هل لنا بانثروبولوجيا ثقافية
بقلم د-عزالدين حسن الدياب.
أن توظف ثقافتك الأنثروبولوجية في متابعة همومك الوطنية القومية،فتلك مهمة تكلفك الكثير من التعب والجهد،وكيف لا،وأنت تبحث وتنقب في البناء الاجتماعي العربي بمستوياته المحلية/الجهوية والوطنية والقومية،ناظراً بعين فاحصة ومحللة ومفسرة للصعوبات والتحديات التي تواجه وطنك العربي،بكل مستوياته وأبعاد بناه الاجتماعية،من أجل أن تضع المعاني الصحيحة والسليمة لهذه التحديات،إنطلاقاً من حقيقة منهجية أنثروبولوجية تقول:”إنً مهمة الأنثروبولوجيا ليس وضع القوانين،وإنما وضع المعاني الصحيحة على الظواهر،والقول السليم في مكوناتها،وبيان التأثير المتبادل بينها،والنتائج التي ستسفر عن التفاعل الجدلي الخلاق بين المكونات من جهة،والظواهر البنائية التي تشكل في وجودها وحضورها الحياة الاجتماعية التي نحياها ونعيشها،بكل معطياتها.
ولكن أن تتعاطى منهجيا مع البناء الاجتماعي العربي،وتضع الظواهر التي تشكل في تواجدها تحديا وتهديداً للحياة العربية اليومية،وتباشر في الإشارة إلى تعيناتها،معلناً وازعها ونوازعها الانقسامية داخل البنى العربية،ومصاحباتها من ثقافة العداء والكراهية،وما تسفر عنه من حروب واقتتال، وتشظي للبنيان الاجتماعي العربي .
نقول في هذه الحالة،وعندما تبدأ في وضع النقاط على الحروف،وتعلن المعاني الحقيقية لتلك الظواهر، وترفقها بتحذيراتك مما ستؤول إليه أوضاع أمتك،يأتيك الطابور الخامس،مزاوداً على همومك،ومْخَوِّفاً من إعلانك النتائج التي توصلت إليها ،وواضعاً حق “الفيتو” عليها،ومستعيناً بأمية أصحاب الأمر.
[شاهد على سلوك الطابور الخامس:يروى أن إحدى المظاهرات التي خرجت ضد الانفصال،عندما أعلن البلاغ التاسع غيروا فورا من هتافاتهم، وبدلوا الصور،ومضوا يزاودون على القوى الحية التي كانت فعلاً ضد الانفصال.]
سؤال حول الشاهد،ترى كم هي الصور المماثلة لهذا المشهد في حياتنا العربية،وكم هي الأخطاء والخطايا التي وقعت في البناء الاجتماعي العربي،وكم هي التحديات التي تعينت في حياتنا العربية،وآتت أكلها تقسيماًً وتخريباً وعدوانية وكراهية في حياتنا العربية اليومية.
العنوان الذي وضعناه أعلاه بحثاً عن أنثروبولوجيا ثقافية عربية،هو عنوان مخطوط يتكون من مجموعة من المحاضرات ،والدراسات التي ألقيتها وكتبتها عن الأنثروبولوجيا الثقافية،وحاجتنا الماسة إلى دراساتها،وارفقت هذه الدراسات بنصوص مختارة من أنثروبولوجيين عرب وأجانب،وقدمتها إلى أكثر من جهة عربية،ولم أوفق في طبعها.
وجاء في مقدمة المخطوط إعلانًا عن هدفه:”بتعميق الفكر الأنثروبولوجي الثقافي في الجامعات العربية،ومراكز الأبحاث،لأنّ الثقافة العربية لم تُدْرس من قبل أبناء الوطن العربي،دراسة أنثروبولوجية،تُقَوِّلها عن أحوالها وعوائدها قولاً صحيحاً نابعاً من ظواهرها،وأحداثها،وحركتها،وجدلها الثقافي.”
ونوهت المقدمة إلى ضرورة أن تدرس الثقافة العربية”على أيدي القطاع الجدي من الأنثروبولوجيين العرب،بحيث توظف هذه الدراسات في قضية النهضة العربية…….”
ثم تشير المقدمة إلى فصول المخطوط المكون من(الفصل الأول إلى الفصل الثامن)
الفصل الأول:مدخل إلى الأنثروبولوجيا الثقافية.
الفصل الثاني:مفهوم الثقافة
الفصل الثالث:الثقافة والتغير الثقافي
الفصل الرابع:الثقافة:موضوعات الأنثروبولوجيا الثقافية.
الفصل الخامس: المهام البحثية المطروحة على الأنثروبولوجيا الثقافية.
الفصل السادس:الاتجاهات والاهتمامات الثقافية من منظور العلم الأنثروبولوجي الثقافي.
الفصل الثامن:قراءة أنثروبولوجية ثقافية للولاءات في البنى القرابية العربية.
خاتمة المقدمة: تعلن “إنَّه كتاب ….. جامعي بامتياز”
خاتمة المخطوط: وفي الختام يريد كتابنا هذا أن يخرج من عباءة التأليف التقليدي للأنثروبولوجيا،وأن يأتي بأفكار جديدة تخلق اليقظة الواعية بين الشباب الجامعي،ويدَّعي الكتاب بأنَّ صفحاته تساكنت مع الأفكار الحمَّالة أيضا لروح التحريض المطلوبة لمعركة المستقبل العربي …”
د-عزالدين حسن الدياب.
…إهداء إلى أحرار الأمة العربية في كل مكان وكل زمان..دعوة لمن يدفن رأسه في الرمل نقول:إرفع رأسك أيها العربي،فأمتك مهددة بوجودها