إستهداف الأجهزة الأمنية وصناعة الفوضى إلى أين؟
بقلم لونجي عبدالرحمن
الجيش جيش السودان ما جيش البرهان الملايش مهما تجملت فهي واحدة منن آثار التخلف وانحطاط قيم المجتمعات الأمر الذي يقود إلى انفراط الأمن وعدم الطمأنينة ، ما الذي يحدث الآن في السودان ،انتصار المدنية الكاملة ، أم انتصار دولة المليشيات على أساس ونهج دولة المشروع الحضاري، وإشعال الحروب ، الانقلاب الذي حدث في 25 أكتوبر لا يمثل الشعب السوداني ولا يمثل قواتنا المسلحة الباسلة ناس حامد الجامد ، هذا الانقلاب يمثل تجمع المصالح ولوردات الحرب، وإن خير وصف لذلك هي مجموعة الانقلابيين الهمباتة ، إن القوات المسلحة السودانية عامل أساسي في أمن وأمان واستقرار المواطن السوداني ويجب إصلاحها وتطويرها ، وتنقيتها من كيزان الجيش وليس استهدافها ، إن قوى إعلان الحرية والتغيير المجلس المركزي ومحاولة استقواها بالمليشيا وشرعنتها للانقلاب قد ساهمت بشكل فعال في صناعة الفوضى وبالتالي الجيش ليس البرهان الجيش جيش السودان، إن تمظهر الصراع وانعكاسه علي استهداف حماة الديار ليس محض صدفة في أسبوع واحد فقط حصل الآتي،
مقتل 5 أفراد يتبعون للشرطة في مومو بوسط دارفور، وأخذ عربتهم بعتادها ،ومقتل ضابط برتبة عقيد يتبع للفرقة 16 مشاة بجنوب دارفور نيالا وبالأمس مقتل مقدم يتبع للجيش الفرقة21 مشاة بوسط دارفور النجي حي المحافظين وهو واحد من أرقى الأحياء في المدينة وكذلك مقتل ضابط يتبع للدعم السريع وجنوده بشرق دارفور الضعين ،كل الأحداث التي حصلت مستهدفة الأجهزة الأمنية والاستيلاء علي معداتها، كما واضح أن كل الاستهداف للأجهزة الأمنية في مدن دارفور هذا الإقليم المنكوب الذي أصبح مواطنه المغلوب على أمره عرضة للتفلتات الأمنية كما تجدر الإشارة ، هنا أن إقليم دارفور أصبحت تسيطر عليه المليشيات المسلحة ذات الحس القبلي وأصبح المواطن السوداني في الإقليم يعتمد على الحماية القبلية أكثر من مؤسسات الدولة وذلك نتيجة لسياسة الأرض المحروقة التي استخدمتها الحركة الإسلامية علي نهج الكتاب الأسود وعليه أصبحت كوادر الحركة الإسلامية تقتضي بمقولة بولاد ، رابطة الدم أو العرق أقوى من رابطة الدين ، هذا التنظيم الشيطاني خلال فترة حكمه التي استمرت ثلاثين عاما قدم خلالها، أسوأ ما عنده للمواطنين السودانيين خصوصا في إقليم دارفور التي أصبحت عمليات القتل على هوية القبيلة، وربما تجد العديد من المليشيات المسلحة التي كانت تأتمر بأمر المؤتمر الوطني والتي كانت تدعي المعارضة تجد تركيبتها إثنية بحتة ، وخير دليل على ذلك جبريل إبراهيم الذي ورث الحركة من أخيه وكذلك ينعكس ذلك على بقية أفراد المليشيات فالموضوع ذات نفوذ أسري ونهب موارد الدولة السودانية، والإقليم من قبل أسر معينة، ذكر لي بعض الأصدقاء أن قريبا له تزوج من كريمة أحد لوردات الحرب في عشية وضحاها أصبح من أغنى الأغنياء، فلذلك الموضوع أصبح رغم انعكاسه على المواطنين السودانيين بالخراب والدمار أصبح عامل ثراء ونقلة كبيرة لبعض الأسر، حتى أن بعض الوردات أسرهم أصبحت في عزلة كبيرة من أهل الإقليم، لذلك يا عزيزي الفاضل السلاح أصبح عامل ثراء في دارفور والعسكرة أصبحت الطريق الوحيد لجلب الثروة خصوصا في دارفور، والعسكرة التي تحدث الآن ليست للمواطنين السودانيين إنما للأجانب لأن معظم الشباب في دارفور تركوا مقاعد الدراسة، و الأعمال المدنية الأخرى وذهبوا للعسكرة، فبالتالي لا يوجد شباب سودانيين لتجنيدهم وعليه يتم استيراد أجانب من دول الجوار لتجنيدهم، والبعض أصبح يطمح لتأسيس ملايش خاصة بهم بدلا عن التجنيد العشوائي، ولذلك استهداف المركبات العسكرية، وتصفية أفرادها ما هو إلا طريق إلى الثراء الذي أصبح يعشعش على عقول العديد من قطاع الطرق وامتلاك المليشيات المسلحة عامل رئيسي للثراء، لأن العديد من الناس في الإقليم أصبحوا يسعون لتأسيس ملايش ليس حماية للوطن والعرض إنما كشركة أو مؤسسة مالية لجلب المال وما شجع العديد من الناس في دارفور لوجود نماذج حية أمامك من قريب لك أو جارك أو ولد حلتك٠٠٠٠٠ الخ
جغمة أخيرة
على القوى السياسية الوطنية الشريفة أن تحافظ على قواتنا المسلحة وذلك لأن الجيش جيش السودان وليس جيش البرهان وأن يتم دمج وتسريح كافة المليشيات في القوات المسلحة وأن يتم تجريم الانقلابات العسكرية وعدم شرعنتها مهما كلف ذلك من تضحيات جسام لمقاومة الانقلاب، وتحريم التمليش مهما كانت مبرراته لأن التمليش يعني امتلاك شخص لجيش وليس المؤسسة، القوات المسلحة مهما شابتها من تشوهات فهي مؤسسة، نستطيع كشعب إصلاحها وتطويرها أما المليشيات تعني هدم قيم الدولة.
# وحدة قوى الثورة