بين عام مغادر وعام جديد ولسان حالنا يقول ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ “
بين عام مغادر وعام جديد ولسان حالنا يقول ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ “
بقلم رئيس التحرير
نودع عام 2024الأكثر دمويه واستباحة لدماء أبناء شعبنا الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال الصهيوني ، كان عاما مثقل بالأحزان لأن عام 20240 عام الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزه وهو الاكثر دموية التي عمت مختلف الجغرافية الفلسطينية وقد افتقدنا خلاله فلذات أكبادنا من الشباب والشيوخ والنساء والاطفال ودمرت غزه وتعد المذابح والجرائم غير مسبوقة في تاريخ البشرية الحديث هؤلاء الذين كان لهم شرف الاستشهاد علي يد الاحتلال العنصري البغيض الذي يمارس سياسة الابرتهايد والاضطهاد ويضرب بعرض الحائط بكافة القوانين والمواثيق الدولية ويعتبر نفسه فوق المسائلة والمحاسبة
و السؤال هل من تغير في مستقبل امتنا العربية والاسلاميه ، والى متى سيبقى حالنا العربي والإسلامي يسير من سيء إلى أسوأ ومن مؤامرة لمؤامرة ومن صراع إلى صراع ؟؟؟ فهل من مبرر استمرار الصراعات العربية وهل من مبرر لاستمرار الحروب العربيه والى متى سيبقى هذا العجز العربي ؟؟ والنظام العربي مستمر في محاباته وهرولته للتطبيع وتحالفه مع الكيان العنصري الفاشي الغاصب للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني على حساب الحق الفلسطيني واحتلال إسرائيل لفلسطين .
متى ننتصر لحقوقنا الوطنية لننتصر على معاناتنا مع أنفسنا وننتصر على خلافاتنا وننتصر على انقسامنا ، فهل ننتصر على عدوانيتنا لأنفسنا لننتصر على الإرهاب والقتل والدمار الذي يضرب مجتمعنا ويهز أركانه ،قد يكون الجواب أن لا مجال للتفاؤل لأننا في وضعنا الحالي وتفرقنا ابعد ما نكون عن تحقيق الأماني ، خاصة وأننا نعيش في ظل وضع عربي منقسم على نفسه ونظام عربي رهن وجوده ومستقبله بالأمنيات والتحالف مع أعداء ألامه العربية والاسلاميه ،
نعم نودع عام 2024والحسرة والألم هي عنوان ذلك العام المنصرم لأنه عنوان الألم والحسرة على فقداننا لفلذات التي استباحت دماؤنا قوات الاحتلال الصهيوني واستباحت حرمات أرضنا ومقدساتنا .
، هناك عشرات الآلاف من ضحايا الإرهاب الذي صنعته وغذته أمريكا عبر حلفائها ، المتآمرين على امن ألامه العربية يدعون أنهم يحاربون الإرهاب وهم من يمولون الإرهاب ويغذونه ،
عام 2024 هو استنساخ لعام 2023 عام يتسم بعدوان إسرائيل المستمر على شعبنا العربي الفلسطيني عام الإبادة الجماعية وممارسة المستوطنون وجيش الاحتلال للقتل بأبشع صوره وهدم البيوت على ساكنيها ولم تسلم من ذلك دور العبادة وكل البني التحتية هو عام الحرب المستمرة على غزه واقتحام للأقصى ليسجل الأعلى والأخطر .
عدوان إسرائيل على شعبنا الفلسطيني يجابه بصمت عربي مخزي وبتحرك للضمير للشارع الأوروبي وعام الخنوع والاستسلام للشارع العربي وهو عام الانهزامية للامه العربية التي لم تحقق حلمها وأهدافها وهي منخرطة بمشاريع غير عربيه وضمن مشروع تآمري استهدف ألامه العربية وحرف بوصلتها عن أولوية القضايا وهي قضية فلسطين ،
لم يتحقق حلم شعبنا الفلسطيني بإنهاء الانقسام وتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني وما زلنا في موضوع المصالحة مكانك سر رغم كل المبادرات والمحاولات لإنهاء الانقسام إلا أن الانقسام ما زال فرض أمر واقع وما زالت رواسب الانقسام تعشش في عقول وأذهان البعض من أبناء شعبنا الفلسطيني ، ونحن نودع عام 2024 الذي لم يترك لنا بصيص أمل لنهاية النفق لنرى النور والحرية التي نطمح لتحقيقها ، أمريكا والغرب ما زالتا يدعمان ويغذيان الإرهاب الذي يستهدف ألامه العربية ويستهدف آلامه العربية وفلسطين ويدعمان عدوان واحتلال إسرائيل وممارساتها بحق الشعب الفلسطيني
لم تظهر بوادر أمل لإنهاء احتلال إسرائيل لفلسطين لنبني تفاؤل بالعام القادم في ظل الفاشية الصهيونية وتهديدها وتوعدها لمحاربة الشعب الفلسطيني وحرمانه من أرضه وأبسط حقوقه في الحياة
نودع عام كانت فيه حال امتنا العربية قد وصلت لمرحلة التشرذم الحقيقي وان الفتن تنخر الجسم العربي وان العراقيون والسوريين واللبنانيين والليبيين واليمنيين والتونسيين وغيرهم من العرب منقسمون على أنفسهم بفعل المؤامرة التي تستهدف وحدة امتنا العربية بفعل مخطط التقسيم العرقي والطائفي والمذهبي ضمن المشروع الأمريكي الصهيوني الذي ما زال يجثم على صدورنا ،
ونحن نودع عام 2024 لم تحقق أهداف شعبنا الفلسطيني بإنهاء الانقسام وتوحيد الجغرافية الفلسطينية بفعل المخطط الصهيوني ومحاولات فصل غزه عن الضفة الغربية
عام 2024هو عام تغير موازين القوى الدولية والاقليميه بفعل تداعيات الحرب الروسية الاوكرانيه وتغير المعادلات الدولية والاقليميه ، وان هذا التغير لم يغير من حقيقة غياب القضية الفلسطينية عن مسرح الأحداث في الصراعات الاقليميه والدولية ولم يغير من حقيقة غياب الإجماع العربي عن القضية الفلسطينية ، وان العالم العربي بغالبيته يهرول للتحالف مع إسرائيل على حساب الحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية ،
ونحن نودع 2024ولسان حالنا أن لا أمل ولا تفاؤل بالمستقبل الواعد القريب ، لان الحكام العرب هم أنفسهم لن يتغيروا أو يكون بمقدورهم التغيير ارتضوا التحالف مع أمريكا وإسرائيل والغرب على حساب الحرية والكرامة وبناء مستقبل للأوطان ،
وان السوريين والعراقيين واللبنانيين والليبيين والتونسيين وكل العرب وعلى رأسهم الفلسطينيون يدفعون ضريبة الكرامة العربية بمواجهة المؤامرة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتدعيم وترسيخ امن إسرائيل على حساب امن واستقرار ألامه العربية ، وحال امتنا العربية جمعاء لن يكون بأحسن حال وهي تستقبل عامها الجديد 2025 بدون أي أفق سياسي ينهي الصراعات ويضع حدا لحروب تستنزف مقدرات ألامه العربية ويقتل فيها الإنسان العربي بلا مبرر وتأجيج نيران الصراعات المذهبية الطائفية وعنوانها الحرب الشيعية السنية حيث لا بوادر للتقارب والحوار المذهبي للجمع بين كافة المسلمين وتوحيد جهودهم.
وصدق الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ “، وهذه الآية الكريمة في تفسيرها فيها حكمة بليغة تتطلب من العقلاء في هذه ألامه إلى هداية ألامه وإصلاح شؤونها وتقويمها لتسير نحو الخير والصواب للخروج من مستنقع الفساد والماسي والفرقة التي تعيشها ألامه العربية الاسلاميه اليوم ،
وليعلم الجميع أن الله ليس بغافل عن الظالمين سواء كانوا حكاما أو في منزلتهم من البشر ، وليعلم الجميع أن صلاح ألامه هو بصلاح النفس وببعدها عن الظلم والعمل بما انزل الله لتحقيق الأمن والعدل ، ونسأل الله أن تعود ألامه جمعاء لرشدها ووعيها وان تشرع بالتغيير وفق ما أراده الله وان تنتصر للحق والعدل والمساواة للخروج من معاناة ما نعاني منه وهذا ما نتمنى تحقيقه في عامنا الجديد 2025 حيث ودعنا العام الماضي والحسرة والألم تكتوي في نفوسنا ، وان الأمل يعترينا في تحقيق غايتنا وأهدافنا في العام الجديد متطلعين للخروج من هذا النفق المظلم لرحابة العدل والأمن والطمأنينة والانتصار لمطالبنا المحقة وتحرير فلسطين من دنس الاحتلال الصهيوني ومن تحلل امتنا وخلاصها من القيود الامريكيه الغربية ومن الهيمنة الصهيونية وفرملة التطبيع مع الحكومة الفاشية الصهيونية التي يرئسها نتنياهو
إن الأوان للتحرير وتحرر امتنا العربية من قيود العبودية والتبعية لأمريكا والغرب والصهيونيه وحماية الأمن القومي العربي وهزيمة مشروع الشرق الأوسط الجديد
وهزيمة الإرهاب الصهيو امريكي وهزيمة مشروعهم التآمري الذي يستهدف ألامه العربية الاسلاميه ويستهدف فلسطين وتكريس الاحتلال ومحاولات التهجير القسري والطوعي للفلسطينيين عن وطنهم وتهويد القدس وتقسيم المسجد الاقصى والتوسع الاستيطاني وفرض سياسة الضم لما تبقى من فلسطين