اقتصاد

وقف الغاز الروسي عبر أوكرانيا: «تأثير جذري» على أوروبا؟

وقف الغاز الروسي عبر أوكرانيا: «تأثير جذري» على أوروبا؟

أعربت أكثر من دولة في شرق أوروبا عن قلقها من وقف إمدادت الغاز الروسي إليها عبر أوكرانيا، في حين سجّل سعر الغاز الأوروبي ارتفاعاً إلى عتبةٍ لم يصلها منذ أكثر من عام.

وتوقفت إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بشكل نهائي صباح اليوم، بعد انتهاء مدة عقد مبرم بين كييف وموسكو نهاية عام 2019، و«الرفض المتكرر والصريح من الجانب الأوكراني لتمديده»، وفق شركة «غازبروم» الروسية.

ووصف وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشينكو، في بيان، ما جرى بـ«الحدث التاريخي»، مشيراً إلى أن «روسيا تخسر أسواقاً، وستتكبد خسائر مالية». وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين «عندما تولى السلطة في روسيا قبل 25 عاماً، كان يُضخ أكثر من 130 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً إلى أوروبا عبر أوكرانيا. اليوم، باتت هذه الكمية صفر. يعد ذلك من بين أكبر الهزائم التي مُنيت بها موسكو».

 

وبلغت صادرات الغاز الروسي اليومية إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة نحو 40 مليون متر مكعب. وفي عام 2023، ضخ 14.65 مليار متر مكعب من الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب أوكرانية، بحسب أرقام رسمية. وفي هذا السياق المتوتر، وصل سعر الغاز الأوروبي إلى العتبة الرمزية البالغة 50 يورو لكل ميغاوات ساعة أمس، للمرة الأولى منذ أكثر من عام.

«تأثير جذري» على أوروبا
وتراجع اعتماد أوروبا على الغاز الروسي بشكل كبير منذ بداية الحرب في أوكرانيا، إلا أن الدول الواقعة في الشرق لا تزال تتلقى إمدادات كبيرة من موسكو.

 

وكانت سلوفاكيا والمجر قد نددتا في الأسابيع الأخيرة بتداعيات هذه الخطوة التي من شأنها قطع الغاز تماماً عنهما في نهاية العام، مع عدم وجود حلول بديلة فورية ذات موثوقية.

وحذر رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، في مقطع فيديو اليوم، من أن «وقف إمدادات الغاز عبر أوكرانيا سيكون له تأثير جذري علينا جميعاً في الاتحاد الأوروبي، وليس فقط على الاتحاد الروسي».

أمّا المجر، فهي تتسلم معظم وارداتها من الغاز الروسي عبر خط أنابيب «تورك ستريم» في البحر الأسود، ولن تتأثر بوقف الإمدادات عبر أوكرانيا إلا بشكل هامشي.

ومع توقف مسار عبور الغاز عبر أوكرانيا، وبعد مرور أكثر من عامين على التخريب الذي طال خطوط أنابيب «نورد ستريم» في بحر البلطيق، لن يتم تزويد أوروبا الآن بالغاز الروسي إلا عبر خط أنابيب «تورك ستريم» (Turk Stream) وامتداده «بلقان ستريم» (Balkan Stream) تحت البحر الأسود. كما تستورد أوروبا الغاز الطبيعي المسال من روسيا بواسطة ناقلات الغاز الطبيعي المسال.

  • «حالة طوارئ» في مولدافيا
  • وفي حين يؤكد «الاتحاد الأوروبي» أنه مستعد لتوقف إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، تعاني مولدافيا من وضع حرج، بعدما أوقفت «غازبروم» إمداداتها إليها. وحصل ذلك قبل إعلان كييف رسمياً نهاية العقد المبرم مع موسكو، بسبب خلاف حول الديون.
  • وفي علامة على القلق المتزايد، أعلنت كيشيناو حالة الطوارئ بعد فشل المفاوضات مع الشركة الروسية. ولفت المتحدث باسم الحكومة المولدافية دانييل فودا إلى أن منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا تمر «بوضع صعب» بعدما أوقف المورد المحلي «إمدادات الغاز الطبيعي والتدفئة»، داعياً روسيا إلى «وقف ابتزازها».
  • وهذا الوضع لا يطال سائر أنحاء مولدافيا حالياً، بفضل المساعدة المقدمة من رومانيا المجاورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب