
فأوجعت فيكَ الخِيانةُ صوتَ الشَّمسِ
د. جمال سلسع
أنا أَخرجتُ اسمَكَ من غَياهِبِ طَعنتي
وصعدتُ فيكَ
منَ الظَّلامِ الى النهارِ
فكيفَ تُشعِلُني بنيرانِ النفاقِ
واسمي أَطفأَ فيك نيرانَ الحريق؟
وما زَحَفَت َ خيولُ الفجرِ
تُعلِنُ خَطوةَ التَّاريخِ
تنشِلُ صوتَ أُمي
من متاهاتِ الطريق
فأَوجَعَت الخِيانةُ فيكَ صوتَ الشَّمسِ
قُمتَ تُشَوِّهُ الزمنَ العريق
أنا قد سرتُ فيكَ منَ القيودِ
الى الصَّباحِ…
فكيفَ تَجرؤ أن تقودَ خطايَ
تغتالُ الرَّحيق؟
أنا أَسقيتُ عُمرَكَ من دمي عَهداً
يَشُقُّ جليدَ هذا الوقتِ
أنتَ رشقتني بخيانةٍ
شقَّت طريقي للغريق
أنا أوقفتُ عنكَ حِرابَ موتِكَ
أَنتَ أوقفتَ النَّهارَ
صلبتَهُ عاراً…
تُشَوِّهُ في سياطِكَ هَبَّةَ الطوفان
أَنا قَدَّمتُ روحي للحياةِ
وصيَّةً…
فلماذا تحمِلُ في يَديكَ
مشيئَةَ الاكفان؟
وما قَرَأَت عيوني
غير سيفيَ قارعَ المُحتَلَّ
في صولاتِهِ…
وقَرَأَتَ أنتَ متاهةَ الكلِماتِ
أَوجعتَ النبيِّ
وما نَقَشتَ سوى الدُّخان
أنا أَسقيتُ أَرضي من دمي
وشَرِبتَ أَنتَ كؤوسَ موتي
في عيونِكَ صيحةُ التَّاريخِ
تَجلِدُ فيكَ عنوانَ الهوان
فكيفَ تُشاركُ الأرضَ
النبوءةَ…
والسماءُ بكت…
وما حَمَلَت يداكَ أمامَ فاِصِلةِ المكانِ
سوى خيانةِ أُمِكَ
المسفوكِ في دَمِها الوطن