رياضة

لا نصاب في انتخابات الراسينغ: «القلعة البيضاء» إلى أين؟

لا نصاب في انتخابات الراسينغ: «القلعة البيضاء» إلى أين؟

عبد القادر سعد

تتشابه حال معظم أندية الدرجة الأولى في كرة القدم من ناحية الاستعداد الفني لعودة الدوري اللبناني في 25 من الشهر الجاري. وحده نادي الراسينغ يمر بمرحلة مختلفة تتعلّق بشأنه الإداري، حيث كان من المفترض أن يتم انتخاب لجنة إدارية جديدة أمس، لكن نصاب الجلسة لم يكتمل، على وقع غموض يلفّ مستقبل النادي بعد عزوف مرشحي الداعم الأساسي ميشال فرعون عن الترشّح

منذ مجيء باولا فرعون رزق كريمة الوزير السابق ميشال فرعون إلى رئاسة نادي الراسينغ، عاش النادي العريق مرحلة من الاستقرار الإداري والمالي والفني. عاد الفريق معها إلى الدرجة الأولى في السنة الثانية لولاية لجنتها الإدارية، قبل أن تختتم السنة الأخيرة من ولايتها بالتأهل إلى سداسية الأندية الأوائل لدوري الدرجة الأولى الموسم الماضي. أضف إلى ذلك الاهتمام بالفئات العمرية في نادي الراسينغ، إلى جانب دخول رئيسة النادي إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد لتكون أول امرأة تنتخَب عضواً في اللجنة التنفيذية. انتهت ولاية اللجنة الإدارية مع قرار من رئيسة النادي باولا فرعون عدم الترشّح لولاية جديدة، لكن مع الاستمرار هي ووالدها الوزير السابق ميشال فرعون بدعم النادي عبر لجنة إدارية جديدة تكمل ما تم بناؤه، على أن يكون جورج أبو مراد الرئيس الجديد للنادي.

أمرٌ لم يستسغه بعض الراسينغاويين، وعلى رأسهم عضو اللجنة الإدارية الأسبق جورج حنا إلى جانب بيار مراد وسعيد جريديني وغيرهم، فقرروا الترشّح للانتخابات التي كان من المفترض أن تحصل أمس، لكن نصاب الجلسة لم يتأمّن.
هنا كان قرار حاسم من الوزير فرعون بالعزوف عن ترشيح مرشحين مقربين منه والابتعاد عن الصورة، تاركاً المجال لمن يريد أن يتسلّم النادي أن يتحمّل المسؤولية.

فبالنسبة إلى فرعون، هو ليس في وارد الدخول في انتخابات وكباش وشد حبال بين لائحتين متنافستين. فإما أن يكون هناك انتخابات بالتزكية عبر توافق يكون في مصلحة النادي، وإما أن يجلس آل فرعون جانباً ويتركوا من يريد أن يجد في نفسه القدرة على تحمل مسؤوليات النادي أن يعمل، وخصوصاً في ظل المتطلبات إدارياً وفنياً والأهم مادياً مع ميزانية وصلت إلى 800 ألف دولار في الموسم الماضي و1.2 مليون دولار هذا الموسم.

لا يقبل فرعون أن يدخل في انتخابات وكباش وشدّ حبال بين لائحتين متنافستين

ليس من السهل في هذه الأيام أن يتم تأمين المال لفريق كرة قدم تبلغ مصاريفه الشهرية 67 ألف دولار، إذ يعتاش من النادي 38 عائلة شهرياً، تضاف إلى الدفعات التي تم تأمينها قبل انطلاق الموسم، حيث كانت كلفة إطلاق الموسم الجديد 365 ألف دولار، لم يمرّ منه حتى الآن سوى مرحلة واحدة.

المهم، أقفل باب الترشيح قبل أيام على 11 مرشحاً هم إلى جانب حنا وجريديني: بيار مراد، نبيل شلهوب، إيلي خوري، هوبيك مسكوفيان، متري فرحا، بول كرم، إيلي عبده، نقولا حداد وبول منسى. ما يعني أن عدد المرشحين مطابق لعدد أعضاء اللجنة الإدارية، وبالتالي فإن فوزهم سيكون بالتزكية في أول جلسة يكون فيها النصاب مكتملاً، على أن تُعقد الجلسة الثانية في 17 الجاري في فندق لو غابرييل. الأحداث المتلاحقة في النادي واعتكاف آل فرعون أصابت عدداً كبيراً من محبي النادي وجمهوره بالقلق خوفاً على مستقبل النادي، وخصوصاً في ظل حديث عن وجود جهة سياسية وراء المشروع تريد الدخول إلى الأشرفية، وبالتالي تجد في نادي الراسينغ بوابة مناسبة لتطلعاتها.

مشكلة القلقين تكمن في كون بعض المرشحين سبق أن اختبروا سابقاً، فعانى النادي مشكلات كبيرة معهم حيث سقط إلى الدرجة الثانية، قبل أن يعود الاستقرار في ظل اللجنة الإدارية السابقة وبعد تعهد من بعض أبناء النادي للوزير فرعون قبل سنوات بعدم عرقلة المشروع التي أتت من أجله فرعون، والذي ظهرت نتائجه الإيجابية في السنوات الماضية.
نادي الراسينغ إلى أين، وما هو المخطط الذي يُرسم له؟ سؤالان ستظهر إجابتهما في المرحلة المقبلة، مع أمل بأن تستطيع اللجنة الإدارية الجديدة الحفاظ على ما جرى تحقيقه في السنوات الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب