الصحافه

لوبوان: رغم تحذيرات الجزائر.. فرنسا تتجه نحو الاعتراف الكامل بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية

لوبوان: رغم تحذيرات الجزائر.. فرنسا تتجه نحو الاعتراف الكامل بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية

باريس-

قالت مجلة “لوبوان”اليمينية الفرنسية، في مقال بعنوان “المغرب أم الجزائر؟ ربما أنه عليك أن تختار”، إن “باريس أدركت متأخرة، أنها اخطأت الحساب مع الجزائر، فقد بات بوسعها أخيراً أن تتصالح مع الرباط”.

اعتبرت المجلة أن ما وصفتها بـ”التحذيرات الصادرة عن الجزائر لا تغير شيئا، وأن فرنسا تتجه نحو الاعتراف الكامل بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية؛ وأن هذا التحول لصالح الرباط سيتسبب في ضحية جانبية كبيرة، وهي مصالحة الذاكرة مع الجزائر، التي كان إيمانويل ماكرون ينوي أن يجعل منها عمله الدبلوماسي العظيم، لكن النظام العسكري الجزائري رفض محاولة التقارب هذه، ولم يعد لدى الرئيس الفرنسي أي أوراق أخرى بين يديه”.

ووفق المجلة الفرنسية “من المؤسف أن يُنظر إلى مثلث باريس-الرباط-الجزائر العاصمة على أنه لعبة محصلتها صفر من قبل “الإخوة الأعداء” في شمال إفريقيا، لكنه واقع: بمجرد أن تعزز فرنسا علاقاتها مع أحدهما، يعتبر الآخر مظلوما. ويمنع هذا الانسداد أي انفراج شامل مع منطقة تعتبر مع ذلك ضرورية للمصالح الفرنسية، سواء كان ذلك يتعلق بدمج الشتات الجزائري والمغربي في فرنسا، أو مكافحة الإرهاب الجهادي، أو تنظيم الهجرة، أو التعاون الاقتصادي، وما إلى ذلك”.

وذكرت المجلة بأنه “في عهده، حقق جاك شيراك المستحيل من خلال حصوله على الاستحسان في شوارع الجزائر العاصمة ووهران، بينما ظل قريبًا جدًا من الملك محمد السادس. وصحيح أن هذه الحرب كانت في سياق دولي فريد، وهي الحرب الأميركية في العراق عام 2003، والتي عارضتها فرنسا. ولم يتمكن أي من خلفائه من تكرار هذا العمل”.

ومضت تقول إن إيمانويل ماكرون تمكن من الاختلاف مع البلدين في نفس الوقت، معتقدًا خطأً أن صغر سنه يعفيه من التواطؤ مع الاستعمار، زاد الرئيس الفرنسي من مبادراته مع الجزائر. ولكن من المؤسف أنه أهمل حقيقة مفادها أن السلطة الجزائرية أسست شرعيتها على المواجهة الدائمة مع فرنسا”.

الصحراء الغربية “ملف وجودي للمغرب”

وبحسب المجلة الفرنسية فمن “خلال الإصرار على الرهان على انفتاح متبادل مستحيل مع الجزائر، أثار إيمانويل ماكرون غضب السلطات في الرباط. وأصبح سخطها واضحا للجميع عندما رفضت المساعدات الطارئة الفرنسية بعد الزلزال المدمر الذي وقع في سبتمبر2023. خاصة وأن محمد السادس حصل في هذه الأثناء على اعتراف بمغربية الصحراء من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، ثم إسبانيا. ومنذ ذلك الحين، لم يعد بإمكانه الاكتفاء بموقف الانتظار والترقب الفرنسي”.

ووفق المجلة “فلتجنب الخسارة على الطاولتين، يجب على فرنسا أن تخضع لطرح السيادة المغربية. ومنذ بداية العام، قامت باريس بزيادة عدد الخطوات المشفرة. واعترفت بأن الصحراء هي “قضية وجودية” بالنسبة للمغرب. وزادت عدد الزيارات الوزارية؛ وهي تستعد في الأشهر الأخيرة من العام لزيارة دولة لإيمانويل ماكرون الذي لم يزر المملكة منذ 2018. واليوم، ها هو رئيس الجمهورية الفرنسية يكتب إلى الملك ليؤكد له أن خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي اقترحتها الرباط، في نظر باريس، هي في الواقع الأساس الوحيد الممكن للتسوية”.

بحسب “لوبوان” فإنه بين ما وصفته بـ”النظام العسكري الجزائري المتصلب، المتحالف مع روسيا والصين وإيران، والذي رفض إدانة هجوم حماس وقطع علاقاته مع الرباط في عام 2021، والنظام الملكي المغربي الموالي للغرب، والذي يلعب دورا نشطا في أفريقيا، والذي يقيم علاقة سلمية مع إسرائيل والتي تطلب فقط التعاون المثمر مع باريس، فإن الخيار الفرنسي، بما أنه لا بد من وجود خيار، يمكن اتخاذه دون تردد”.

وختمت بالقول “مع ذلك، يجب أن نأمل ألا يأخذ الإليزيه في الاعتبار، لكي يغفر له جرأته الجديدة، تقديم تعهدات للجزائر العاصمة. وهذا من شأنه أن يفتح الباب أمام خيبات أمل جديدة”.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب