الصحافه

يحتال عليهم بـ”صفقة جزئية”.. نتنياهو للأهالي: كل عام وأبناؤكم مخطوفون

يحتال عليهم بـ”صفقة جزئية”.. نتنياهو للأهالي: كل عام وأبناؤكم مخطوفون

إن نشر قائمة المخطوفين الذين كما يبدو حماس مستعدة لإطلاق سراحهم في “الصفقة الإنسانية”، أثار عاصفة كبيرة وانقساماً مخيفاً حول موضوعين مهمين: الأول، هل سنوافق على صفقة جزئية يطلق فيها سراح 34 مخطوفاً، أم نصمم على صفقة كاملة يتم فيها تحرير جميع المخطوفين؟ الثاني يتعلق بالشرط الذي تضعه إسرائيل أمام حماس، الذي بحسبه ستوافق على وقف قصير لإطلاق النار، أسبوع، حتى تستطيع حماس فحص المخطوفين الذين ما زالوا على قيد الحياة، فقط مقابل إطلاق سراح بعض المخطوفين كنوع من دفع “رسوم جدية”.

يدور الحديث عن أمور وهمية تثير الغليان لأنها تتقنع بكونها ادعاءات أخلاقية، لكنها تستند إلى تضليل متعمد يضاف إلى الخدع السابقة. الآن يمكن القول بأن من هو على قناعة بإطلاق سراح المخطوفين عن طريق الضغط على حماس والدمار لبضع مئات من البيوت، وتجويع الـ 2.25 مليون شخص، فإنه بذلك لم يشاهد ولم يسمع كيف يبدو القطاع الآن. وهكذا أيضاً الذي ما زال يحلم بعملية عسكرية جريئة تؤدي إلى تحريرهم. يجب التذكير بأن المخطوفين الذين قتلوا بسبب عمليات الجيش أكبر من عدد المخطوفين الذين تم تحريرهم بفضلها. تحرير جميع المخطوفين دفعة واحدة، الأمر الذي يسمى في العادة صفقة “الجميع مقابل الجميع” – الصفقة التي تقتضي وقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع وإطلاق سراح مئات، إذا لم يكن آلاف، المخربين الفلسطينيين – هي صفقة أحلام بحق. ولكن الخطير أن هذا الخطر باق. على من يطالب بها أن يصدق بأن من يقف على رأس حكومة إسرائيل شخص نزيه وشجاع وحساس ويحب الناس، وأن حياة المخطوفين على رأس سلم أولوياته، وبأنه شخص مستعد للتضحية حتى بمنصبه وبقاء حكومته لإطلاق سراح المخطوفين المئة، الذين أكثر من نصفهم أصبحوا أمواتاً.

الشخص الذي ما زال يعزو لنتنياهو هذه الصفقات، يبدو أنه لم يعش في إسرائيل في الـ 15 سنة الأخيرة، ولا يعرف صفات الحاكم وتشكيلة حكومته التي تقول بأنه من الأفضل فقدان 100 مخطوف على أن نحرر “ألف سنوار”. “خطة نتنياهو” لا يمكن فتح المجال أمام عقد صفقة كاملة، سواء الآن أو في أي وقت آخر.

شرط نتنياهو الجديد، الذي بحسبه يطالب بإطلاق سراح عدد من المخطوفين الأحياء مقابل أسبوع لوقف النار، الذي يمكن لحماس فيه أن تعثر وتفحص المخطوفين الأحياء، يدل على الأسلوب وليس النية. هذا الشرط، كما نشر، هو العقبة الأخيرة أمام عقد الصفقة. ولكن إذا كان يمكن استخدامه من أجل تعويق المفاوضات واختلاق ذريعة أخرى لجولة محادثات، فلم لا؟ الوقت ذخر ثمين، ليس فقط للمخطوفين وعائلاتهم، بل أيضاً للحكومة إلى حين رؤية أن المخطوفين لا يريدون أن يتحرروا فقط من يد حماس، بل من يد حكومة إسرائيل أيضاً، التي جعلتهم رهائن لضمان بقائها.

من يعارضون الصفقة الجزئية يخشون وبحق من عدم إجراء أي صفقة بعدها، وسيبقى عشرات المخطوفين في يد حماس، كنوع من “بوليصة تأمين” لفترة لا نعرف مدتها. ولكن رفض الصفقة الجزئية بانتظار صفقة شاملة تعني أن المخطوف الحي قد يموت، سواء بسبب الوضع الصحي أو بسبب قتله على يد آسريه أو قتله بالخطأ بقصف الجيش الإسرائيلي.

الصفقة الجزئية على الأقل ستنقذ بعض المخطوفين الأحياء. ورفضها يحتاج إلى الشرح لآبائهم وأزواجهم وأولادهم بأنهم سيموتون على مذبح وعد نتنياهو بتحقيق صفقة شاملة. ولكنه للأسف الشديد، لن يوافق على دفع ثمنها. لذلك، سيبقى المخطوفون معرضين للموت كل حين. وبالتأكيد لن يكون المذنب بأنهم صدقوه.

تسفي برئيل
هآرتس 8/1/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب