الصحافه

هاريس تغازل “المترددين” في الحزب الجمهوري.. وورقتها الرابحة “الرسول” ترامب

هاريس تغازل “المترددين” في الحزب الجمهوري.. وورقتها الرابحة “الرسول” ترامب

سيفر بلوتسكر

لم يعد هذا سراً مدفوناً في أرصفة واشنطن السياسية؛ فبعد المقابلة غير الناجحة التي منحتها نائبة الرئيس كمالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية لـ “فوكس”، الشبكة التلفزيونية المؤيدة علناً وبحماسة لترامب، بات تكتيكها واضحاً: التوجه يميناً لاجتذاب مؤيدين مترددين من الحزب الجمهوري. بالتأثير في اللحظة الأخيرة، قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الانتخابات، على مجموعة كبيرة قد نصفها بتعابير إسرائيلية “يمين رسمي”. هم محافظون ويمينيون، لكنهم يتحفظون من الترشيح الانقسامي والفئوي لترامب المتطرف أكثر مما ينبغي، العنيد أكثر مما ينبغي، غريب الأطوار أكثر مما ينبغي، برأيهم. هم جمهور وضعتهم هدفاً أساساً لها. فهل مثل هذه المجموعة كفيلة أن تحسم نتائج الانتخابات في الولايات المترددة؟ وهل برغبتها في إعجاب “اليمين الرسمي” ستخسر تأييد اليسار الديمقراطي بل والصف المركزي في حزبها؟ كثيرون في العاصمة الأمريكية يخشون من أن يكون هذا نتيجة تغيير في رسائل هاريس. يقول ناشط رفيع المستوى في مقر “انتخابات محلي”: “بدأت هاريس حملتها للرئاسة بزخم، حين نجحت في جذب جمهور مصوتين من الشباب. أكثر راديكالية، أكثر ثورية. لكن الإحصاءات عملت ضدها. فشريحة المصوتين هذه قليلة في عددها، وتتركز في مناطق انتخابية مضمونة، وفيها أصلاً أغلبية كبيرة لمؤيدي الحزب الديمقراطي. وفي عناقها الآن للناخب المتردد، فإنها تضغط بقوة على الجناح اليساري وتحرف كفة الرسائل يميناً. وعندما تفعل مرشحة للرئاسة هذا قبل وقت قصير من الانتخابات، فإنها تعتبر مفزوعة وغير مصداقة، ولا قاعدة لها”.

النشطاء الميدانيون قلقون من تحفظ هاريس من سياسة الرئيس بايدن، فالتحفظ يثير السؤال الصعب: أين كانت بصفتها نائبة رئيس طوال ثلاث سنوات ونصف سنة، ثم تقول إن عهد رئاسة بايدن حسن الوضع الاقتصادي.

“مؤخراً”، كما يعترف محلل سياسي، “يمكن الاستنتاج من أجوبة وخطابات كمالا بوجود أساس ما للاتهام الباطل الذي يوجهه المعسكر الجمهوري القائل إن بايدن كان كارثة لأمريكا. وبدلاً من التملق لكارهي بايدن، كان عليها التمسك بإنجازاته بقوة الإقناع”. في نهاية الأسبوع، كان اعتراف هاريس في زلة لسان غير ناجحة – في رد على سؤال ضاغط – بأن الانقطاع عن سياسة بايدن “سيكون غير نافع”. وثمة انعطافة ما بدت أيضاً في تصريحات هاريس عن إسرائيل، لفرحة مؤيديها اليهود الكثيرين الأقوياء والأغنياء. لم يختفِ تماماً “التفهم” الذي أبدته في الماضي للمتظاهرين الذين يتهمون إسرائيل بإبادة جماعية متواصلة، وهذا ينبع من أقوالها بين الحين والآخر حين تمتشق رداً ارتجالياً. لكنها تعرف الآن كيف تقطع كل خطاب في الموضوع، بقول مثل “أنا أتحدث الآن”، و”ما جئت لأتحدث عن هذا”. الرسالة: ما يحصل في غزة وإسرائيل ولبنان ليس في جدول أعمالي، ولن يكون موضوعاً في خطاباتي. في الرد المسجل الذي أطلقته على مقتل السنوار، لم تهنئ هاريس فقط بالتصفية (“تحقق العدل”)، بل اتهمت السنوار بـ “إشعال حرب تدميرية في غزة”.

وبالتوازي، شددت النبرة تجاه إيران. ويشرح مستشار انتخابات فيقول: “تخلت هاريس عن تأييد القسم المتزمت والمناهض لإسرائيل والصاخب في الجالية الإسلامية، وخير أن فعلت هذا. حسب استطلاعات عميقة، فإن أغلبية المسلمين الأمريكيين يصوتون وفقاً لمنظومة اعتبارات أمريكية داخلية في مسائل الاقتصاد والعمل والرفاه والهجرة، وينبغي لمرشحتنا أن تركز على هذا، وأن تبتعد ما أمكن عن حروب الشرق الأوسط”.

وبعد كل هذا، لهاريس ورقة مظفرة وفرصة طيبة للانتصار بفضلها، وهذه تسمى ترامب، المرشح للرئاسة عن المعسكر الجمهوري، فهو رجل غريب، غارق في الأوهام والأخيلة كما يراه الجميع، وغارق أيضاً في الالتواءات والتلعثم. مشكوك أن كان في تاريخ الولايات المتحدة سياسي مناسب أقل من ترامب ليتولى منصب الرئاسة وعلى خطر أكبر على مصيرها كأمة. بعد لحظة، سيعلن عن نفسه رسولاً على وجه الأرض. انتظروا وسترون.

 يديعوت أحرونوت 21/10/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب