موسكو تؤكد صد هجوم أوكراني جديد في منطقة كورسك
موسكو تؤكد صد هجوم أوكراني جديد في منطقة كورسك
موسكو: أعلنت موسكو الأحد أنها صدت هجوما أوكرانيا جديدا في منطقة كورسك الروسية الحدودية، حيث تسيطر القوات الأوكرانية على مئات الكيلومترات المربّعة منذ الهجوم الذي شنّته في آب/ أغسطس 2024.
وقبل أسبوعين من تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تخشى أوكرانيا أن يتقلص دعم الولايات المتحدة الحيوي بالنسبة إلى قواتها، وأن يجبر الرئيس الجديد الأوكرانيين على تقديم تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال بيان صادر عن الجيش الروسي “قرابة الساعة 9,00 (6,00 ت غ) بدأ العدو هجوما مضادا بهدف وقف تقدّم القوات الروسية في منطقة كورسك”.
وأضاف أنّ “المجموعة المهاجمة من الجيش الأوكراني تم التصدي لها بالمدفعية والطيران”.
وأوضح أنّ “عملية القضاء على وحدات من القوات الأوكرانية مستمرّة”.
من جهته، اكتفى الجيش الأوكراني في تقريره اليومي بالإشارة إلى “معارك مستمرة” في منطقة كورسك الروسية من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
في هذه المنطقة، تحظى روسيا منذ أسابيع عدة بدعم آلاف الجنود الكوريين الشماليين، بحسب الدول الغربية وكييف.
وقال كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك عبر تلغرام “منطقة كورسك. خبر جيد. روسيا تنال ما تستحقه”.
من جانبه، حث أحد المشرعين البارزين على الصمت.
وقال النائب الأوكراني أوليكسي غونشارينكو “لا أستطيع أن أفهم لماذا من الضروري الإبلاغ رسميا عن منطقة كورسك. ربما يكون من الأفضل القيام بذلك بعد انتهاء العملية؟”.
وأكد اندريه كوفالينكو المسؤول في مجلس الأمن القومي الأوكراني أن الروس “تعرضوا لهجوم من جهات عدة، الأمر الذي فاجأهم”.
وذكرت قناة “ماش” على تلغرام والتي تعتبر قريبة من السلطات الروسية أن “عناصر الجيش الأوكراني يتحركون في مجموعات صغيرة”، لافتة إلى أن “العدد الإجمالي للجنود يناهز ألفين”.
وأفاد مدونون عسكريون روس أن القوات الأوكرانية تحاول خصوصا السيطرة على بلدة بيردين التي تبعد حوالي 20 كلم من الحدود.
قبل عودة ترامب
يأتي هذا الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك قبل أسبوعين من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وكان دعا إلى وقف “فوري” لإطلاق النار واعدا بالتوصل إلى اتفاق سلام بين موسكو وكييف من دون أن يشرح كيفية قيامه بذلك.
كذلك، أعلن ترامب معارضته توجيه أوكرانيا ضربات داخل الأراضي الروسية باستخدام صواريخ “أتاكمس” الأمريكية.
وفي مقابلة مع مقدم البودكاست الأمريكي ليكس فريدمان، حدد زيلينسكي الدور الرئيسي الذي يمكن أن يلعبه ترامب لضمان أمن أوكرانيا وفتح الطريق أمام تسوية تدعمها أيضا الدول الأوروبية.
وقال زيلينسكي وفق الترجمة المنشورة للمقابلة التي أجريت في كييف خلال العام الجديد “ترامب وأنا سنتوصل إلى اتفاق (…) وسنقدم مع أوروبا ضمانات أمنية قوية، وبعد ذلك يمكننا التحدث مع الروس”.
أضاف “نحن وترامب نبادر أولا، وأوروبا ستدعم موقف أوكرانيا”، معربا عن اعتقاده أن ترامب يملك “ما يكفي من القوة للضغط عليه، الضغط على بوتين”.
ويأتي الهجوم أيضا بعد خمسة أشهر من هجوم أول في منطقة كورسك فاجأ القوات الروسية، ما أثار استياء الرئيس فلاديمير بوتين الذي حض جيشه على “دحر العدو” إلى خارج الحدود.
وسعت كييف من هجومها إلى إجبار موسكو على إعادة نشر قواتها في هذه الجبهة الجديدة بعيدا من الجبهة الشرقية، فضلا عن تعزيز موقفها على طاولة المفاوضات.
لكن رهان كييف لم يكن في محله، إذ واصلت القوات الروسية منذ الخريف تقدمها على الجبهة الشرقية بوتيرة غير مسبوقة منذ آذار/ مارس 2022.
رغم ذلك، أكد مصدر رفيع في هيئة الأركان الأوكرانية نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر أن قوات كييف ستبقى في منطقة كورسك ما دام ذلك يمثل “مصلحة” لها، موضحا أنها لا تزال تسيطر على “حوالي 800 كلم مربع”.
وفي مكان آخر من الجبهة، أفادت السلطات الأوكرانية في منطقة دونيتسك (شرق) الأحد بسقوط خمسة جرحى في قصف روسي.
(أ ف ب)