مقالات

السمسرة باسم الهامش ودماء أبنائه بقلم: د. أحمد بابكر

بقلم: د. أحمد بابكر

السمسرة باسم الهامش ودماء أبنائه
بقلم: د. أحمد بابكر
#الهدف_آراء_حرة
كثيرًا ما نسمع أن هذه الحرب ضد التهميش وسيطرة دولة 56:
▪️بداية يجب الإقرار أن هناك تهميش لأجزاء كبيرة من السودان، وان هناك خلل في التنمية وبشكل عام يمكننا القول أن هناك خلل في مسيرة تطورنا الوطني.
▪️هناك حركات نشأت لتعديل هذا الوضع مستخدمة أسلوب الكفاح المسلح الذي قلنا وبوضوح أنه آلية نضال غير مناسبة لتحقيق أهداف التغيير، وأنه سيزيد الوضع تعقيدًا، وذكرنا بكل وضوح أن العمل المسلح هو حل زائف لقضايا حقيقية.
▪️لكن حرب 15 أبريل لم تكن نتيجة رؤية سياسية لقوى تنطلق من الهامش ضد المركز السلطوي لإزالة التهميش، بل هي حرب نشأت من داخل المركز السلطوي وبين القوى التي تشكله (قيادة الجيش وقيادة الدع-م السري-ع)، مما شكل دليلًا دامغًا إنها حرب من أجل السلطة، وليست من أجل الهامش ونسف دولة 56 كما يزعم بعض مثقفي الدع-م السري-ع الذين يروجون لمثل هذه الشعارات.
▪️الشاهد أن قيادة الدع-م السري-ع وداعميها من بعض المثقفين الذين تتملكهم شهوة السلطة، استغلت هؤلاء المهمشين مرتين لتحقيق أجندة لا علاقة لها بالهامش ولا بطموحات هؤلاء الشباب، مرة عندما استغلتهم سلطة الإنقاذ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في أثناء حربهم ضد حركات دارفور، والمرة الثانية الآن وهي تستغلهم في تحقيق أجندتها السلطوية تحت عناوين إزالة التهميش والمظلوميات التاريخية.
▪️قيادة الدع-م السري-ع وداعميها من المثقفين ورطوا هؤلاء الشباب مستغلين الجهل والعصبية القبلية في جرائم وخطايا لا تغتفر، بعد أن وفروا لهم الأساس النظري والفكري لعمليات النهب والانتهاكات الواسعة التي قام بها هؤلاء الشباب المغرر بهم، تحت دعاوى أن هؤلاء جلابة، وهم من سرقوا حقوقكم وبالتالي من العادي أن تنهبوا ممتلكاتهم وتذلوهم، بل وصل الأمر أن بعضهم تعامل مع النساء كسبايا في المناطق التي سيطروا عليها، لا يمكن أن يتم ذلك إلا عبر خطاب الكراهية الذي تفنن في بثه منظري الدع-م السري-ع من المثقفين الانتهازيين.
▪️اندلعت ثورة ديسمبر من أجل هؤلاء الشباب ومن أجل محاربة ثلاثي التخلف، الفقر والجهل والمرض، وكانوا هم المستهدفين أكثر من غيرهم بعملية التغيير مع غيرهم من الشباب السوداني الذي يعاني بدرجات متفاوتة من تطاول ظلام الاستبداد لفترة طويلة من تاريخ البلاد، مما حجب بدوره أي فرصة للنهوض والتقدم والاستفادة من موارد هذه البلاد لمصلحة غالبية الشعب السوداني وليس مصلحة فئة قليلة.
▪️هؤلاء الشباب الذين يقاتلون الآن في صف الدع-م السري-ع تم استغلالهم بشكل بشع من قبل قيادة الدع-م السري-ع وداعميها من المثقفين الأنانيين، بتحميلهم أوزار جرائم، ما كان لهم أن يحملوها لو لا دفعهم للقتال في هذه الحرب.
▪️أي فعل إجرامي لا ينشأ إلا من خلال تأسيسه على قاعدة خطاب إجرامي، إذا الأساس في كل جرائم الدع-م السري-ع هو خطاب التبرير والتحشيد الذي بثه مساندي الدع-م السري-ع من المثقفين، والذين بالأساس يتحملون وزر كل نفس قتلت من هؤلاء الشباب أو قتلها هؤلاء الشباب، أو مواطنين نزحوا أو مورست عليهم انتهاكات من قبل مقاتلي الدع-م السري-ع.
▪️من سيتحمل وزر مقتل الآلاف المؤلفة من أبناء الدع-م السري-ع، وهم شباب كان يمكن أن تستفيد منهم البلاد في نهضتها وتقدمها بدل أن يكونوا جزء من أدوات هدمها وتفتيتها.
▪️هؤلاء الشباب لهم أمهات وأخوان وأخوات وأسر وليسوا مقطوعين من شجرة، بينما المحرضين متواجدين مع أبنائهم وزوجاتهم في أمن وأمان لا خطر عليهم ولا هم يحزنون، يسمسرون في دماء هؤلاء الشباب الذين هم أغلبهم ضحية للفقر والجهل والأمية، للوصول لأهداف ذاتية.
▪️سيأتي يوم الحساب، ولن نحاسب البرهان وحميدتي فقط، بل سنحاسب كل من أسس لهذه الحرب ودعم أحد طرفيها.
ترونه بعيدًا ونراه قريبًا.
25 يوليو 2024م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب