سيشعل ناراً في كل المنطقة.

ونقلت الإذاعة العبرية عن مصدر دبلوماسي أردني قوله إن الأردن قلقٌ من القيود التي سيفرضها الاحتلال على الفلسطينيين الراغبين بدخول الحرم القدسي الشريف خلال شهر رمضان الوشيك، محذّراً من أن كل توتّر في الحرم سيوسّع الصراع للمنطقة كلّها.

كما قال المصدر الأردني إن قضية الصلاة في الحرم القدسي الشريف خلال رمضان كانت الموضوع المركزي في لقاءات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال زيارته للولايات المتحدة وأوروبا، منوهاً بأن الملك شدّد على ضرورة تحاشي خطوات من شأنها تأجيج التوتّر في ظل الحرب على غزة.

ونقلت الإذاعة العبرية أيضاً عن المصدر المذكور قوله إن العلاقات بين إسرائيل وبين الأردن متوترة منذ اندلاع الحرب، وإن فرض القيود على الفلسطينيين الراغبين بممارسة حقهم الأساس بالتعبّد والتواصل مع الأقصى سيصعّد هذا التوتّر.

وتشير الإذاعة إلى كون الأردن صاحب الوصاية على الحرم القدسي الشريف وعلى المقدسات في القدس، منذ 1967، وإلى أن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو رَفَضَ توصيات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، قبل أيام، وبموجبها ينبغي تمكين المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل من دخول الحرم القدسي خلال رمضان بحرية تامة.

لماذا هاجمنا السنوار؟

في هذا السياق تدّعي صحيفة إسرائيلية أن قائد “حماس” في غزة يحيى السنوار قرّر القيام بالهجوم على “غلاف غزة”، في السابع من أكتوبر، لعدة أسباب، أهمها الخوف من المساس بمكانة الحرم القدسي الشريف.

تحت عنوان “لماذا هاجَمَنا السنوار في السابع من أكتوبر”، يقول المعلق السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” نداف أيال، اليوم، إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لديها اليوم رؤية وصورة واضحة حول لماذا تمّت عملية “طوفان الأقصى”.

 

وسط تجاهل لموضوع الحصار الظالم على غزة، ينقل أيال عن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قولها إن “خلفية العملية ترتبط بقناعة السنوار بأن “الوضع الراهن” في الحرم القدسي الشريف في خطر، الشعور بأن القضية الفلسطينية تدخل ملف النسيان، والاعتقاد بأن الإسرائيليين مجتمع ضعيف”.

وهذا النهار، الخميس، تأتي العملية الجديدة في القدس المحتلة، التي قُتل فيها إسرائيلي، وأصيب عشرة آخرون، بعضهم جراحهم صعبة جداً لتذكّر بأن مصدر الشر هو الاحتلال، وليس رمضان، الذي يتعرّض للشيطنة الإسرائيلية المتواصلة، وأن محاولات كيّ وعي الفلسطينيين بالحديد والنار، أو حسم الصراع  بالبندقية، لا تكفل أي نوع من الأمن للإسرائيليين، رغم أن سلطات الاحتلال تقوم بعمليات قتل واعتقال وتنكيل غير مسبوقة داخل الضفة الغربية منذ سنتين ونيف، وربما بسببها.

 

منذ عامين، وبمبادرة حكومة الاحتلال السابقة برئاسة نفتالي بينيت، شرعت سلطات الاحتلال بعملية “كاسر الأمواج”، في محاولة لتوجيه ضربات استباقية للفلسطينيين بمداهمات واعتقالات وجرائم قتل وتقييد للحركة بشكل يومي، لكن هذه كلّها تصبّ الزيت على نار المقاومة في أرجاء الضفة الغربية، وداخل القدس، التي شهدت اليوم عملية جديدة تبدو نوعية، وكادت توقع أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى، سبقتها عمليات كثيرة في الشهرين الأخيرين، وهي مرشّحة للتصاعد في ظلّ تواصل الجرائم والحرب على غزة، وبثّ مشاهد الموت قصفاً وتجويعاً من القطاع.

لا للدولة الفلسطينية

وتأتي العملية في القدس بعد ساعات من احتفالية الكنيست الإسرائيلي بإجماعه على رفض دولة فلسطينية تُفرَض من طرف واحد، معتبراً ذلك “إكرامية إسرائيلية” ممنوعة، أو “هدية خطيرة للإرهاب بعد السابع من أكتوبر”.

وقد صوّتَ 99 نائباً، من بين 120، مع هذا القرار الذي يعكس موقف الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين (68% من الإسرائيليين، حسب استطلاع المعهد الإسرائيلي للديموقراطية، أمس).

 

كما تصل مشاهد الفوضى في مسرح العملية، وفيها يفرّ المستوطنون من مركباتهم قريباً من مستوطنة “معاليه أدوميم”، ومن الحاجز العسكري المجاور لـ “الزعيم”، بعد إطلاق النار عليهم من قبل ثلاثة منفّذين فلسطينيين من منطقة بيت لحم، وفق المصادر الصحفية العبرية.

وهي مشاهد تقول مجدداً إن الاحتلال يولّد المقاومة، وإن استمرار جرائم الاحتلال ينذر بـ “بلقنة الصراع”، وبقاء النزيف مفتوحاً، دون أن تجدي كافة تدابير الأمن والحماية في ظلّ الحلّ السياسي المرفوض من قبل إسرائيل.

وبالتزامن، تُبدي دول العالم الغربي انتقادات متزايدة للابنة المدلّلة، التي صارت ابناً عاقاً، كما يتجلّى في مواقف دول أوروبية كثيرة ودعوات منع مدّ إسرائيل بالسلاح، التي انضمّ لها اليوم أيضاً الأمير وليام في بريطانيا.

 بيد أن الانتقادات ستبقى محتملة، وتمضي إسرائيل في استيعابها، طالما لم تقرن بخطوات عملية، وعقوبات فعلية على الاحتلال.

 “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب