فلسطين

فلسطينيو الداخل يستعدون لـ”مسيرة العودة” إلى أراضي قرية اللجّون المهجّرة

فلسطينيو الداخل يستعدون لـ”مسيرة العودة” إلى أراضي قرية اللجّون المهجّرة

الناصرة- : دعت “لجنة المتابعة العليا” داخل أراضي 48 إلى أوسع مشاركة في مسيرة العودة السنوية، التي تنظمها لجنة الدفاع عن حقوق المهجّرين، بالتعاون مع اللجنة الشعبية في أم الفحم، والتي ستنطلق يوم 26 نيسان الجاري إلى قرية اللجون المهجّرة، بين قضائي حيفا وجنين، تزامناً مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني المستمرة، ومع ما يسمى “يوم الاستقلال” الإسرائيلي.

وتحذر “المتابعة” من تصاعد الخطاب العنصري الدموي، وانفلات أشد شراسةً لعصابات المستوطنين في سائر أنحاء البلاد. وتدعو جماهير الشعب الفلسطيني إلى مواصلة التفاعل الشعبي الكفاحي مع قضايانا ومقدساتنا وقضايا شعبنا عامة، وفي هذه الأيام بشكل خاص نصرة للمسجد الأقصى والقدس.

وقال رئيس “لجنة المتابعة العليا”، محمد بركة، إن الأيام الأخيرة تشهد أحداثاً متلاحقة، وأبرزها اغتيال الطبيب الشاب، الشهيد محمد العصيبي، ابن بلدة حورة في النقب، على أبواب المسجد الأقصى، علاوة على سماع عدة روايات مريبة من الشرطة الإسرائيلية حول ما جرى في تل أبيب حيث سارعت الشرطة الإسرائيلية لاعتبارها عملية.

 وتابع: “علمتّنا التجربة ألّا نثق بروايات إسرائيل التي تجرّم العربي فوراً، والأمثلة كثيرة، ومنها قضية الشهيد يعقوب أبو القيعان، وقضية الشهيد العصيبي، والرواية الأخيرة في تل أبيب، التي تحوم حولها أسئلة خطيرة”.

وشدّد بركة على أن المسجد الأقصى مستهدف طيلة الوقت، وكان واضحاً أن هذا الاستهداف سيشتد أكثر في شهر رمضان المبارك، في سعي بائس لفرض تقسيم مكاني وزماني على المسجد. تجدد “لجنة المتابعة” تأكيدها، على أن المسجد الأقصى المبارك، بكامل مساحته، هو مكان مقدس للمسلمين وحدهم، ولا حق للاحتلال ومستوطنيه وجيشه فيه، وتدين تدنيس المسجد المتكرر من جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين. وفي ذات الوقت تحذر “المتابعة” من خطورة تبني “بعض الجهات العربية” لروايات الاحتلال في ما يخص المصلين في المسجد الأقصى المبارك، ما يدل على عمق حضيض التطبيع لدى بعض الدول.

وتدعو “المتابعة” إلى شّد الرحال أكثر نحو المسجد الأقصى المبارك، خاصة في هذه المرحلة التي تتعاظم الهجمة الاحتلالية الشرسة عليه. وتحذر من استفحال ظاهرة انفلات عصابات المستوطنين الإجرامية، بغطاء حكومتها وأجهزتها، والسعي لتحويل هذه العصابات إلى ميليشيات مسلحة تنشط وفق قانون خاص بها، وتعمل تحت إمرة تلميذ الحاخام العنصري الراحل مئير كاهانا، وزير ما يسمى “الأمن القومي” ايتمار بن غفير، والمسؤولية تقع على عاتق الحكومة كلها، وأولهم رئيسها بنيامين نتنياهو.

 تدعو “لجنة المتابعة” إلى أوسع مشاركة في مسيرة العودة السنوية، التي انطلقت في المرة الأولى داخل أراضي 48 في 1997، على خلفية تجاهل اتفاق أوسلو لقضايا فلسطينيي الداخل، إلى قرية اللجون المدمّرة والمهجّرة، تحت شعار “يوم استقلالهم يوم نكبتنا”، ومع إحياء ذكرى بدء النكبة المستمرة على شعبنا.

يذكر أن نحو 30% من فلسطينيي الداخل هم لاجئون في وطنهم، ويعرفون بـ “المهجّرين”، ممن يحرمون من العودة لديارهم، وعلى بعد مرمى حجر منها.

تحريض المستوطنين على “لجنة المتابعة”

في سياق متصل تدين “لجنة المتابعة العليا” حملة التحريض التي تشنّها واحدة من أبرز وأخطر وسائل إعلام المستوطنين، صحيفة “مكور ريشون”، على “لجنة المتابعة”، ورئيسها محمد بركة، وتؤكد أن هذا تحريض ينضم إلى جوقة التحريض الآخذة بالاتساع في الأوساط الرسمية، بدءاً من الحكومة ورئيسها، ووزرائه.

وكانت صحيفة “مكور ريشون” قد نشرت تقريراً مطولاً يستهدف رئيس “لجنة المتابعة”، مع رصد لمواقفه على مدى أكثر من عقدين، مدعية أن الوقوف إلى جانب شعبه، هو تحريض على ما يسمى إسرائيلياً “إرهاباً”.

وترى “المتابعة” بهذا التحريض تمهيداً سلطوياً لاستهداف الهيئات التمثيلية القيادية الوحدوية الوطنية لجماهيرنا العربية الفلسطينية في البلاد، وحتى التمهيد لإخراج “المتابعة” عن القانون، بعد استهداف أحزاب وشخصيات وناشطين سياسيين، و”الحركة الإسلامية”- الشق الشمالي، و”التجمع الوطني الديمقراطي”، وحركة “أبناء البلد”، والنواب العرب، وبضمن هذا المحاكمات السياسية الجارية في هذه المرحلة ضد الشيخ كمال خطيب، ومحمد كناعنة، ورجا إغبارية، ومحاكمات الشبان من هبة الكرامة، ومنهم من صدرت بحقهم أحكام جائرة.

وانضم إلى هذا التحريض اليوم، تحريض حركة “بتسلمو” الاستيطانية ضد رئيس بلدية عرابة عمر نصار، والمطالبة بإقالته، على خلفية المظاهرة الأخيرة في المدينة، نصرة للقدس والأقصى.

وقبل أكثر من شهر، نشرت وسيلة إعلام استيطانية أخرى قائمة بشخصيات من فلسطينيي الداخل، ومن القدس والضفة المحتلة، بزعم أنها تحث على ما تسميه إسرائيل “إرهاباً”، وقد ردت “لجنة المتابعة العليا”، في حينه، على ذلك التقرير، الذي شمل أيضاً شخصيات في “لجنة المتابعة”.

وتدعو “لجنة المتابعة” جماهير شعبنا، إلى الالتفاف حول الهيئات الشعبية والأطر السياسية، رداً على هذا الهجوم الذي يمهّد لما هو أخطر”.

“القدس العربي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب