مقالات

وصف الانروا بالارهاب خطوة صهيونية لتصفية القضية الفلسطينية بقلم مروان سلطان

بقلم مروان سلطان -فلسطين -

من يصف المنظمة الاممية الانروا بالارهاب كيف له ان يرى الجوعى والعطشى والمرضى والنازحين في ظل حرب يشنها ويقتل فيها الطفل والشيخ والشجر والحجر! ولكنها خطوة في سلسلة تصفية القضية الفلسطينية تقوم بها اسرائيل

بقلم مروان سلطان.        فلسطين

23.7.2024

————————————————

تتعرض القضية الفلسطينية اليوم لابشع عملية تصفية يقودها اليمين الاسرائيلي بزعامة رئيس وزراء الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، لقد عمل نتنياهو طويلا على منع الوحدة بين شطري الوطن الضفة الغربية وقطاع غزة، فقد افرغ السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية من محتواها، وعزز من سلطة حماس في قطاع غزة. وجاء اليمين بمشروع وزير المالية سيموريتيش اسماه مشروع الحسم والذي يقضي اما بتهجير  الفلسطينين من الضفة الغربية او القبول بالحكم الاسرائيلي او القتل في حالة الرفض. ومن ثم افضى الكنيست الاسرائيلي الى قانون لمنع اقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وقرار اخر باعتبار مؤسسة الانروا منظمة ارهابية. يبدو ان اليمين الاسرائيلي في اطار هذه الاجراءات والقرارات التي يمررها ويستخرج القوانين اللازمة لها  يضع على طاولته وأجندته السياسية الحالية  اغتيال القضية الفلسطينية بكافة ابعادها ومكوناتها.

عندما تقر الكنيست اعلى سلطة تشريعية في اسرائيل بالقراءة الاولى ان الانروا منظمة ارهابية ، وهي اعلى هيئة دولية تابعة للامم المتحدة  تشرف على شؤون اللاجئين الفلسطينين، وانشئت بعد نكبة 1948 للشعب الفلسطيني بموجب قرار اممي، كيف له ان يرى معاناة النازحين، واناة الجرحى، ومعاناة الجوعى، والعطشى. كيف لمن نبش القبور وترك الجثث في العراء ، تنهشها الحيوانات الضارية ان يرى ان الانسانية في ادنى مستوى لها ، مما تعانيه من ظروف يندى لها جبين الانسانية .

القرار الاسرائيلي هو قرار سياسي بامتياز في اغتيال هذه المؤسسة الاممية، مما يعني ان اللاجئ الفلسطيني غير موجود على الاجندة السياسية للقضية الفلسطينية  في المستقبل ، واتخذ في وقت عملت اسرائيل على افتعاله في شن ما يسمى الحرب على غزة، وبهذا فان قرار الحرب كان موجودا في الدوائر الاسرائيلية قبل السابع من اكتوبر، وما ان حدث هذا فقد وجدت اسرائيل ضالتها ونفذت التسهيلات  وغض البصر لوقت كاف تنهي حماس برنامجها في غلاف غزة ، وليس كذلك افادت التقارير ان القيادة السياسية والعسكرية في اسرائيل علمت بالعملية لقوات النخبة في حماس قبل اسبوع على الاقل من هجوم السابع من اكتوبر 2023، من اجل تنفيذ مخططاتها في غزة. 

لقد افتعلت اسرائيل الظروف وهيئتها لتنفيذ ما لديها من خطط خطتها الدوائر الصهيونية لانهاء القضية الفلسطينية  ، وتهجير الفلسطينين من غزة الى مناطق خارج قطاع غزة ، وتشير المعلومات ان سيناء كانت المكان المرشح الاول لتنفيذ هذا المخطط. ومن عطل المخطط جمهورية مصر العربية من هذا الجانب لانها رفضت مع الاردن مخطط التهجير، ثانيا الصمود الاسطوري للمواطنين الغزيين الكلومين والفاقدين والمجروحين الذين صمدوا تحت وابل القصف المدفعي، والطيران، واستهداف المسيرات والدبابات او قناصة الاحتلال للجيش الاسرائيلي. لهذا السبب نقول ونملئ الدنيا ضجيجا ان الحرب هي استعملت مجازا ، لانه لا يوجد جيش مقابل الجيش الاسرائيلي، وهو الذي يستهدف بنيرانه المواطنين ويحدث فيهم القتل وأثخنهم بالجراح، اما المقاومة الفلسطينية فهي تقوم بعمليات ومواجهات منفردة  ، اينما تمكنت من ذلك ويعود الفدائيون الى قواعدهم بعد ذلك.

وقف الانروا عن مهامها  يعتبر جريمة بشعة بحق الانسانية، لان الانروا تقوم على تقديم العون للاجئين والاغاثة والاشراف على المخيمات ، والصحة والتعليم الى كل ما يتعلق بالخدمات اللوجستية للاجئين في كل اماكن تواجدهم.

لقد جاءت هذه الخطوة على انهاء اهم مؤسسة تعمل على موضوع اللاجئين ، على غرار ما قام به ترامب الرئيس الامريكي السابق، في منح القدس عاصمة ابدية لاسرائيل. هي صورة مماثلة بكل ما تعنيه الكلمة في سلخ عناصر القضية الفلسطينية عن جسدها وبذلك تكون اسرائيل قامت بتفتيت القضية الفلسطينية وعملت على انهائها.

التصدي لكل هذه المحاولات في تشتيت القضية الفلسطينية وانهائها هو امر يتطلب كل الجهود  المحلية والاقليمية والدولية المخلصة من اجل ابقاء القضية الفلسطينية حية في مساراتها وعنوانا للتخلص من الاستعمار ونيل الحرية، لان فلسطين تجمعنا ولا تفرقنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب