“اشتروا نفطنا أو تحمّلوا جماركنا”.. ترامب يخير حلفاءه
“اشتروا نفطنا أو تحمّلوا جماركنا”.. ترامب يخير حلفاءه
إسطنبول: بدأ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تهديداته الاقتصادية مبكرا قبل شهر تقريبا من دخوله البيت الأبيض، محذراً حلفاءه من التعريفات الجمركية القاسية ما لم تشتر تلك الدول نفط الولايات المتحدة وغازها.
ترامب يهدف من شراء الأوروبيين النفط والغاز الأمريكيين لتقليص حجم العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي والذي يتوقع أن يسجل 230 مليار دولار خلال العام الجاري، وهو رقم غير مسبوق.
ودفع هذا الخلل التجاري المتزايد، وفق ترامب، إلى مناقشات سياسية وإجراءات محتملة.
الرئيس المنتخب أفاد بأن الاتحاد الأوروبي يجب أن يعالج عجزه التجاري البالغ 209 مليارات دولار عام 2023 مع الولايات المتحدة، من خلال شراء مزيد من النفط والغاز الأمريكيين أو مواجهة التعريفات الجمركية.
والأحد، كتب ترامب على موقع Truth Social: “لقد أخبرت الاتحاد الأوروبي أنه يجب عليهم تعويض عجزهم الهائل مع الولايات المتحدة من خلال الشراء على نطاق واسع من نفطنا وغازنا.. وإلا، فإن التعريفات الجمركية هي الحل الوحيد“.
وواصل ترامب استخدام التهديد بالتعريفات الجمركية كتكتيك تفاوضي مع الدول التي يعتقد أنها تعامل الولايات المتحدة بشكل غير عادل.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني هدد ترامب بفرض تعريفات جمركية ضخمة بنسبة 25 بالمئة على جميع السلع المستوردة من كندا والمكسيك ما لم تشدد تلك الدول ما اعتبره تساهلا في تطبيق قوانين المخدرات والحدود.
ورغم أن عقود الخام الأمريكي أرخص من عقود نفط برنت بمتوسط دولارين لكل برميل، إلا أن تكلفة الاستيراد أعلى منها في مناطق أخرى مثل الشرق الأوسط وإفريقيا.
تظهر بيانات صدرت في 2023 عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن كلفة استيراد النفط الأمريكي من قبل الاتحاد الأوروبي، تزيد بنسبة 15 بالمئة، مقارنة مع الاستيراد من منطقة الشرق الأوسط وحتى أفريقيا.
كما أن غالبية طرق الملاحة عبر المحيط الأطلسي، تشهد في بعض شهور السنة أحوالا جوية متطرفة، تزيد من المخاطر بإمكانية توفير إمدادات موثوقة من النفط الأمريكي للقارة العجوز.
وبالأرقام، بلغ إنتاج النفط الأمريكي في أكتوبر/ تشرين أول الماضي رقما قياسيا غير مسبوق بلغ 13.5 مليون برميل يوميا، بينما يبلغ الاستهلاك قرابة 17 مليون برميل يوميا، ما يجعلها أكبر منتج وأكبر مستهلك للخام عالمياً.
إلا أن النفط الأمريكي لا يمكن استهلاكه بالكامل في الأسواق المحلية، بسبب حاجة الأسواق وبعض القطاعات الصناعية إلى أنواع أخرى من الخام (الخفيف، الثقيل، المتوسط)، وهو ما يبرر تصديرها متوسط 5 ملايين برميل يوميا.
لكن تهديدات ترامب لأوروبا، تحمل كذلك خططاً بزيادة منح رخص التنقيب والإنتاج داخل الأراضي الأمريكية، ما يعني زيادة محتملة في إنتاج الخام، والذي يجب أن يقابله زيادة في التسويق للأسواق العالمية.
ولم يخف ترامب خططه بمنح تراخيص واسعة النطاق لاستخراج النفط، وتعزيز دور بلاده في صدارة منتجي الخام على مستوى العالم.
“احفروا يا بني، احفروا”
في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، خرج ترامب أمام حشد من مؤيديه وتطرق إلى موضوع النفط، ولخص سياسته في مجال الطاقة بعبارة “احفروا يا بني، احفروا“، في إشارة إلى مزيد من الحفر والتنقيب والاستكشاف.
وتتضمن هذه السياسة استئنافا واسع النطاق لتراخيص النفط والغاز ووقف مشاريع طاقة الرياح البحرية، التي يزعم أنها تقتل الحيتان والطيور، منذ اليوم الأول في البيت الأبيض.
كما تعهد ترامب بإنهاء الاعتمادات الضريبية الخضراء والإعانات المتعلقة بالطاقة الخضراء، في استكمال لسياسته القائمة على الطاقة التقليدية، منذ أن كان رئيسا قبل 8 سنوات.
هذا الوضع من منح تراخيص الحفر والتنقيب لم يكن متاحا بولاية الرئيس الحالي جو بايدن، الذي أعلن مرارا تعليق منح هذه التراخيص طالما بقي رئيسا للولايات المتحدة.
الغاز الطبيعي
كذلك، يطمح ترامب أن يحل الغاز الأمريكي بالكامل مكان الغاز الروسي أو القادم من أسواق أخرى نحو الاتحاد الأوروبي، واستغلال التوترات بين بروكسل وموسكو لتسويق الغاز الأمريكي.
إلا أن استيراد الغاز الأمريكي يزيد بمقدار الضعفين عن الغاز الروسي، ويزيد بنسبة 40 بالمئة حاليا عن الغاز المستورد من النرويج وبلدان أخرى مثل قطر والجزائر، بحسب تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وفي عام 2023 حققت الولايات المتحدة رقما قياسيا في إنتاج الغاز الطبيعي، حيث بلغ متوسط الإنتاج 125.0 مليار قدم مكعبة يوميا، مما يمثل زيادة بنسبة 4 بالمئة مقارنة بالعام السابق.
وبالنظر إلى المستقبل، تشير توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لعام 2024 إلى انخفاض طفيف في الإنتاج، حيث يُقدّر المتوسط بحوالي 103 مليارات قدم مكعبة يوميا.
يُعزى هذا الانخفاض المتوقع إلى عوامل مثل انخفاض أسعار الغاز الطبيعي واستقرار عدد منصات الحفر.
(الأناضول)