مقالات

الحروب الجديدة للاحتلال الاسرائيلي هو لرسم خارطة جديدة للاقليم في المنطقة بقلم مروان سلطان.فلسطين 

بقلم مروان سلطان.فلسطين 

 الحروب الجديدة للاحتلال الاسرائيلي هو لرسم خارطة جديدة للاقليم في المنطقة

بقلم مروان سلطان.فلسطين 

12.10.2024

—————————————

لا يختلف اي منا على ان نشاة اسرائيل جاء بقرار اممي من الدول ذات السيادة والهيمنة والسيطرة في عالمنا الصغير. ولقد تم صياغة اهداف وجودها بانه قاعدة متقدمة تهدف لخدمة هذه الدول في هذه المنطقة الحساسة من العالم ملتقى قارتي اسيا وافريقيا وعلى حدود القارة الاوروبية . ومنذ نشاتها خاضت اسرائيل سنة 1948 واستيلائها على %78 من ارض فلسطين التاريخية ، عدة حروب عسكرية وسياسية واقتصادية على اختلاف اهدافها على الدول المحيطة بالكيان الصهيوني ، الحروب العسكرية التي جرت هي ذات طابع جيوسياسي لاغراض التوسع والاستعمار ، واخرى للمقايضة وترتيب العلاقات مع تلك الدول. فمن مشاركتها في العدوان الثلاثي سنة 1956 على جمهورية مصر العربية، والحرب التي خاضتها سنة 1967  على مصر وسوريا والاردن ، والتي استولى فيها الجيش الاسرائيلي على سيناء وقطاع غزة في الجانب المصري، والاستيلاء على هضبة الجولان من الجانب السوري ، وفقدت الاردن الضفة الغربية في هذه الحرب. استطاعت اسرائيل ان تحيد كل من مصر والاردن بتفاهمات تم التوقيع على اثرها على ما يسمى باتفاقيات سلام، استطاعت من تحييد الدولتان العربيتان من الصراع العسكري مما اعطى راحة تامة للجيش الاسرائيلي للتفرد بالجبهات الاخرى . وخاضت ايضا  اسرائيل العديد من المعارك على الحدود اللبنانية مع قوات منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1982، افضى الى خروج فلسطيني من لبنان الى دول عربية اخرى ، ومن ثم الاشتباك الإسرائيلي مع حزب الله في العام 2000 والعام 2006 ، حيث تم خروج القوات الاسرائيلية من لبنان 🇱🇧. كما حدثت اشتباكات بين الجيش الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية ، والمقاومة الفلسطينية التي محورها كتائب الاقصى. وفي العام 2000, بما عرف معركة النفق بسبب اقتحام الاقصى ، وفي العام 2002 في انتفاضة الاقصى  قامت على اثرها القوات الاسرائيلية باجتياح الضفة الغربية.

 وفي العام 2023 اطلقت اسرائيل لنفسها العنان في خوض حرب على الشعب الفلسطيني واللبناني بعد المعركة التي سميت بطوفان الاقصى على اثر اجتياح حركة حماس مستوطنات غلاف غزة واجتاحت اسرائيل في حربها قطاع غزة ، وعلى اثرها ايضا قام حزب الله بمناوشات عسكرية على الحدود في عملية اسناد للحرب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة، وذهب ضحيتها عشرات الاف من المدنيين الفلسطينين في قطاع غزة، وكذلك استهدفت اسرائيل المدنيين اللبنانيين وارتقى المئات من الشهداء في هذه العمليات الجارية الى الان. قبيل عملية طوفان الاقصى اقدمت اسرائيل على شن عمليات عسكرية في الضفة الغربية اطلقت على عملياتها اسم ” جز العشب” في اطار عمليات عسكرية لاجتثاث المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وخاصة في مخيمات شمال الضفة ، جنين ، نابلس، وطولكرم. هذه الحرب التي تخوضها اسرائيل تختلف في مضمونها واهدافها ، فبالرغم من الاعلان ان الحرب تهدف الى اعادة الرهائن الاسرائيلين لدى حركة حماس ، وايضا اعلن ان الهدف الثاني تقويض البنية التحتية العسكرية لحركة حماس، فان هذه الحرب اشمل بكثير مما ذكر حيث تهدف الى تغير معالم المنطقة المحيطة بالكيان الصهيوني ومنها ازالة المخاطر التي تقلق الاسرائيلين، وكذلك تغيير الوضع الديموغرافي ان استطاعت للشعب الفلسطيني، من خلال التهجير القسري، وضم الضفة الغربية وقطاع غزة الى دولة الكيان.

لقد شهد الكيان الاسرائيلي بعد حرب 1973، بدء ظهور اليمين الاسرائيلي وتبوئه الحكم في الكيان الاسرائيلي. لقد شهدنا جنوح الفكر الاسرائيلي رويدا رويدا ليشهد نقلة كبيرة في التطرف اليميني التوراتي والذي يرى ان دولة اسرائيل تمتد بين النيل والفرات، وان فلسطين 🇵🇸 بحدودها التاريخية، هي ارض اسرائيل التي يجب اخراج العرب منها وتهجيرهم، وان الفلسطيني يجب اجتثاثه وفق الرؤيا التوراتية كما نقلها بنيامين نتنياهو في قصة العماليق، وضرورة قتلهم.

منذ احتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة عملت اسرائيل على زرع الاستيطان في مختلف المناطق الفلسطينية، كما ان السياسات والاجراءات الاسرائيلية الاسرائيلية ادت الى التهجير القسري للعديد من  التجمعات السكانية الفلسطينية وجرت  مضايقة الفلسطينين من اجل تهجيرهم وترك ممتلكاتهم ، وشنت حربا باردة عليهم في اماكن سكناهم. كما حددت المناطق التي يمنع فيه التوسع الحضري الفلسطيني في عملية احلال للمستوطنين في اراضيهم وممتلكاتهم ، مما ادى الى تقليص التواجد الفلسطيني وحصر تواجدهم فيما عرف وفق اتفاقيات اوسلو التي قسمت الاراضي الفلسطينية الى ، ثلاث مناطق ا ، ب ، ج ،  في مناطق ا.

قررت اسرائيل ان تسيطر على مناطق ما يسمى مناطق ج ، التي تقدر مساحتها %62 من الضفة الغربية. كما اقامت مستوطنات حاصرت من خلالها المدن الفلسطينية وبذلك منعت من تمددها على كافة اراضي الضفة الغربية. كما اقامت الجدار الفاصل بطول ثمانماية كيلومتر على طول الحدود بين الضفة الغربية والخط الاخضر الفاصل مع دولة الكيان. 

بلغ عدد المستوطنين اليوم في الضفة الغربية مليون مستوطن وتم تسليح ما يقارب مائة وخمسين الفا ، هذا عدى عن السلاح الشخصي الذي يحمله المستوطنون، مما يشكل خطرا داهما يهدد حياة الفلسطينين وتجري اعتداءاتهم تحت انظار الجيش الاسرائيلي وحمايتهم.

لا شك ان التطور الذي حصل في الشان الاسرائيلي من خلال سيطرة اليمين الاسرائيلي وفكرهم الاحلالي في التوسع والاستعمار لضم مدنا وقرى فلسطينية لن تقف عند هذا الحد ، فوفق التصريحات للوزير سيمورتش فقد صرح بان اسرائيل ” شيئا فشيئا سوف تحتل الاردن ، وسوريا والعراق ولبنان ومصر والسعودية”.


 

التصريحات التي انطلقت من حناجر الائتلاف الحاكم من اليمين الاسرائيلي ، عبر مناسبات مختلفة ومن على منبر الامم المتحدة ، عبر الاسرائيليون عن اطماعهم في التوسع وضم مناطق واسعة من الاراضي الفلسطينية، والدول المجاورة الى اسرائيل.  لذا اطلقت اسرائيل العنان لنفسها لتخوض تلك الحروب ضد الفلسطينين واللبنانيين منذ حرب  النكسة  في سنة 1967 وفي هذه المرحلة وستنطلق الى مناطق اخرى في وقت لاحق لفرض حقائق على الارض لصالح الكيان الاسرائيلي وتغير الوضع الديموغرافي في تلك المناطق، وتحقيق الاهداف التي تمكن اسرائيل من بسط نفوذها على الشرق الاوسط. وليست الحروب فقط هي لتحديد تلك الاهداف وانما ايضا التدخلات الناعمة من خلال التطبيع واتفاقيات السلام هي لتحقيق هذا الهدف في السيطرة والتمدد.

ان دلالات هذا المنطق هو جنوح في الفكر الاسرائيلي منذ انطلاقتها . وهو يدل على التطرف ، القادة الاسرائيليون منذ نشاتها كانوا يحملون ذات الفكر التوسعي الاستعماري ، ولكن لديهم مبدء المناورة والمماطلة في 

 


العمل السياسي تماما مثلما حدث في اتفاق المبادئ الفلسطيني الاسرائيلي ” اتفاقية اوسلو”. التي جمد الإسرائيليون العمل بها، وابقوا على الجانب الاداري لادارة القطاعات المختلفة مع السلطة الوطنية الفلسطينية.

 

تخوض اسرائيل حروبا مختلفة العسكرية منها ، والناعمة ايضا وكلها تهدف الى سيطرة اسرائيل على مناطق واسعة من العالم العربي من خلال ضم بعض منها او الهيمنة السياسية والاقتصادية عليها.

ان تصنيف الدول بالخير والشر وفق المعايير الاسرائيلية ، وفرض نوع من الهيمنة لاطلاق مشاريع تهدف الى السيطرة على مقدرات الشعوب وشق القنوات وربط البحار بقنوات اخرى في اطار الهيمنة وامتداد الاذرع لا يخدم السلم الاقليمي والعالمي بل يهدد الى نشوب حروب لا تنطفئ، ويجب الا نفقد اهمية الفرص المتاحة لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط دون الهيمنة والاستحواذ وقرصنة الحقوق للشعوب وعلى راسها الشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب