مقالات

عندما تتعرض العدالة الكونية للمسالة والتانيب لم يعد هناك قيم يمكن ان تكون رمزا لحفظ ماء وجه الانسانية بقلم مروان سلطان-فلسطين 

بقلم مروان سلطان-فلسطين 

عندما تتعرض العدالة الكونية للمسالة والتانيب لم يعد هناك قيم يمكن ان تكون رمزا لحفظ ماء وجه الانسانية

بقلم مروان سلطان-فلسطين 

 

 

10.1.2025

——————————————

مشروع قانون الكونجرس الامريكي الذي اقره ليلة امس الكونجرس الامريكي بفرض عقوبات على محكمة الجنايات الدولية، يعرض العدالة الدولية الى السقوط. وليس فهذا فحسب انما ستسقط معها كل القيم الانسانية ، والقيم الديمقراطية التي طالما نقشت رؤوسنا من النظام الدولي وعلى راسهم الولايات المتحدة.

لا يمكن ان تتغير المفاهيم والقيم من مكان الى اخر ، فتلك الرموز في اي بقعة من الارض ، وفي اي زمان ستبقى تحمل الصفات الوراثية والجينات التي تنقل من جيل الى جيل ومن مكان الى اخر. العدالة هي العدالة ولولا العدالة لاصبحت الدنيا غابة سكانها الوحوش الكاسرة القوي ياكل الضعيف ، ولا مكان اصلا للضعفاء.

يمكن ان يتفهم العالم مدى وحجم الصداقة والمصالح التي تكون بين الافراد ، والجماعات لكن لا يمكن ان تكون تلك الصداقات على حساب القيم ، تلتي تتعلق بعلو شان الانسان والانسانية في هذا العالم.

عندما تزور اوروبا والولايات المتحدة، وتشارك او تدرس او يتسنى لك ان تطلع على حجم البرامج التعليمية التي تتعلق بالشان الانساني ، والاجتماعي والاخلاقي. وتلك التي تحمي مبادئ القيم الانسانية تدهش وتشعر ان هنا في تلك المنظومة فقط تجد عناوين الانسانية وما تحمله من مبادئ وقيم اخلاقية.

لكن الصدمة الكبيرة عندما يتعلق الموضوع بتطبيق المبادئ والقيم الانسانية ، والقوانين والانظمة في هذه البلاد الاوروبية والامريكية تجد ان هناك من يصد العدالة والقوانين والانظمة، با واكثر من ذلك ان العدالة هنا تجد بابا موصدا. الاوربيون والامريكان لا تنطبق عليهم المعايير والانظمة والقوانين، وهي انشات لعالم اخر غير عالمهم.

هذا ما يحدث عندما تفرض عقوبات دولية على مرتكبي الجرائم ضد الانسانية والبشرية التي تتصف بالنازية والهتلرية ، لكنهم من اصحاب الدماء الزرقاء الملكية التي تحميهم النظام العالمي احادي القطب. يرتكبون جرائم حرب ضد الامنين والنساء والاطفال ، جرائم الابادة الجماعية ، التي يندى لها جبين الانسانية.  وتقوم باصدار قرارات لفرض عقوبات ضد هيئة العدل التي تعتبر اعلى منصات العدالة الدولية.

العالم يشعر اليوم بالاسف والاشمئزاز، على تلك التصرفات وعلى التعرض لمنظومة العدالة الدولية ، وكان اليوم هذا القرار يحث على اقرار شريعة الغاب ، وتعطيل مسار العدالة في هذا العالم.

من سيحمي الانسانية اليوم في هذا العالم ، وماذا ستقولون للدارسين والباحثين في المنظومة الانسانية التي تعمل من اجل حماية الامن والسلم الدولي في هذا العالم، عندما يمر من امامهم القرارات التي تنكس راية العدالة الدولية. اين مصير كل الاكاديميات التي تبجل الانسان والانسانية وعلى الاخص في اوروبا وامريكا. ماذا ستقولون للاساتذة والمدرسين وماذا سيقول هؤلاء للطلبة . هل سقطت القيم الانسانية في هذا العالم؟

كان بامكانكم الا تعملوا على تطبيق قرار محكمة الجنايات الدولية، لكن تصدير عقوبات ضد العدالة الدولية ، فهذا يعرض العالم الى تغير في المفاهيم التي تعزز الانسانية، ويصبح العالم غابة يملؤها الشر والداعشية، فلا تتعجبوا من ذلك؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب