تحميل الدراسة _حرب غزة وصراع الروايات: جغرافيا واحدة ورؤى ثقافية متدافعة”..تاليف الدكتور حاتم الجوهري
تاليف الدكتور حاتم الجوهري

رابط تحيل الدراسة
https://drive.google.com/file/d/1TLxU5sHY-XR3Qb4IPLwaWEHX74NyZVln/view?usp=sharing
دراستي الجديدة المنشورة اليوم؛ والعدد الثاني (2) من سلسلةالإصدارات والملفات البحثية الخاصة، التي يصدرها مشروع المشترك الثقافي العربي أبريل 2024م، بعنوان: “حرب غزة وصراع الروايات: جغرافيا واحدة ورؤى ثقافية متدافعة”..
تتناول هذه الدراسة التبعات والمسارات التي فجرتها عملية “طوفان الأقصى” العسكرية؛ والتي وقعت في يوم 7 أكتوبر 2023م وما صاحبها من أحداث أشعلت الصدام الواسع مجددا مع المشروع الصهيوني ودولة الاحتلال، وما كشفت عنه العملية من تصورات الاحتلال القائمة على فكرة الإزاحة الجيوثقافية للفلسطينيين، أي النفي الناعم لروايتهم الثقافية وإنكار حقهم التاريخي في فلسطين (بنفي وجود شعب فلسطيني تاريخيا كما صرح وزراء عدة في حكومة الاحتلال في أكثر من مناسبة( ))، والنفي الخشن الواقعي لوجودهم في جغرافيا فلسطين وأرضها مع السعي لطردهم، وتهجير سكان غزة إلى مصر وسكان الضفة إلى الأردن (وفق تصريحات متكررة لحكومة الاحتلال ورئيسها نتانياهو)، وأشعلت حرب غزة التي تلت عملية “طوفان الأقصى” مأزقا عربيا وإقليميا صعبا، حيث قفزت القضية الفلسطينية في وجه الجميع متمردة على تفاهمات الاتفاقيات الإبراهيمية، وصفقة القرن الأصلية التي طرحها ترامب والصفقة المعدلة التي استكملتها إدارة بايدن بعده، لتعود مشكلة فلسطين إلى الواجهة والبحث عن حلول ممكنة لها أو أسس ومنطلقات للحلول يمكن البناء عليها، لتكون هذه مشكلة الدراسة أيضا.
لتتبدى إشكالية الدراسة في البحث عن حلول ومقاربات جديدة عادلة وناجعة للقضية الفلسطينية، حيث يتصارع الجميع على مساحة جغرافية واحدة ولكن وفق روايات ثقافية مختلفة ومتدافعة، من جهة تقف الرواية الصهيونية لدولة الاحتلال وخلفها الدعم الغربي بتصوراته الثقافية التاريخية في الصهيونية الماركسية، والصهيونية الليبرالية، والصهيونية الوجودية، ومن جهة أخرى تقف الرواية العربية التي أصبحت شديدة التمزق بين التصورات الأيديولوجية القديمة وبين تصورات صفقة القرن الجديدة، وبين أزمة النخبة العربية التي تبنى بعضها تصورات تروج للهزيمة الحضارية، وتبنى البعض الآخر الدعم العاطفي والعام قليل الحيلة قصير اليد، وبين قلة أخرى تحاول البحث عن رواية جديدة بعيدا عن أزمة التصورات التاريخية واستقطاباتها تحل الإشكالية وعجز مقارباتها السابقة.
وفي هذا السياق الأخير ستقدم الدراسة فرضيتها لحل إشكالية الصراع؛ فرضية تقوم على أولوية استعادة ثوابت “الجغرافيا الثقافية العربية” المشتركة بعيدا عن تكسرات الأيديولوجيا القديمة المتعددة إرث القرن العشرين، التي هي لحد بعيد ليست سوى امتدادات للمتلازمات الثقافية المرتبطة بالمسألة الأوربية ومركزيتها التاريخية واستقطاباتها، وبعيدا عن تفاهمات صفقة القرن و”الصهيونية الإبراهيمية”، التي هي إحدى أشكال الاستلاب الناعم للحق العربي الفلسطيني باسم المشترك الديني الإبراهيمي السماوي.
حيث ستفترض الدراسة أن مشكلة الصراع هي مشكلة صراع جيوثقافي بالأساس، وباعتباره صراعا جيوثقافيا يقوم على حرب روايات بين راوية دولة الاحتلال وخلفها الحضارة الغربية وتصوراتها الجيوثقافية المتعددة، ورواية الفلسطينيين وخلفها رواية العرب وتصوراتهم الجيوثقافية، ستقدم الدراسة فرضية “استعادة الجغرافيا الثقافية” أولا، أي أنها من ضمن الأطروحات المتعددة لمقاربة القضية الفلسطينية وسبل حلها، ستطرح فرضية مقاربة “التأسيس الجيوثقافي” للحق الفلسطيني بوصفه قيمة ثقافية يتفق عليها الجميع، بعيدا عن مقاربات التيارات الأيديولوجية إرث القرن العشرين التي فجرت تناقضات المشكلة أكثر ولم تحلها، لتكون تلك المقاربة من وجهة نظر الدراسة حجر الزاوية الذي يمكن البناء عليه مستقبلا، والحل لمشكلة تعقد حلول القضية الفلسطينية وإشكاليتها التي فجرتها عملية طوفان الأقصى.
وسوف تستخدم الدراسة منهج “الدرس الثقافي” متتبعة جذور الصراع بين الروايتين العربية والصهيونية، وأين يكمن جذر الصراع والقيمة المركزية له في الغرب وعند الصهيونية (إسرائيل بوصفها ممثلة للحضارة الغربية)، لتحاول تقديم قيمة مركزية مضادة له تفكك جذور هذا الصراع (فلسطين بوصفها الحجر الجيوثقافي الأساس للذات العربية ومستودع هويتها)، من ثم يمكن التأسيس على هذه القيمة الجيوثقافية الجديدة لتكون منطلقا للتأكيد على الحق الفلسطيني وفي حاضنته العربية و”مستودع هويتها”، للوصول إلى تفاهمات عادلة تحفظ للرواية الفلسطينية العربية حقها في الوجود، الذي تغولت عليه تفاهمات “الاتفاقيات الإبراهيمية”.
تتكون الدراسة من خمسة مباحث رئيسية ضمت كل منها ثلاثة عناصر فرعية، وجاءت عناوين المباحث الرئيسية كالتالي؛ أولا: طوفان الأقصى جغرافيا ثقافية تتمرد على الجيوسياسي، ثانيا: رد الفعل وعملية “السيوف الحديدية” والانتقام الأعمى، ثالثا: الحرب وأزمة “الجغرافيا الثقافية” وتشقق “الجيوسياسي”، رابعا: المحور الشيعي وحسابات الصعود الجيوثقافي، خامسا: تدافع الجغرافيا الثقافية على فلسطين