عربي دولي

«أنصار الله» لخصومها: اليمن ليس سوريا

«أنصار الله» لخصومها: اليمن ليس سوريا

صنعاء | على رغم تكرار محاولات استحضار السيناريو السوري إلى اليمن، لا تزال صنعاء في موقع الهجوم على الكيان الإسرائيلي وداعميه، مؤكدة عملياً عدم تأثرها بتداعيات الأوضاع في سوريا. وهي أعلنت، أمس، تنفيذ ثلاث هجمات عسكرية في عمق الكيان، إحداها بالاشتراك مع «المقاومة الإسلامية في العراق». وقال الناطق باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في بيان تلاه في مسيرة مليونية تحت شعار «ثابتون مع غزة ومستمرون في مواجهة المشروع الصهيو – أميركي» في ميدان السبعين، أكبر ميادين العاصمة، إن «العملية الأولى استهدفت هدفاً عسكرياً حيوياً في عسقلان، والثانية يافا (تل أبيب)، بواسطة طائرتين مسيّرتين تجاوزتا المنظومات الاعتراضية للكيان وحققتا هدفهما بنجاح»، مشيراً إلى أن «العملية الثالثة المشتركة مع المقاومة العراقية طاولت هدفاً حيوياً جنوب فلسطين المحتلة، بعدد من الطائرات المسيّرة».
في هذا الوقت، ردّت حركة «أنصار الله»، رسمياً، على حملات التحريض على اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن، من قبل القوى الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، مؤكدة أن محاولات إسقاط ما جرى في سوريا على اليمن غير ممكنة. وقال رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، في تصريح نقلته شبكة «المسيرة» الإعلامية التابعة للحركة، إن «الوضع في اليمن يختلف كلياً عمّا حدث في سوريا»، لافتاً إلى أن «سيطرة الجماعات المسلحة تمّت من دون مواجهة مع الجيش السوري، ومن دون حرب»، وأن «الجيش السوري لو صمد أسبوعاً واحداً لتغيّر كل شيء». وأكد أن «صنعاء ليست قلقة، ومن عليه أن يقلق هو الطرف الآخر» في إشارة إلى القوى الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي. ونبّه عبد السلام إلى أن «إشعال أي معركة الآن في اليمن، يعني إشعال حرب نارية في البر والبحر والجو»، جازماً بأن «لدى صنعاء اليد الطويلة لاستهداف كل داعم لهذه الحرب. وحركة أنصار الله لن تسكت لأحد يدعم أيّ مرتزق أو خائن. نحن قادرون على استهداف كل مشارك أو داعم». ولفت عبد السلام إلى أن «هناك مئات الآلاف من المقاتلين الذين انخرطوا في ساحة المعركة ضمن قوة التعبئة منذ بداية طوفان الأقصى، كما أن التلاحم اليمني اليوم أكبر من أي وقت ماضي»، محذّراً «الأطراف التي تحاول العودة إلى مربع الحرب من أنها ستندم». وتابع أن «أيّ مساعٍ لإشعال جبهات الداخل اليمني ستشعل الوضع في المنطقة برمّتها، ولن تكون السعودية والإمارات بعيدتين عن نيران صنعاء ويدها الطولى».
جاء هذا الرد في أعقاب تهديدات تبنّاها قائد الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي للبلاد، طارق صالح، العضو في «المجلس الرئاسي»، والذي تحدّث، أول من أمس، عن استعداد قواته للمواجهة مع «أنصار الله»، وذلك خلال اجتماع عقده مع قيادات عسكرية في مدينة المخا الساحلية. ووجّه صالح، خلال اللقاء، بالاستعداد لما سمّاه «معركة الخلاص»، معتبراً أن «صنعاء سيكون مصيرها مثل دمشق». وكان القيادي في حزب «الإصلاح»، حميد الأحمر، قد دعا، بدوره، إلى «تطهير صنعاء من النفوذ الإيراني»، قائلاً إن «صنعاء ستكون بعد دمشق». كما هاجم ناشطو حزب «الإصلاح» تحركات الأمم المتحدة، في أعقاب إفادة المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن في جلسته الأخيرة الأربعاء، والتي شدّد فيها على ضرورة «عزل اليمن عن تأثير المتغيّرات الإقليمية والشروع في تنفيذ خطوات بناء ثقة تنهي الانقسام الاقتصادي الذي يشهده اليمن منذ تسع سنوات». وفي السياق نفسه، وتواصلاً لاستمرار التحريض على اتفاق وقف إطلاق النار، اتّهمت حكومة عدن، في بيان، المجتمع الدولي «بالتماهي مع الحوثيين»، وأعادت التحريض على اتفاق «استوكهولم»، الذي تزعم أنه أعاق تقدّم الفصائل الموالية للتحالف نحو مدينة الحديدة.
وفي اتجاه موازٍ، تشهد القاهرة منذ يومين اجتماعات مكثّفة لعدد من التكتلات السياسية اليمنية الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي. وقال مصدر سياسي مطّلع، لـ»الأخبار»، إن هذه الاجتماعات التي عقدت بعد سقوط نظام بشار الأسد جاءت بدعوة وتمويل من الإمارات، وإن معظم المشاركين فيها، بمن فيهم نجل الرئيس اليمني الأسبق، أحمد علي عبد الله صالح، موالون لأبو ظبي. ولم يستبعد المصدر أن تكون لقاءات القاهرة من ضمن ترتيبات تجريها الإمارات والولايات المتحدة لإجراء تغييرات في «المجلس الرئاسي» وفي الحكومة الموالية للتحالف، استمراراً لمساعٍ أميركية بدأت الشهر الماضي لتوحيد الفصائل. وكانت السعودية قد شهدت، مطلع الشهر الجاري، لقاءات مكثّفة بين قيادات سعودية وقيادات عسكرية موالية للمملكة، حملت العنوان نفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب