هجوم مضادّ لـ«قسد» في منبج: الحوار… بشروطنا

هجوم مضادّ لـ«قسد» في منبج: الحوار… بشروطنا
أعلن «مجلس منبج العسكري» التابع لـ»قسد»، شنّ هجوم مضادّ على فصائل «الجيش الوطني»، المدعومة من تركيا، وذلك بعد استيعاب سلسلة هجمات على محورَي «سدّ تشرين» وجسر قرقوزاق في ريف حلب الشمالي الشرقي، ووسط استمرار الجهود الأميركية – الفرنسية لتثبيت الهدنة بين الطرفين، وتوحيد الصفّ الكردي تمهيداً لإطلاق حوار شامل. وقال «المجلس»، في بيان، إن «القوات بدأت هجوماً مضاداً ضدّ مواقع الجيش الوطني في محيط سدّ تشرين»، «أسفر عن مقتل وإصابة عشرات العناصر، وتدمير العديد من الآليات العسكرية». وأوضح أن «الهجوم بدأ بعدما أفشلت قوّاتنا هجوماً واسعاً على محيط سد تشرين وجسر قرقوزاق»، مبيّناً أن قواته «بدأت حملة تمشيط واسعة في التلال المحيطة بسدّ تشرين، والتي شكّلت نقطة انطلاق للمسلحين لشنّ هجمات على السدّ». لكن العمليات التي نفذتها «قسد»، دفعت الطيران الحربي والمسيّر التركي إلى تكثيف غاراته على أرياف عين العرب الشرقية والغربية، ومحيط جسر قرقوزاق، والذي تسعى الفصائل إلى السيطرة عليه لنقل المعارك من غرب الفرات إلى شرقه.
واصلت واشنطن إرسال العديد من الدوريات العسكرية إلى مدينتَي الرقة وعين العرب بهدف تطمين الأهالي
والظاهر أن القادة الكرد أدركوا أن تركيا لن تقبل بالحوار معهم، مهما كانت التنازلات من قبلهم، كما أنها ستعمل على منع القيادة السورية الجديدة من إجراء أيّ حوار، والاكتفاء فقط بالضغط لتفكيك «قسد» و»وحدات حماية الشعب» الكردية، تفاوضيّاً أو عسكريّاً. ولذلك، حرص هؤلاء على التصعيد الإعلامي، ووضع شروط محدّدة للحوار مع القيادة الجديدة، تضمن الحفاظ على «قسد» كقوّة عسكرية تشكّل جزءاً من الجيش السوري الجديد المزمع تشكيله. وفي هذا الجانب، اشترط القيادي الكردي البارز، عضو هيئة الرئاسة في «حزب الاتحاد الديموقراطي»، الذي يقود «الإدارة الذاتية»، آلدار خليل، «الانتهاء من كتابة الدستور السوري الجديد، وضمان حقوق الشعب الكردي فيه، حتى يتم القبول بمناقشة مستقبل قوات سوريا الديموقراطية»، مبيّناً أن «الإدارة الذاتية غير مستعجلة للحوار مع دمشق، ما دامت تركيا تواصل قتلهم في المنطقة»، داعياً إلى «وقف إطلاق نار شامل يمهّد للحوار».
من جهته، أكد القيادي في «قسد»، لقمان خليل، استعداد مجموعته «للانضمام إلى الجيش السوري الجديد، لكن في إطار الدستور وضمان خصوصيتها، لا من طريق التهديد وطلب الاستسلام»، كاشفاً أن «هناك قناة اتصال مباشرة مع هيئة تحرير الشام، لكن لم نجتمع مع أحمد الشرع حتى الآن». ورأى أن «النظام المركزي لن يكون حلّاً لسوريا، بل إن اللامركزية ضرورية لإدارتها بعد الحرب»، متّهماً «تركيا بإفشال الحوار مع الحكومة في دمشق»، فيما اعتبر أن «تصريحات الشرع إيجابية، ولكن لا يمكن بناء المستقبل والحلّ على التصريحات، نريد أن نرى ذلك واقعاً».
من جهة أخرى، كشفت مصادر إعلامية متعددة أن «من المفترض أن لقاءً عُقد، أمس، بين القائد العام لقسد مظلوم عبدي، وأحزاب المجلس الوطني الكردي، بهدف توحيد الجهود الكردية – الكردية، في ظلّ التطوّرات الجديدة في البلاد، وذلك بعد الوساطة الأميركية – الفرنسية». وقد أكد الناطق باسم «المجلس»، فيصل يوسف، أن «عبدي أبلغهم قبل نحو أسبوع أنه يريد مقابلة وفد من الوطني الكردي، لكن المجلس كان ينتظر ردّاً من الولايات المتحدة وفرنسا للإشراف على اللقاء».
وعلى خط مواز، واصلت واشنطن إرسال العديد من الدوريات العسكرية إلى مدينتَي الرقة وعين العرب، بهدف تطمين الأهالي، وتأكيد استمرار المساعي للتوصّل إلى اتفاق يثبّت هدنة عسكرية، ويفتح باباً للحوار الدبلوماسي، بالتوازي مع استمرار استقدام التعزيزات العسكرية إلى قواعدها في سوريا. ووفقاً لمصادر مطّلعة تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن «تركيا حدّدت أهدافها بحلّ قسد ووحدات حماية الشعب، وخروج قادتها إلى خارج البلاد، أو تحقيق ذلك بالقوّة»، في حين أن «الولايات المتحدة لا تريد أن تتسبّب الهجمات التركية بفوضى في المنطقة، تؤثّر على مسألة حماية سجون ومخيمات داعش، لذلك زادت عديد قواتها». ولفتت المصادر إلى أن «قسد تبدي انفتاحاً معقولاً على عدة طلبات لأنقرة، إلا أن الأخيرة مصرّة على الحرب»، مؤكدة أن «واشنطن ستسعى إلى مضاعفة ضغوطها لتحقيق حوار غير مباشر بين الطرفين، مع تشجيع الحكومة الجديدة على الانفتاح على الحوار مع قسد». ورجّحت المصادر أن «تنجح الجهود الأميركية في تعطيل هجوم تركي واسع ضدّ قسد إلى حين تسلُّم الإدارة الأميركية الجديدة مهامّها بعد أقل من شهر»، متوقّعة أن «يكون مصير المنطقة مرهوناً بموقف إدارة دونالد ترامب من هذه الهجمات، وخطّتها لضمان أمن السجون والمخيمات».
(الأخبار)