الصحافه

“ضم أكبر جزيرة في العالم وكندا وبنما”.. هل يجب أخذ طموحات ترامب التوسعية على محمل الجد؟

“ضم أكبر جزيرة في العالم وكندا وبنما”.. هل يجب أخذ طموحات ترامب التوسعية على محمل الجد؟

باريس ـ

نشرت صحيفة “لوباريزيان” (الباريسي) الفرنسية تقريرا بعنوان: غرينلاند وكندا وقناة بنما.. هل نأخذ تصريحات ترامب على محمل الجد؟، تناولت فيها تصريحات وطموحات الرئيس الأمريكي المنتخب التوسعية فيما يتعلق بالعديد من المناطق الاستراتيجية، قبل أقل من أسبوعين من أدائه اليمين الدستورية، في 20 كانون الثاني/ يناير الجاري، وعودته لرئاسة الولايات المتحدة للمرة الثانية.

وقد تساءلت الصحيفة عما إذا كانت تصريحات ترامب، في مؤتمر صحافي قبل أيام، محض استفزاز أم طموحات جادة؟

استعانت الصحيفة بتحليلات خبراء أكدوا أنه يجب النظر إلى هذه التصريحات على أنها وسيلة للضغط من أجل التفاوض على الاتفاقات الاقتصادية.

وتحدث ترامب أولا عن جزيرة “غرينلاند”، التي تتمتع بالحكم الذاتي تديره الدنمارك مدعيا أن السيطرة على غرينلاند “ضرورة مطلقة“ من أجل ”الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم”.

وقد كرر ترامب حثه الدنمارك مرة أخرى على “التخلي” عن السيطرة على أكبر جزيرة في العالم. وكان ترامب كرر مرارا طلبه لكندا في ولايته الرئاسية الأولى.

ذهب ترامب إلى أبعد من ذلك في تصريحه الأخير، بعد أن أشار إلى احتمال استخدام القوة لضم قناة بنما أو غرينلاند، كما انتهز الفرصة ليعلن أنه ينوي تغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا

وفي ردها على ترامب أصرت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، يوم الثلاثاء، على أن ”غرينلاند ملك لسكان غرينلاند“.

كما أعرب ترامب في عدة مناسبات عن آرائه التوسعية بشأن قناة بنما، التي بنتها الولايات المتحدة وافتُتحت في عام 1914، وتم نقل السيطرة على القناة إلى بنما في عام 1999 بعد اتفاق تم التوصل إليه في عهد الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر.

وذهب ترامب إلى أبعد من ذلك في تصريحه الأخير، بعد أن أشار إلى احتمال استخدام القوة لضم قناة بنما أو غرينلاند، كما انتهز ترامب الفرصة ليعلن أنه ينوي تغيير اسم خليج المكسيك إلى” خليج أمريكا”.

ورد خافيير مارتينيز آتشا، وزير خارجية بنما، بأن سيادة بنما على القناة ”غير قابلة للتفاوض“.

كما جدد الرئيس المنتخب أيضا زعمه بأن كندا يجب أن ”تندمج“ مع الولايات المتحدة لتصبح الولاية الأمريكية الحادية والخمسين، وذلك في أعقاب الإعلان عن استقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

وفي رده على ترامب أكد ترودو أن ”كندا لن تكون أبدا جزءا من الولايات المتحدة”.

ماذا يقول الخبراء؟

حسب الصحيفة، يرى الخبراء الذين سألتهم أنه من غير المعقول أن يستخدم دونالد ترامب القوة لضم الأراضي التي يطالب بها.

قال لوريك هينيتون، المحاضر في جامعة فرساي سان كوينتين للصحيفة: ”لا ينبغي أن نأخذ ما يقوله ترامب على محمل الجد، ولكن يجب أن نحاول فهم ما وراءه“. ومن وجهة نظره، فإن تصريحاته ”طريقة لإظهار طموحاته بالنسبة لمستقبل الولايات المتحدة، ولكن من خلال استعراض القوة للظهور بمظهر أكثر مصداقية“، وهو ما يتوافق مع انتقاداته لأسلافه عندما اتهمهم بـ”الضعف“.

ويضيف هينيتون: ”من خلال وضع سقف عال منذ البداية، مع مطالب مبالغ فيها، سيدفع محاوريه إلى منح واشنطن شيئا ما“.

ويعتقد هينيتون أنه من خلال فرض رسوم جمركية بنسبة 25%، يمكن أن يستغل دونالد ترامب الفرصة ”لإعادة التفاوض على شروط الشراكة التجارية مع كندا، أو حتى الشراكة الأمنية، بطريقة أكثر ملاءمة للولايات المتحدة“.

من جهته يرى يانيك ميريور، وهو عالم سياسي خبير بالشؤون الأمريكية، أن كلام ترامب يبدو ”تزييفا للواقع“؛ من أجل الحصول على ميزة من أجل ”إعادة التفاوض على ميزان القوى“، بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض.

وتقول آن كراتز، وهي خبيرة في التاريخ وعضو مشارك في معهد كوينسي بواشنطن؛ إن ترامب خلال فترة ولايته الأولى في منصبه ”كان قد أطلق بالفعل تهديدات مماثلة.. وفي النهاية، بمجرد وصوله إلى السلطة، أعاد التفاوض على المعاهدة بين البلدين“.

أما فيما يتعلق بقناة بنما، فقد هدد دونالد ترامب باستعادة السيطرة عليها إذا لم يتم تخفيض الرسوم المفروضة على السفن الأمريكية. وتتوقع آن كراتز أن ”بنما وهي بلد صغير، ستجد صعوبة في الدفاع عن نفسها، لذلك إذا عرض عليهم الأمريكيون مبلغا كبيرا مقابل اتفاق من نوع ما، فلن يجازفوا“.

جدد ترامب زعمه بأن كندا يجب أن ”تندمج“ مع الولايات المتحدة لتصبح الولاية الأمريكية الـ51، وذلك في أعقاب الإعلان عن استقالة رئيس الوزراء جاستن ترودو

وبالنسبة لغرينلاند، تعتقد كراتز أن ترامب قد يلجأ إلى التهديد باستخدام القوة ”لإجبار الدنماركيين على إبرام اتفاق ثنائي جديد، وربما لإقامة قواعد عسكرية أخرى، وربما استغلال الثروات“، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لديها بالفعل قاعدة عسكرية في الجزيرة القطبية منذ عام 1941، وأن الجزيرة مطمع للقوى العالمية بسبب موارد الطاقة والمعادن.

ويوم الأربعاء، قالت الدنمارك؛ إنها ”منفتحة على الحوار مع الأمريكيين حول كيفية التعاون“.

أما فيما يتعلق بفكرة إعادة تسمية خليج المكسيك بـ”خليج أمريكا“، يقول هينيتون؛ إنها خطوة رمزية؛ لأنه ”يعيد الولايات المتحدة إلى مركز القارة“، لكن الرئيس الأمريكي يمكن أن يستخدم ذلك لصالحه للتأثير على سياسة الهجرة المكسيكية التي يتهمها ”بالسماح لملايين الأشخاص بالتدفق” إلى الولايات المتحدة، بحسب التقرير.

كما يشير لوريك هينيتون إلى أنه ترامب يريد إلى جانب ”تأكيد نفوذ الولايات المتحدة ومصالحها في هذه المناطق المختلفة“، يضع في الحسبان أيضا المنافسة مع الصين.

لذلك، يرى هينيتون أنه من الصعب الحديث عن ”إرادة توسعية“ من جانب دونالد ترامب، بالمعنى الذي كان يستخدم به المصطلح في القرن التاسع عشر، بل هي بالأحرى ”رغبة في ترك بصمته“.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب