عربي دولي

انفصاليون في المغرب يعلنون إنشاء تمثيلية لـ”جمهورية الريف” في الجزائر- (فيديو)

انفصاليون في المغرب يعلنون إنشاء تمثيلية لـ”جمهورية الريف” في الجزائر- (فيديو)

الجزائر- “القدس العربي”: أعلن نشطاء انفصاليون في المغرب عن إنشاء مكتب تمثيلية “جمهورية الريف” في الجزائر، بعد حصولهم على موافقة السلطات الجزائرية.

وتأتي هذه الخطوة ، حسب معلقين، بعد نحو 3 سنوات من إعلان متكرّر لممثل المغرب في الأمم المتحدة عن دعم تقرير مصير منطقة القبائل في الجزائر.

وجاء الإعلان عن افتتاح التمثيلية في فيديو بثّه أعضاءٌ من المجلس الوطني الريفي ومنخرطون في الحزب الوطني الريفي، مع كلمة بالمناسبة “حول نضال منطقة الريف”، وتضمن “رفع علم جمهورية الريف على أنغام النشيد الوطني الريفي”.

وفي هذا السياق، قال القيادي الريفي يوبا الغديوي، في كلمة مكتوبة، إن الأهداف الرئيسية لأعمال هذا المكتب “ستتجلّى باعتباره لجنة منبثقة عن المجلس الوطني الريفي، في تقوية العلاقة التاريخية التي تجمع بين الشعبين الريفي والجزائري، والمبنية على التنسيق والتناسق في الأفكار والأهداف لما فيه خير الشعبين الشقيقين وللمنطقة أجمع”.

وأوضح الغديوي أن تأسيس تمثيلية الريف بالجزائر يأتي “إقراراً منّا بالعلاقات التاريخية والاجتماعية، وكذا قواسم الدم والعرق والأرض، التي تربط الشعبين الريفي والجزائري”. وأضاف أن سعي “مناضلي الريف لوضع هذه اللبنة في صرح جمهورية الريف” يأتي إيماناً منهم، حسبه، “بدور لجنة العلاقات الخارجية في إعطاء إشعاع للقضية الريفية والتعريف بها، والعمل على تمثيل الشعب الريفي والقضية الريفية على أحسن وجه في المحافل الدولية.

وقال الغديوي إنه يتوجّه باسم أعضاء في المجلس الوطني وجميع أعضاء ومنخرطي الحزب الوطني الريفي والشعب الريفي كافة، بـ “الشكر الجزيل للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية حكومةً وشعباً على حسن الاستضافة والاستقبال”، مبرزاً أنّ هذا “ليس غريباً على مكّة الثوار، التي لم تتوانَ قط في دعم كافة حركات التحرر في العالم، كما وصفها زعيم الحزب الأفريقي أميلكار كابرال.”

 

وكان حديث دبلوماسيين جزائريين عن جمهورية الريف في المغرب، في السنوات الأخيرة، قد جاء رداً على ما بدر من ممثل المغرب في الأمم المتحدة السفير عمر هلال، الذي يعيد في كل مرة الحديث عن استقلال منطقة القبائل في الجزائر، كما تشير أدلة وشواهد، وفق السلطات الجزائرية، على دعم الرباط حركةَ استقلال منطقة القبائل، التي يقودها المغني المقيم في باريس فرحات مهني.

وسبق للسفير المغربي عمر هلال أن سلّمَ مذكرة، في اجتماع على مستوى حركة عدم الانحياز، تدعم تقرير مصير ما وصفه بـ “شعب القبائل الشجاع” في الجزائر، وكان من نتائجها قطع العلاقات بين البلدين في أغسطس/آب 2021. وعلّق الوزير الأول المغربي سعد الدين عثماني، وقتها، بأن هذا الموقف كان “حجاجياً”، ولا يعبّر عن الموقف الرسمي المغربي، لكن الجزائر رفضت تلك التبريرات وطالبت بتوضيح رسمي.

وعاد هلال ليكرّر عدة مرات حديثه عن منطقة القبائل منذ ذلك الوقت. وفي أيار/مايو 2022، وجّه كلامه نحو السفير الجزائري خلال اجتماع اللجنة الأممية حول تصفية الاستعمار، قائلاً: “أنتم تطالبون بتقرير المصير لـ 20 ألف شخص تحتجزونهم في مخيمات تندوف، لكنكم تصادرون حق سكان يبلغ عددهم 12 مليون نسمة”، متسائلاً عن “سبب عدم سماح الجزائر لشعب القبائل بتقرير مصيره والتعبير عن نفسه واختيار مصيره بحرية، على غرار ما تطالب به لسكان مخيمات تندوف”، على حد وصفه.

واستدعى ذلك ردَّ الخارجية الجزائرية مرتين، عبر السفير الجزائري آنذاك نذير عرباوي (الوزير الأول حالياً)، ثم عبر تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية للسفير عمار بلاني، والتي تحدث فيها عن جمهورية الريف. وكان بلاني يشغل وقتها منصب المبعوث الجزائري الخاص في قضية الصحراء الغربية سابقاً، وهو حاليا سفير الجزائر في تركيا.

وقال بلاني إن هذه التصريحات “غير مسؤولة ومثيرة للسخرية”، وتهدف، حسبه، إلى “المساس بالوحدة الوطنية للشعب الجزائري”، واصفاً عمر هلال بأنه شخص “متعنّت”. وأضاف: “ولدى قراءتنا للتفاهمات التي جاء بها السفير المضحك، لا يسعنا سوى التفكير في مصير آلاف سكان منطقة الريف بالمغرب، السلميين الذين يتعرضون للقمع، ويقبع زعماؤهم الأبرياء في زنزانات المملكة الشبيهة بتلك التي كانت في العصور الوسطى، يتجرّعون أشدّ أنواع التعذيب والإهانة”.

واسترسل قائلاً: “أبناء شعب الريف الأبي الذين يعيشون تحت وطأة دولة مارقة يحلمون بحياة كريمة، وكلّهم أمل في تقرير مصيرهم يوماً ما، في ظل جمهورية الريف الأسطورية التي أعلن عنها القائد الفذّ عبد الكريم الخطابي في 18 سبتمبر 1921، والذي ننحني إجلالاً لذكراه، إذ كان أحد أبناء الريف البررة ورمزاً للحرية والعدالة”.

من جانبه، رد نذير العرباوي، ممثلُ الجزائر لدى الأمم المتحدة آنذاك، على كلام نظيره المغربي حول “حق تقرير مصير منطقة القبائل”، بالقول إن “الوفد المغربي يسعى من خلال هذه الادعاءات، وبشكل بائس، إلى إحداث حالة من اللبس وخداع الرأي العام الوطني والدولي  باللجوء إلى اختلاق مسألة موازية لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، والمعترف به من طرف الشرعية الدولية ولوائح الأمم المتحدة ذات الصلة”.

وخلال تلاوة بيان قطع العلاقات مع المغرب، سنة 2021، اتهمت الجزائر الرباط بشكل واضح بدعم حركة (ماك)، التي تصنفها على قوائم الإرهاب.

وكان موقع “ميدل إيست آي” قد ذَكَرَ، منتصف العام الماضي، أن حركة ماك قد جنّدت محامية أمريكية تعمل ضمن مجموعة ضغط (لوبي) من أجل محاولة كسب مؤيدين لها داخل المؤسسات الأمريكية في العاصمة واشنطن.

وأوضح الموقع أن الحركة وظّفت المحامية إليزابيث مايرز للحديث باسمه، وتم توقيع العقد في 25 حزيران/يونيو 2023. وقدمت المحامية وثائق التسجيل في وزارة العدل الأمريكية، الأسبوع الماضي، ووضعت عنواناً لها في مراكش المغربية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب