رئيسيالافتتاحيه

العنف السياسي في أمريكا  امتداد للماضي

العنف السياسي في أمريكا  امتداد للماضي

بقلم رئيس التحرير

تواجه الولايات المتحدة أكبر زيادة في أعمال العنف ذات الدوافع السياسية وأكثرها استمرارية منذ سبعينيات القرن الماضي. ونفذ مهاجمون يمينيون 13 من بين 14 هجوماً سياسيا تسببت في سقوط قتلى أو مصابين منذ اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول الأمريكي في السادس من يناير كانون الثاني 2021، بينما شن يساري هجوماً واحداً. ولمرتكبي هذه الهجمات أو المشتبه بهم انتماءات حزبية واضحة.

وقال تشيب فيكل، وهو ناشط جمهوري في ولاية ثاوث كارولينا ومن معارضي ترامب: «إذا لم تكن البلاد برميل بارود من قبل، فهي الآن كذلك». وقال براد بانون، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي: إن إطلاق النار يمكن أن يفيد ترامب سياسياً لأنه يدعم رواية حملته الانتخابية بأن البلاد خرجت عن المسار الصحيح.

ونفر العديد من الناخبين بالفعل من الغريمين بايدن وترامب. وقد تسهم الفوضى المحيطة بالمرشحين في إذكاء شعور الناخبين بأن مشاكل البلاد غير قابلة للحل وأن الهوة بين الحزبين لا يمكن سدها ، وقال النائب الأمريكي ستيف سكاليز، وهو جمهوري أطلق مسلح الرصاص عليه في عام 2017، لشبكة فوكس نيوز: إن الخطاب الانتخابي العنيف يجب أن يتوقف.

تاريخ الولايات المتحدة يتميز  باغتيال العديد من الرؤساء خلال فترة ولايتهم. في المجمل،  تم إطلاق النار على أربعة رؤساء على يد قاتل، أولهم الرئيس أبراهام لينكولن، الذي قُتل عام 1865 في غرفة تبديل الملابس الخاصة به في مسرح فورد بواشنطن على يد الممثل جون ويلكس بوث.

الضحية الثانية كان جيمس جارفيلد، الرئيس العشرين للولايات المتحدة، الذي توفي عقب هجوم في 2 يوليو 1881 في محطة قطار واشنطن على يد تشارلز غيتو، المحامي الذي كان يبحث بشدة عن وظيفة كموظف حكومي.

في 6 سبتمبر 1901، أثناء استقبال شخصيات في معرض في بوفالو، أصيب ويليام ماكينلي، الرئيس الخامس والعشرون للولايات المتحدة، على يد فوضوي أطلق عليه عدة رصاصات. وتوفي بعد أيام قليلة متأثرا بجراحه.

وفي الستينات من  تاريخ أمريكا   وتحديدا في 22 نوفمبر عام 1963، حدثت عملية اغتيال جون كينيدي في دالاس. في ذلك اليوم، حوالي الساعة 12:30 ظهرًا، وبينما كانت سيارة الليموزين الرئاسية تخترق الحشود المتجمعة في شوارع دالاس دوى إطلاق نار وانهار جون كينيدي، وكانت زوجته جاكي إلى جانبه. وأُعلن لاحقا عن وفاة الرئيس الأمريكي الخامس والثلاثين الساعة الواحدة بعد الظهر من المستشفى.

وخلصت لجنة اغتيال جون كنيدي في عام 1964 إلى أن لي هارفي أوزوالد، وهو كوماندوز سابق في مشاة البحرية عاش في الاتحاد السوفييتي، تصرف بمفرده.

وجرت محاولات اغتيال للعديد من الرؤساء السابقين فقد تعرض لمحاولات اغتيال أندرو جاكسون وتيودور وفرانكلين روزفلت وجيرالد فورد وحتى رونالد ريغان. وفي عام 1933، نجا فرانكلين ديلانو روزفلت بأعجوبة من إحداها، وكذلك الحال بالنسبة لجيرالد فورد الذي نجا من محاولتي اغتيال في عام 1975، وكلاهما في كاليفورنيا.

وفي 30 مارس 1981، أصيب الرئيس رونالد ريغان بجروح خطيرة على يد رجل غير متزن، هو جون هينكلي جونيور، وذلك أثناء مغادرته فندق هيلتون في واشنطن. وبقي في المستشفى لمدة اثني عشر يوما.

وقتل شقيق جون كنيدي، روبرت كينيدي، ”بوبي”، عضو مجلس الشيوخ عن نيويورك والذي شارك في الحملة الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة في ذلك العام، بالرصاص في أحد فنادق لوس أنجلوس عام 1968.

وبعد سنوات قليلة، في عام 1972، تم استهداف جورج والاس، الذي كان يقوم بحملة من أجل ترشيح الحزب الديمقراطي، في محاولة تفجير في مركز تسوق في ولاية ماريلاند، مما أدى إلى إصابته بالشلل مدى الحياة.

ومن المرجح على المدى القصير أن يعزز هذا الهجوم التأييد لترامب خلال مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يقبل خلاله ترشيح الحزب للرئاسة، وكذلك الشعور بالظلم والغربة لدى مؤيديه تجاه الطبقة السياسية في البلاد. ويزيد الهجوم من المخاوف القائمة منذ فترة طويلة من احتمال انتشار ظاهرة  العنف  السياسي  خلال الحملة الرئاسية وبعد الانتخابات.، عملية الاستقطاب بين الناخبين وخاصة أن الولايات المتحدة  تبدو منقسمة بشكل مرير إلى معسكرين لهما رؤى سياسية واجتماعية متباينة بين الحزبين ويظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس في الآونة الأخيرة أن الأميركيين يخشون تصاعد العنف السياسي، إذ قال اثنان من كل ثلاثة مشاركين في الاستطلاع الذي أُجري في شهر مايو إنهما يشعران بقلق من احتمال حدوث أعمال عنف بعد الانتخابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب