اسرائيل تكشف عن وثيقة تؤكد معرفة الحكومة والامن الاسرائيلي حول نية حماس اقتحام غلاف غزة بقلم مروان سلطان -فلسطين –
بقلم مروان سلطان -فلسطين -

اسرائيل تكشف عن وثيقة تؤكد معرفة الحكومة والامن الاسرائيلي حول نية حماس اقتحام غلاف غزة
بقلم مروان سلطان -فلسطين –
الوثيقة التي كشفت عنها هيئة البث الاسرائيلية بخصوص علم القيادة والامن الاسرائيلي بخطط حماس اقتحام غزة تؤكد على عدة امور هامة من ناحية الاستعدادت الاسرائيلية للرد الذي يتجاوز حدود الحدث نفسه واللامعقول في اهداف علنية تطيل عمر الحرب ، واهداف اخرى استراتيجية بعيدة المدى ارادت ان تكون نموذجا يستخدم لردع الشعب الفلسطيني وتمرير سياسات قد تغير البعد الديمغرافي في الاراضي الفلسطينية.
منذ الوهلة الاولى للحرب ، واستعراض السيناريو الذي تم فيه دخول مجموعات من فريق النخبة لحركة حماس صبيحة يوم السابع من اكتوبر 2023. وحتى انتهاء العملية، اكدت بايمان عميق ان القيادة والامن الاسرائيلي ، كانوا على علم مسبق بالعملية التي قامت بها حركة حماس في غلاف غزة. وبالتالي تمرير هذه العملية دون ان تطلق فرق الحماية والامن الاسرائيلي حتى طلقات تحذيرية ، فكان يوحي ان النية تتجه الى عملية عسكرية تقوم بها اسرائيل باهداف علنية لاستعادة ما يسمى المختطفين الاسرائيلين في غزة ، واستعادة الهيبة والردع للجيش الاسرائيلي مدعومين من دول العالم الذي وقف الى جانب اسرائيل عقب عملية حركة حماس في منطقة غلاف غزة . وفي ذات الوقت ارادت اسرائيل ان تعمل باهداف غير علنية على تغيير الواقع السياسي القائم والديموغرافي في قطاع غزة ، علاوة على ” كي الوعي ” الفلسطيني في ان لا يتجرء بعد ذلك بالتفكير بالعودة الى ارض فلسطين المحتلة 1948 والنظر الى ما وراء الجدار عبر فلسطين التاريخية.
الكثافة النارية التي استعملتها اسرائيل على غزة وحجم القنابل والصواريخ المتنوعة والحديثة والذكية وغير الذكية التي القيت على غزة، كانت تعادل ثلاث قنابل نووية مثل التي القيت على هيروشيما ونجازاكي التي القى بها الحلفاء على تلك المدينتين اليابانيتين في الحرب العالمية الثانية. ولقد تسببت هذه الحرب بخسائر تفوق اي تصور في الجانب المدني الفلسطيني ، لان الجيش الاسرائيلي استهدف البشر والشجر والحجر في قطاع غزة.
ونتج عنها تدمير اكثر من %70 من البيوت والمجمعات السكنية وحولت الاحياء الى اشباح , ودفن تحت هذه الانقاض والبيوت الاف الاطفال والنساء والشيوخ . كما استهدفت المستشفيات وتم اخراجها جميعا من الخدمة الصحية، وتم اغتيال العشرات من الاطقم والكوادر الصحية والطبية، هذا عدى عن نفاذ الوقود والدواء ، مما ادى الى انتشار الاوبئة والامراض السارية والمعدية في القطاع.
اما قطاع التعليم فقد تعطل بشقية العام والعالي بشكل كامل ، عندما تحولت المدارس الى مناطق للايواء ، واستهدفت من قبل الطائرات والمدفعية الاسرائيلية لاسباب وحجج واهية ، فتهدمت الكثير من هذه المدارس وتعطلت العملية التعليمية بشكل كامل. اما الجامعات فقد استهدفت وتم تدمير مبانيها ، وخرجت ايضا هي عن خدمة التعليم العالي.
اما الاسواق والطرق والمساجد لم تعد تؤدي خدمتها ، فقد توقفت البضائع من الدخول الى قطاع غزة الا بالشكل اليسير ، وعملت الجرافات الاسرائيلية على تدمير البنية التحتية ، وتهدمت دور المعابد الاسلامية والمسيحية والتي كان بعضها معلما تاريخيا ورمزا من رموز التراث الاسلامي والمسيحي في فلسطين ، ومنها المسجد العمري الكبير ، وكنيسة المعمدانية.
كل هذه الاحوال وما الت اليه قطاع غزة من فقدان الاهل ، والسكن ، والمشافي، والتعليم ، والمعابد ، والطرق ….. وغيرها جعل من الحياة معها شبه مستحيلة في قطاع غزة.
لقد منعت اسرائيل المعونات الانسانية، وفرضت حصارا شديدا مما جعل الغزيون ان يتناولو الحشائش ومياه لا تصلح للاستعمال الادمي. كما ومنعت الاغاثة الدولية من الوصول الى قطاع غزة، وقد استهدفت الطائرات العسكرية الاسرائيلية العديد من المؤسسات التي عملت في مجال الاغاثة الدولية ، وقتلت العديد منهم بالرغم من الاشارات الواضحة التي تظلل سيارتهم ومنهم عمال المطبخ الدولي الذين كانوا يقدمون وجبات للسكان المحليين. وبذلك خيمت على قطاع غزة شبح المجاعة والعطش ، وتسببت في وفاة العديد من الجوعى والعطشى.
ومما يثير الدهشة والسخرية فقد انشات في اسرائيل وبدعم من الوزراء بن غافير وسيمورتش منظمة تدعى “تساف 9” تعمل في الطرقات لمنع شاحنات المساعدات الانسانية وبهدف عرقلة وصول المساعدات الانسانية الى قطاع غزة. مما جعل الولايات المتحدة الامريكية 🇺🇸 ان تفرض عقوبات على هذه المنظمة.
هذا ما هدفت اليه اسرائيل ومن خلاله عملت على كي الوعي الفلسطيني ، وسببت له الالم العميقة التي نسيانها امر صعب لسنوات طويلة تبدء رحلة العذاب معها مع اليوم الاول لانتهاء الحرب ، عندما يصحو الاحياء ويبدئون رحلة الترميم ، والبدء في تفقد احباءهم واقاربهم ، والبحث عن ممتلكاتهم ليجدوا ان حجم الكارثة كان كبيرا. وهذا ما ارادت اسرائيل ان تبلغة في رسالة الموت لقطاع غزة، غزة الصمود ، غزة التضحية ، ولتكون عبرة للشعب الفلسطيني عامة. ولعل في هذه البلاغة التي عملت اسرائيل على ايصالها ان تجد الفلسطينين يرحلون بهجرات طوعية من غزة الى الخارج.
اما الرسالة البليغة التي ارسلها الفلسطينيون من قطاع غزة بالرغم من القتل اللامحدود ، والتجويع والتعطيش ومنع الدواء وانتشار الامراض ، فاننا باقون ما دام الزعتر والزيتون شامخا على هذه الارض. هنا نموت وهنا نحيا ، والعودة حق لكل صاحب حق.