بعد منعه من إلقاء خطبة في المسجد الأموي.. المعارض السوري هيثم المالح يكشف معاناته في دمشق الجديدة- (فيديو)
بعد منعه من إلقاء خطبة في المسجد الأموي.. المعارض السوري هيثم المالح يكشف معاناته في دمشق الجديدة- (فيديو)
باريس- أثار منع المعارض السوري البارز هيثم المالح من إلقاء كلمة في المسجد الأموي بدمشق جدلاً واسعاً في الأوساط السورية، في واقعة تكشف التحديات التي تواجه المعارضين العائدين بعد سقوط نظام المخلوع بشار الأسد.
وكشف مقطع فيديو متداول عناصر يمنعون المالح (92 عاماً) من اعتلاء المنبر، في مشهد أثار موجة واسعة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي منشور مطول على صفحته في فيسبوك، روى المالح تفاصيل الحادثة قائلاً: “ما إن اعتليت المنبر حتى بدأ الصياح من بعض الناس، وجاءني خادم المسجد يطلب مني النزول”.
وأضاف أن المشهد تحوّل إلى “هرج ومرج” بوجود ستة مسلحين لم يتدخلوا لتهدئة الوضع.
عودة محفوفة بالتحديات
وكشف المالح أنه عاد إلى دمشق قبل عشرة أيام، ليجد منزله ومكتبه مدمرين بالكامل. وقال: “مَرَّ منه هولاكو العصر، أزلام الخائن الأجير بشار الأسد، فدمروه تدميراً كاملاً، وسرقوا محتوياته، حتى جهاز التدفئة”. وأضاف أن مكتبه الذي كان يحوي وثائق بقيمة 15 مليون ليرة سورية (بقيمتها قبل الثورة) تحوّلَ إلى “مشغل للجلديات”.
ويقيم المالح حالياً في فندق بمنطقة الحلبوني منتظراً إصلاح منزله. وأبدى استغرابه من تجاهل القيادة الجديدة لعودته، متسائلاً عما إذا كانت هذه المعاملة ستدفعه للعودة إلى ألمانيا “البلد الذي منحني إقامة وأمّن لي حياة لا أحتاج فيها لمن يمنّ علي بشيء”.
انقسام في الشارع السوري
وانقسمت ردود الفعل على الواقعة، إذ رأى فيها كثيرون إساءة لشخصية وطنية مناضلة تجاوزت التسعين من العمر، فيما اعتبر آخرون أن محاولة استخدام منبر الجامع الأموي دون تنسيق مسبق كان تصرفاً غير مناسب.
تاريخ من النضال
والمالح، المولود في حي سوق ساروجة بدمشق عام 1931، من أبرز الشخصيات المعارضة في سوريا. بدأ نشاطه السياسي منذ عهد أديب الشيشكلي عام 1951، وتعرض للاعتقال مرات عدة في عهد حافظ الأسد بسبب مطالبته بإصلاحات دستورية.
وفي عام 2009، حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات قبل أن يخرج بعفو رئاسي في آذار/ مارس 2011. وساهم في تأسيس جمعية حقوق الإنسان في سوريا عام 2001، وكان له دور بارز في صياغة إعلان دمشق عام 2005.
وبعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، انضم إلى المعارضة في الخارج، وكان عضواً في “المجلس الوطني السوري”، قبل أن يستقيل ويؤسس مجلس أمناء الثورة السورية، ثم انضم إلى “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”.
(وكالات)