مقالات

الدعوة لجبهة نضالية عربية دعوة لم تعد تقبل التّأجيل بقلم  د-عزالدين حسن الدياب

بقلم  د-عزالدين حسن الدياب

الدعوة لجبهة نضالية عربية دعوة لم تعد تقبل التّأجيل
بقلم  د-عزالدين حسن الدياب
إذا نظرت باحثاً ومتعيناً في حركة الشارع العربي،وركزت على دور الأحزاب العربية كافة،وعلاقتها بهذا الشارع نضالياًً،وفحصت بعين تحليلية،متخذاً من قدرة هذه الأحزاب،الاستجابة لمطالب الشعب وهمومه القومية، دليل عمل يدلّك على نوع هذه العلاقة واستجاباتها،قدرات هذه الأحزاب في أداء مهامها النضالية،الكفيلة،وبلوغ التوافق في المهام بما ينسجم مع استراتيجياتها،وأهدافها الكبرى.
ولنبحث تحليلاً وتفسيراً ووضعاً للمعاني الصحيحة في خارطة هذه المقاربة لنضع يدنا،استعانة بلقاءات قمنا بها ومسوحات أجريناها،الركود والجمود الذي يحكم هذه العلاقة،في كثير من المناسبات،اللّهم،ماعدا ماتأتى من طوفان الأقصى من حراك
شعبي،إذا نظرنا إليه نظرة مستقبلية،تتفحص الفرص القومية التي أعطاها للأحزاب،وبما أوجد من ثغرات أمام التفاف القوى المضادة على تجليات هذه الفرص،وقل على خواتمها.
نقول دلتنا معطيات الحراك الشعبي،وموقف الأحزاب العربية عموما،على مستوى ركودها وجمودها ،في قدرتها الوفاء للتحديات التي تواجه الأمة العربية،في معركة مصيرها،أو قل مستقبلها في استعادة دورها الحضاري،الذي تمثل الوحدة العربية شرطه ومحدده الرئيس،اعتماداً،على القانون القومي الذي يقول:إن الوحدة العربية المحدد الموضوعي للنهضة.
أليس ترك الأنظمة العربية الشعب العربي يقاتل الصهيونية العالمية،بكل أذرعها الأوربية والأمريكية واحدة من الأدلةعلى غياب رهبة الشارع العربي لهذه الأنظمة،وهل حفلة التطبيع التي أقامتها الأنظمة بعيدا عن الخجل والحياء،وبكل ماحملت من تحد للمشاعر القومية،لاتشكل دلالة على الركود الذي يتحكم في النشاط والنضال القومي للأحزاب العربية،وشارعها العربي.
ليس مهمة هذه المقاربة أن تتعمق في كل محددات الحالة العربية،أحزابا وشارعاً،ولن تقارب عملية التدجين التي تمت في
هذه الحياة،بأساليب ومخططات داخلية وخارجية،وانصياع نضالنا القومي لتشريعات،لاتعد ولاتحصى،وخاصة شيخوخة
القيادات التي راحت تطرح نفسها بقوة،بحق الأمة عن قائد،يقود هذه الآمة بالفكر الاستراتيجي،والعصي لأهل التطبيع.
وسؤال المقاربة،الذي يبني نفسه على معطياتها،وماجاءت بها من دلائل يخبرنا ويجيبنا، بأن الحالة العربية الراهنة، تقرع أجراس المخاطر،التي تهدد الأمة العربية في وجودها،وهل هذه الحالة العربية الخطيرة،غير المسبوقة تفرض نفسها على الأحزاب العربية،من جانب ومنظمات المجتمع المدني العربي.من جانب آخر،أن نسارع الخطى نحو جبهة عربية متحدة نضالياً،حمالة لاسم جديد جبهة:دفاع الأمة العربية عن وجودها،قبل أن يفوت الأوان،وأن تكون ساحتها الراهنة فلسطين،ومن أراضي غزّة الكفاح والشهادة.
د-عزالدين حسن الدياب -4-4-2024 -تونس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب