الصحافه

صحيفة عبرية: “من البيجر إلى التطبيع”… فرصة إسرائيلية لن تتكرر لتغيير استراتيجي في لبنان

صحيفة عبرية: “من البيجر إلى التطبيع”… فرصة إسرائيلية لن تتكرر لتغيير استراتيجي في لبنان

هجمة “أجهزة الإشعار” ضد حزب الله جاءت بعد نحو سنة من حرب استنزاف في الشمال، وكانت إشارة لبداية معركة مبادرة لإزالة تهديد حزب الله. تنطوي نتائجها حتى الآن على إمكانية لانعطافة استراتيجية.

وصلت المعركة إلى ذروتها مع تصفية نصر الله وسلسلة القيادة العليا في المنظمة، إلى جانب دخول الجيش الإسرائيلي إلى جنوب لبنان.

رغم كل هذا، بقي لحزب الله قدرات تسمح باستمرار إطلاق النار على بلدات الشمال، حيفا والسهول، وبشكل متقطع حتى إلى مركز البلاد. فإلى أين المسير؟

الضربة التي تلقاها حزب الله، إلى جانب فهم إيران بأن وكيلها المركزي في المعركة ضد إسرائيل قد ينهار، تخلق مجال فرصة لتغيير الوضع لمدى بعيد.

الهدف: تغيير استراتيجي في ميزان القوى في لبنان، وقضم قدرة النفوذ الإيراني في المنطقة، التي قد يتجمع حولهما أطراف في لبنان وفي الساحة الدولية والإقليمية.

على إسرائيل تصميم واقع جديد في لبنان من خلال تسوية سياسية، في ظل إلقاء ثقل وزنها العسكري كرافعة ضغط.

بخلاف المرات السابقة، التي ألزمت فيها التسوية طرفاً واحداً فقط هو إسرائيل، علينا هذه المرة ضمان وجود شرطين ملزمين: آلية إنفاذ ذات مغزى تتأكد من تنفيذ القرارات المتخذة، وحفظ شرعية لعمل عسكري مبادر من إسرائيل في حالة عدم الالتزام بالاتفاقات.

ستسعى الساحة السياسية للاعتماد على قرارات سابقة (1701، 1559) كأساس للتسوية الجديدة، وإن لم تنفذ في الماضي. هذه في جوهرها قرارات جيدة لإسرائيل، المشكلة تكمن في شكل إنفاذها.

سيكون من الصواب المضي بتسوية على أساس خطة تنفذ في عدة مراحل:

1 ـ تنفيذ كامل لقرارات 1701، بما في ذلك وقف نار تام من حزب الله، وانسحاب عموم قواته إلى ما وراء الليطاني، وانتشار قوات الجيش اللبناني في جنوب لبنان. بعد ذلك، تنسحب إسرائيل إلى الحدود الدولية.2

2ـ نفيذ قرار 1559، الذي يتضمن تجريد حزب الله من سلاحه وإلغائه كميليشيا مستقلة في لبنان في غضون 24 شهراً بقيادة الجيش اللبناني وآلية إنفاذ دولية.

3ـ صياغة قرار جديد لمجلس الأمن في الأمم المتحدة، يفرض عقوبات إسرائيلية على دولة تسلح حزب الله، مع التطرق الصريح لإيران وسوريا وروسيا.

4ـ تحديد مادة تسمح لإسرائيل بحرية عمل عسكري مطلقة في صالح تنفيذ القرارات، في كل حالة من تعاظم قوة حزب الله في لبنان أو خرق وقف النار.

ربما يؤدي مشروع القرار الذي يوضع على الطاولة إلى العودة لقرار 1701، والتركيز على وقف النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان. مثل هذا السيناريو سيسمح لإيران ولحزب الله بالمهلة الزمنية اللازمة لتوضيب المنظومات، وإعادة التركيز على الساحة وتجديد تعاظم القوة. ولهذا، علينا ألا نوافق على ذلك.

إسرائيل في موقع تأثير تاريخي لاستقرار المنظومة الشمالية لدرجة خلق أساس مستقبلي للتطبيع مع لبنان، وسيكون محظوراً تفويت هذه الفرصة، خصوصاً بعد أن دفعنا ثمناً باهظاً جداً.

د. يوآف هيلر و أ. هيلر

إسرائيل اليوم 28/10/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب