مقالات
العروبة تجد نفسها في انتفاضة الشعب العربي في الأحواز بقلم د-عزالدين حسن الدياب
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
العروبة تجد نفسها في انتفاضة الشعب العربي في الأحواز
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
إثر الحرب العراقية الإيرانية،وخلال الشهر الأول أو الثاني،كان يأتي أحد الطلاب”غ” ويطلب مني أن أدلي برأي حول
“الحق على من في هذه الحرب؟” وكنت أجيب:أنالست مراسلاً حربياً،حتى أقول الحق على من.”
وفي أحد الأيام،سألني الطالب نفس السؤال،وأجيب نفس الاجابة،لكنني أردفت قل لزملائك بأنني في اليوم الفلاني، سؤالي محاضرة،بعنوان:لماذا تشيعت إيران،وألقيت المحاضرة وحدث الذي حدث،والمحاضر كانت متابعة تاريخية،لانتقال إيران إلى التشيع ويعطي الباحث القول:إنّ هذا التشيع تحول إلى دين قومي فارسي،وهذا حق أمة تبحث عن تميز ثقافي وقومي وحضاري، وفي غرونوبل بين عام 1970 و1974 كنت ألتقي مع شبان من إيران مابين “ماركسيين” و”إسلاميين”ونتناقش حول دور الحركة الصفوية في قلب الأمة الفارسية إلى أمة “شيعية”على هواها وسحنتها،وبهذه الحالة من التشيع،تضفي على نفسها فارسيتها،وهذا حقها في حماية تاريخها،من أن يتحول إلى نقيض شخصيتها التاريخية الفارسية.
وتجاوبا وانسجاما مع إنتمائي إلى أحد فصائل التيار القومي العربي،كتبت مايجب أن يكتب عن نضال الإهواز القومي.
يحدثونك عن عربستان وعن نضال شعبها من أجل حقوق أهلها في أرزاقها وخيراتها،ومالها من ماء وسماء وأرض،وماتملك من عمق ثقافي وتاريخي،قل لهم هاتوا ماعندكم من بطولات عن هذا الشعب العربي المتعطش إلى حريته وكرامته وانتمائه العربي،وإلى ولاءه لقضاياه العربية المصيرية،التي تتجسد أولاً وأخيرا في معركة المصير العربي،بل قل بكل كبريائك العربي بمعركة المستقبل العربي،التي يعيش فيها الشعب العربي مع ماضيه ليراه في المستقبل الذي يطمح إليه.
هنا في هذه اللحظة من انتفاضة الشعب العربي في الأحواز ،تتلاقى العروبة مع نفسها وجها لوجه في شهدائها،وتتلاقى في الهتافات بكلمات عربية محمدية الروح،وصلبةالنفس العمرية،وقوية في خالدها الذي روت حبات من دمه أرض عربستان.
وفي اللحظة ذاتها تعلن العروبة انها وجدت نفسها في بطولات عرب الأحواز ،لأن ّالتاريخ في نضال الشعب الأحواز ي قال لنا مالكم ياعرب ألا تعرفون أن العروبة لاتحيى إلاَّ في البطولة،لأنّ أمتكم أمة محاربة بحكم إنسانيتها العربية،ورسالتها الخالدة.
تسألكم إنتفاضة الأحواز ياعرب،هل نسيتم رسولكم العربي يوم قال لكم إنّ العروبة لسان وتاريخ،وإنَ معركة الأحواز وانتفاضتها معركة المحافظة على هذا اللسان لأن فيه هويتكم العربية.
في الأحواز الآن تنطوي صفحة من العسر التاريخي،وتنطلق صفحة الشهداء ..صفحة الأبطال..صفحة من يطلقون النفس العربية المحاربة..نفس من ينتمي إلى عهد البطولة،يوم تبلّلَت السيًوف والرماح العربية بدماء من أسَّس للبطولة وعهدهاً لأنَّها موجودة ومغروسة في أعماق كل من آمن بالعروبة هوية وثقافة ونضالاً ومعركة مستقبل.
إن انتفاضة شعبنا العربي في الأحواز تقوده عفوية هذا الشعب القوي بعروبته..العفوية التي تمكنه من رؤيةمستقبله.لاشرقية ولاغربية بل أمة عربية واحدة.
د-عزالدين حسن الدياب
