حول موافقة حماس على المقترح المصري القطري لإنهاء العدوان.. بقلم د. ابراهيم حمامي
بقلم د. ابراهيم حمامي
حول موافقة حماس على المقترح المصري القطري لإنهاء العدوان..
بقلم ابراهيم حمامي
· الموافقة جاءت بعد عودة وفد حماس من القاهرة واجتماع المكتب السياسي في قطر وتدارس تفاصيل المقترح
· بصمود أهل غزة وإفشال مخطط التهجير، وفشل الاحتلال التام في تحقيق أي إنجاز إلا الدمار والقتل، وبضغط شعبي عالمي متزايد تحول لضغط سياسي على الاحتلال، رضخ نتنياهو وحكومته المجرمة للمطالب الفلسطينية وبشكل شبه تام
· العقبة الوحيدة أمام الموافقة الفلسطينية كانت “وقف إطلاق نار” دائم وشامل وهو ما يرفضه نتنياهو لحسابات داخلية متعلقة بمصير حكومته ومصيره شخصياً
· هذه العقبة تم تجاوزها من خلال وعد/ضمان أمريكي (لرفع الحرج عم نتنياهو) أن الوصول للمرحلة الثالثة بحسب المقترح سيجعل من المستحيل العودة لحالة الحرب من جديد
· لا ثقة في الولايات المتحدة الحليف الوثيق للاحتلال والمشاركة في العدوان بشكل مباشر، لكن المرحلة الثالثة تنص على التالي” الانتهاء من الاتفاق على الترتيبات اللازمة لعودة الهدوء المُستدام والإعلان عن بدء سريانه قبل البدء بتبادل المُحتجزين والأسرى بين الطرفين – جميع من تبقّى من الرجال الإسرائيليين الموجودين على قيد الحياة (المدنيين والجنود) – مُقابل عدد يُتفق عليه من الأسرى في السجون الإسرائيلية ومن المُعتقلين في مُعسكرات الاعتقال الإسرائيلية”
· هذا يعني أن الطرف الفلسطيني سيبقى ممسكاً بورقة المحتجزين لديه من الرجال حتى تطبيق “وقف شامل ونهائي لإطلاق النار” وعلى قاعدة إن عدتم عدنا
· لا يخفى على متابع أن نتنياهو لا يريد الوصول لاتفاق، وهو هنا أمام أمرين كلاهما مر: الأول القبول بوقف إطلاق النار دون تحقيق أي من أهدافه المعلنة وهي النصر الصريح والمطلق والقضاء على حماس، واستعادة “الرهائن” بالقوة العسكرية
· أما الثاني فهو رفض الصفقة واجتياح رفح وفي هذه الحالة سيخسر كل ما تبقى له من دعم سياسي ودبلوماسي غربي وربما عسكري أيضاً، إضافة للفشل المتوقع في موضوع المحتجزين وهو ما سيضعه في صدام مباشر مع القوى الداخلية التي تتهمه أصلاً بعرقلة إطلاق سراح “أبنائهم”
· في هذا الشأن يقول د. طارق حمود: “قبول حماس للاتفاق هو لحظة فارقة في مستقبل نتنياهو، قدمت إسرائيل مقترحاً “سخياً” برأي الأمريكان، وهذا الرأي هو مقصد المقترح أصلاً.
خطة نتنياهو هو تقديم مقترح يرضي الأمريكان ويدفع حماس للتعليق على اقتراح تعديلات طفيفة في التفاصيل، فيأخذ نتنياهو فرصته للرفض والانقضاض على رفح تحت ذريعة أن حماس أفشلت أفضل اتفاق حتى الآن
قبول حماس المباشر للمقترح صنع مأزقاً حقيقياً لنتنياهو، القبول ورطة والرفض ورطة، قد تكون هذه أصعب ليالي نتنياهو إذ ستحدد شكل نهايته السياسي، لن تنتظر المؤسسات الإسرائيلية انتهاء الحرب حتى تطلق لجان التحقيق بالفشل ومسؤولياته عما حدث”
· يضاف لذلك أن ملاحقة نتنياهو وباقي الطغمة المجرمة دولياً ستبدأ قريباً باتفاق أو بدونه
خلاصة القول
المقترح القطري المصري هو افضل ما قدم حتى اليوم ويلبي كل المطالب الفلسطينية، وقبوله من قبل حركة حماس يضع نتنياهو وحكومته المجرمة في مازق حقيقي سواء قبلوا به أو رفضوه.
الجانب الفلسطيني تعامل بمهنية وحرفية في قضية تفاصيل المقترح، ولم يتزحزح ميليمتراً واحداً عن مطالبه كما صرح نتنياهو بنفسه يوم أمس، وراعى تضحيات أهلنا في غزة، وبروح وطنية عالية.
نسأل الله الخير لأهلنا وشعبنا والخزي والذلة للمجرمين القتلة وداعميهم
والحمد لله رب العالمين