مقالات

أربعة ملامح للتحوّل العالمي الكبير ومصير لبنان بقلم الدكتور كمال ديب -لبنان –

بقلم الدكتور كمال ديب -لبنان -

أربعة ملامح للتحوّل العالمي الكبير ومصير لبنان
بقلم الدكتور كمال ديب -لبنان –
العام الحالي 2024 ينبىء بتحوّل الكرة الأرضية نحو التوحّش الكبير وحكم الغيلان، وأنّ وعد العولمة الاقتصادية وانتشار الديمقراطية والعدالة والتكنولوجيا بخدمة البشر قد صار وهماً. وسط كل هذا، كم هي صغيرة وضئيلة عقول الناس في لبنان فيما بلدهم بحضارته وشعبه ومدنه يتعرَض للدمار والإندثار.
من ملامح هذا التحول الكبير نذكر هنا أربعة:
أولاً، أنّ الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أصبح يداً واحدة بأساطيله وجيوشه وإعلامه وصناعاته وقياداته وديبلوماسيته. وهو حاضر في أنحاء الكوكب. فيما لبنان والعرب إجمالا في حال تشرذم طائفي،
ثانياً، أنّ الولايات المتحدة تقول لشعوب العالم: إنّ زمن الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان قد ولى، وإنّ زمن التوحش والقتل الجماعي والمجازر بحق شعوب يأكملها قد بدأ. ولذلك على كامل الكرة الأرضية قبول ذلك. وأي زعيم أو بلد يخالف سيكون مصيره الدمار والقتل بدون تردّد.
ثالثاً، أنّ الدول العربية باتت تابعة لهذا الغرب الذي تديره أميركا، ويحكم هذه الدول العربية بمشيئة أميركا أشخاص فاسدون مرضهم السلطة والمال وينفذون أوامر هذا الغرب بل يدفعون الأموال لتسهيل رغباته، حتى لو كانت الرغبة هي قتل شعب عربي بكامله (لبنان مثلاً) وتدمير مدنه والقضاء على حضارته ومدنيته. ولهؤلاء الحكام العرب أجهزة إعلامية بلطجية ضخمة، في لبنان أو في مصر  والخليج، مع جيش من المنتفعين النفعيين يضربون بسيف الحكام كل ساعة وكل دقيقة في كونشرتو منظّم مع وقع الطائرات الاىسرائيلية وصواريخها، في حرب تمتد من وسط أوروبا إلى المحيط الهندي.
رابعاً، مقابل كل هذه الوحدة الشريرة العالمية في يد واحدة ومخالب واحدة، نجد أنّ لبنان الصغير لم يعد جزءاً من محيط يحميه، بل بات اليوم في مهب الريح، ولكن شعبه غارق في وحول التجزئة الطائفيةالوضيعة، حيث الجميع منصرف إلى بحث مصيره المنفصل عن شقيقه الذي يموت، عملاً بمبدأ خاطىء هو “بعيدة عن ظهري بسيطة”، فيما تثبت أحداث العالم أنّ مصير لبنان وشعب لبنان كله لم يكن أفضل من شعوب أوكرانيا وأرمينيا ويوغسلافيا التي مع الأسف باتت أضحية في آتون الجبار.
لم يكن صحيحاً أنّ البشرية تسير إلى الأمام، بعدما وصلنا في عام 2024 إلى وضع أسوأ من حقبة المغول وحرق بغداد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب