مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية في قبضة اليمين المتطرف.. لماذا يثير ذلك قلق الرباط وما تداعياته؟
يتداول اسم المغرب حالياً بكثرة داخل أروقة الجمعية الوطنية الفرنسية، بسبب الصراع بين مختلف الفرقاء السياسيين في البرلمان الفرنسي من أجل نيل رئاسة مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية، التي تعد ذات أهمية قصوى بالمؤسسة التشريعية.
يأتي ذلك في ظل مشهد سياسي فرنسي موسوم بالانقسام والفوضى، وبينما يسارع رئيس الحكومة المعيّن، فرانسوا بايرو، الزمن لتشكيل الحكومة وتدارك تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية، يواصل البرلمان الفرنسي خوض معارك النفوذ والظفر بالمناصب.
إذ قررت رئاسة البرلمان خلال اجتماع الأربعاء 18 ديسمبر/كانون الأول 2024 الدعوة إلى عقد جلسة جديدة بين ممثلي الأحزاب السياسية لمحاولة التوصل إلى تفاهم حول هذا الموضوع، وذلك بعد أن أظهر تصويت استشاري رجح كفة اليمين المتطرف لتولي المنصب.
من خلال هذا التقرير سنتطرق إلى كواليس الصراع بين الأحزاب في الجمعية الوطنية لرئاسة مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية، ولماذا يسعى كل طرف لذلك؟ ولماذا يثير ترؤس اليمين المتطرف للمجموعة مخاوف بشأن مستقبل العلاقات بين باريس والرباط؟
أهمية مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية
بدأ السباق نحو المجموعة في 9 ديسمبر/كانون الأول 2024، حين اجتمع عدد من النواب في لجنة الشؤون الأوروبية بقصر “بوردون” لمناقشة تعيين رئيس لها، وجرت العادة أن يترأس مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية شخصيات محسوبة على الوسط أو اليسار.
لكن خلال الاجتماع تفجرت مفاجآت كان أبطالها النواب ماثيو لوفيفر (من حزب “النهضة”)، وبياتريس بيلامي (من حزب “أفق”)، ومارك فيزنو (من حزب “موديم”)، عندما ضموا أصواتهم إلى زملائهم في حزب التجمع الوطني لدعم ترشيحه للمنصب المهم.
هذه التحالفات غير الطبيعية جعلت الحزب اليميني المتطرف المرشح الأوفر حظاً. وقد فُسّر هذا الدعم بطرق مختلفة؛ إذ يرى البعض فيه تطبيعاً تدريجياً مع معسكر لوبان داخل الجمعية الوطنية، بينما انتقد آخرون ما وصفوها بـ”المناورة السياسية التي لا تأخذ بعين الاعتبار التبعات الدولية”.
وتستمد المجموعة أهميتها من السياق السياسي الحالي، إذ عقب عودة الدفء إلى العلاقات بين الرباط وباريس، يُرتقب أن يتم إعادة تفعيل المنتدى البرلماني الفرنسي-المغربي، كما أعلنت رئيسة الجمعية، يايل براون-بيفيه، خلال زيارتها إلى المغرب بين 11 و13 ديسمبر.
هذا المنتدى، الذي كان في حالة شلل منذ عام 2019 بسبب جائحة كورونا وتدهور العلاقات بين البلدين، يوصف بأنه “مكان مميز للتشاور والتعاون” بين برلمانيي البلدين. وسيكون من بين أعضائه النائب الذي سيترأس مجموعة فرنسا-المغرب.