هياكل سفن حربية سورية متفحّمة في ميناء اللاذقية بعد هجمات إسرائيلية.. ونتنياهو يهدد القادة الجدد بدمشق- (صور)
هياكل سفن حربية سورية متفحّمة في ميناء اللاذقية بعد هجمات إسرائيلية.. ونتنياهو يهدد القادة الجدد بدمشق- (صور)
اللاذقية (سوريا): اشتعلت النيران بهياكل سفن حربية سورية غمرتها المياه جزئيا في ميناء اللاذقية الثلاثاء، بعد ساعات على ضربات جوية وبحرية إسرائيلية.
وشنّت إسرائيل مئات الضربات على سوريا منذ سقوط بشار الأسد الأحد. وزعم الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه هاجم من الجو والبحر “أغلبية مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا، خشية سقوطها بيد عناصر إرهابية”.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أحصى أكثر من 300 غارة على كل أنحاء سوريا خلال الأيام الأخيرة. وأفاد بأن “طائرات حربية إسرائيلية” ألحقت أضرارا ليل الإثنين بنحو 10 سفن تابعة للبحرية وأصابت أهدافا عسكرية أخرى، بما في ذلك “مركز البحوث العلمية” في برزة في دمشق، ومستودعات للجيش في ميناء اللاذقية ومحيطه.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن سفنا حربية هاجمت الإثنين “بشكل متزامن موقعين تابعين للبحرية السورية في مرفأ المينا البيضا ومرفأ اللاذقية حيث كانت ترسو فيهما 15 قطعة بحرية تابعة للبحرية السورية”، مشيرا إلى أن “من بين الأهداف عشرات صواريخ بحر بحر”.
وفي الميناء ارتفع عمود من الدخان الرمادي الداكن فوق ثلاث سفن حربية على الأقل تعود إلى الحقبة السوفياتية مزوّدة بمدافع رشاشة وقاذفات صواريخ، كانت جزءا من أسطول البحرية السورية.
وأفاد عامل في الميناء بسماع “أصوات غريبة وغير اعتيادية” طوال الليل، وقال إنه علم لاحقا بالضربات من زملائه وشبكات التواصل الاجتماعي.
وقال سمير علوش “الليلة الماضية بدأنا نسمع أصواتا غريبة عجيبة لم تهدأ ليلا. سألنا لكننا لم نعرف ما حصل وسط انقطاع للكهرباء، ثم عرفنا عبر فيسبوك وسمعنا أن إسرائيل تضرب الدفاعات الجوية والمرفأ”.
وقال أحمد خبازي وهو أيضا من عمال الميناء إنه سمع “أصوات ضربات”.
وأشار إلى أنه في الصباح “رأينا أن الجيش الإسرائيلي قصف الزوارق الحربية التابعة للنظام السابق”.
نتنياهو يحذّر القادة الجدد
وتقع اللاذقية الساحلية في غرب سوريا، وهي ضمن المنطقة حيث تتركز الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد. لكن بعد سيطرة الفصائل المعارضة، أُسقط تمثال لحافظ الأسد، والد بشار، كان ينتصب فيها.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لدى تفقّده الثلاثاء قاعدة بحرية رئيسية في حيفا، إن “الجيش الإسرائيلي عمل في سوريا خلال الأيام الأخيرة لضرب وتدمير القدرات الاستراتيجية التي تهدد دولة إسرائيل. وقد نفذت البحرية الليلة الماضية عملية لتدمير الأسطول السوري بنجاح كبير”.
وتابع “أحذّر هنا قادة المعارضة في سوريا من أن أي شخص يحذو حذو الأسد سينتهي كما انتهى الأسد”.
وأضاف “لن نسمح لكيان إرهابي إسلامي متطرف بالعمل ضد إسرائيل خارج حدوده، ما يعرّض مواطنيه للخطر”.
وقال كاتس إنه أصدر مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تعليمات للجيش “بإقامة منطقة خالية تماما من السلاح والتهديدات الإرهابية في جنوب سوريا من دون تواجد إسرائيلي دائم”.
وبحسب الوزير فإن الهدف من إنشاء المنطقة هو “منع الجماعات الإرهابية من تنظيم نفسها في سوريا”.
وحذّر نتنياهو لاحقا القادة الجدد لسوريا من السير على خطى الرئيس السابق بشار الأسد ومن السماح لإيران “بإعادة ترسيخ” وجودها في البلاد.
وقال نتنياهو في بيان عبر الفيديو من تل أبيب “إذا سمح هذا النظام لإيران بإعادة ترسيخ وجودها في سوريا، أو سمح بنقل أسلحة إيرانية أو أي أسلحة أخرى إلى حزب الله، أو إذا هاجمَنا، فسوف نرد بقوة، وسنجعله يدفع ثمنا باهظا”، مضيفا “ما حلّ بالنظام السابق سيحل بهذا النظام”.
(أ ف ب)