السوداني في إيران اليوم: توافق على «تحييد» العراق؟

السوداني في إيران اليوم: توافق على «تحييد» العراق؟
بغداد | عشية زيارة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لطهران التي يصلها اليوم، كشف قيادي في أحد الفصائل المسلحة أن المقاومة العراقية لديها تواصل مباشر مع إيران بشأن كل ما يجري في المنطقة من أحداث، وخاصة في سوريا، فضلاً عن عقد اجتماعات في بغداد وطهران وزيارات متبادلة لقادة كبار بهدف قراءة المرحلة المقبلة. كما كشف المصدر، في تصريح إلى «الأخبار»، أن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، زار العراق أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة، والتقى قادة سياسيين أو في «الحشد الشعبي» والفصائل.
وأفاد القيادي بأن قاآني ناقش في زيارته الأخيرة ما ورد من حديث بشأن تفكيك الفصائل المسلحة وحلّ «الحشد الشعبي»، وأيضاً الملف السوري الذي شدّد على ضرورة توحيد المواقف بين طهران وبغداد في شأنه لصدّ المخاطر، ولا سيما التهديد بعودة تنظيم «داعش». ولفت إلى أن قاآني حث ّالفصائل، وخاصة التي اشتبكت مع الأميركيين والكيان الصهيوني، على التهدئة وإيقاف نشاطها العسكري، فضلاً عن الالتزام بتوجيهات الحكومة العراقية في ملفات سوريا والمنطقة. وقد وردت في وسائل الإعلام أخيراً، أنباء عن وجود توجّه دولي للضغط على السوداني لتفكيك الفصائل وتسليم سلاحها للدولة، إضافة إلى دمج «الحشد الشعبي» بالوزارات الأمنية، وذلك بناءً على سياسة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، والقائمة على زيادة الضغط على إيران في المنطقة.
وبالنسبة إلى زيارة السوداني لطهران، ذكر مكتبه الإعلامي، في بيان، أنه سيجري خلالها بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها، وذلك في ضوء ما تحقّق خلال زيارة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لبغداد في أيلول الماضي، والتطورات التي تشهدها المنطقة. يأتي هذا بعدما نقلت مواقع إخبارية محلية عن مصادر مطلعة قولها إن قاآني وصل إلى بغداد الإثنين الماضي في زيارة غير معلنة، واجتمع بشكل منفرد مع بعض قادة الفصائل التابعة لـ»الحشد الشعبي»، قبل أن يعقد لقاءً موسعاً مع السوداني وقوى «الإطار التنسيقي»، ورئيس هيئة الحشد، فالح الفياض.
قنوات تواصل اتضحت ملامحها أخيراً بين طهران وواشنطن من خلال بغداد
وطرح ساسة العراق في مناسبات مختلفة رؤى حول مستقبل البلاد، في ظل الظروف غير المستقرة التي تشهدها المنطقة. واتفق الجميع على أن يتبع العراق سياسة النأي بالنفس عن المحاور، والاصطفافات مع جبهة ضد أخرى إقليمياً أو دولياً. ومع ذلك، يرى القيادي في حركة «النجباء»، مهدي الكعبي، أن «إيران حليفة استراتيجية للعراق، فضلاً عن ارتباطها المباشر بالمقاومة العراقية منذ زمن بعيد»، مبيّناً أن «التواصل مستمر، وليس فقط مع الفصائل، وإنما حتى مع الحكومة لغرض تنسيق المواقف الأمنية والسياسية، وخاصة أن الإرهاب يهدّد البلدين». ويؤكد، لـ»الأخبار»، أن «المقاومة العراقية تلتزم بشكل كامل بتوجيهات الحكومة وسياستها، لكن بشرط ألّا تسمح للعدو الأميركي بأن يفرض شروطه على حساب سيادة البلاد، ولا سيما أن الكيان الصهيوني يتربّص بالعراق بكل الأشكال».
ويشير الكعبي إلى أن «تنسيقية المقاومة اتفقت على قضية التهدئة بناءً على معطيات كثيرة، أبرزها الأحداث غير الواضحة التي تجري في المنطقة، ومن أجل فسح الطريق أمام الحكومة للمضيّ في الإجراءات الديبلوماسية، رغم أننا نؤكد أن العدو لا يعرف سوى لغة القوة والسلاح والمواجهة». ويضيف أن «الزيارات التي يجريها القادة والمسؤولون الإيرانيون طبيعية جداً، لأن هناك أهدافاً مشتركة، مثلما سيذهب رئيس الحكومة العراقية لغرض التفاهم المشترك حول بعض الملفات التي تخص الشأن الداخلي، وأيضاً المنطقة بأكملها».
من جانبه، يعتقد مدير «مركز القمة»، حيدر عرب، أن الاجتماعات بين الجانبين هدفها تنسيق المواقف، ولا سيما أن هناك مخاطر تحدق بهما، لافتاً إلى أن «فكرة تفكيك الفصائل روّج لها الكيان الصهيوني والأميركيون بهدف نقل الصراع إلى داخل البلاد وخلق انقسامات داخلية». ويتابع أن «زيارة السوداني لإيران ستكون في رأس أولوياتها سوريا وآلية التعامل معها، فضلاً عن وجود قنوات تواصل اتّضحت ملامحها أخيراً بين طهران وواشنطن من خلال بغداد، وبالتالي التواصل مشروع لغرض ضمان مصلحة الجميع».