للإسرائيليين: نحن وجيشنا في تآكل مستمر.. ولا نجني سوى التأييد لحماس
للإسرائيليين: نحن وجيشنا في تآكل مستمر.. ولا نجني سوى التأييد لحماس
بن – درور يميني
القلب المكسور ينكسر مرة أخرى. ما الذي ستطلبينه أكثر منا أيتها المدمنة؟ كم من الدم سيسفك؟ تبدأ الشائعات قبل ساعات من “سمح بالنشر”. ليت وصيتهم لنا بالحياة أو بالنصر المطلق تواسينا. لكن على ماذا قتلوا؟ لمن هذا الخير؟ كل قتيل يزيد بؤس الكثير من العائلات. انطلقنا إلى الدرب عندما كانت هذه حرباً واجبة، الحرب الأكثر عدلاً. كانت هناك حاجة وطنية عليا للقضاء على الإرهاب. لكن الآن؟ على ماذا نقاتل؟ نضحي بأفضل أبنائنا؟ كم مرة سنعود إلى جباليا والشجاعية؟ سيبقى هناك مزيد من المخربين ومنصات الإطلاق.
عدد سكان قطاع غزة يبلغ أكثر من مليوني نسمة. منهم، قرابة 500 ألف رجل، في عمر القتال. ويكفي أن ينضم كل أسبوع إلى القتال واحد فقط من 100، من أبناء الجيل المناسب كي يكون في نهاية كل أسبوع مخربون أكثر من أولئك الذين كانوا قبل أسبوع. وفي الوضع السائد في قطاع غزة، على خلفية اليأس والضائقة، فإن من يمقت حماس سيفكر بالانضمام إليها. إذن، ما الذي نفعله بالضبط؟ إلى أين نسير؟
يكفي أن ينضم كل أسبوع إلى القتال واحد فقط من 100، من أبناء الجيل المناسب كي يكون في نهاية كل أسبوع مخربون أكثر من أولئك الذين كانوا قبل أسبوع
القتال في قطاع غزة يمس بإسرائيل. يقول ضباط كبار هذا في محادثات خلفية. هم جنود. هم طائعون. لكن الجيش الإسرائيلي مبني على الاحتياط. ونسب الامتثال تتضاءل. ما الذي ينتظره نتنياهو؟ نحن في تآكل. وصلنا إلى مرحلة يلحق فيها كل يوم من القتال ضرراً أكبر مما يؤتي من منفعة. إذن، على ماذا ولماذا ضحايا الدم أولئك؟ وكيف يمكن ألا ندعم منظمة “أمهات في الجبهة”، التي تكافح من أجل المساواة في العبء؟ فعندما يتحمل جزء من الشعب العبء ينشغل وزير الدفاع الحالي بالدفع قدماً بقانون التملص من الخدمة. هذا هو السبب الوحيد الذي لأجله عين في المنصب. كيف سترفع إجراءات الائتلاف الحالي الدوافع؟ أبناؤنا سيقاتلون، والكثيرون جداً سيقتلون. بينما يمنح الائتلاف المزيد من المتملصين. لقد جنوا؟ في الخلفية بُشرنا بكتاب استقالة نائب رئيس الأركان، أمير برعام. كان هناك تلميح أيضاً، فقط تلميح، بالوضع الذي علقنا فيه. “شدة الحرب انخفضت جدا”، كتب برعام، كأحد الأسباب لبيان الاستقالة. حرب أقل، وقتلى أقل. وكذا يوجد تلميح بالنزاع في الخلفية. “في 18 كانون الأول طلب من مساعدك تحديد موعد للقاء، كتب برعام. لقاء، لم يتقرر كما يفهم. لماذا لم يلتقِ رئيس الأركان مع نائب رئيس الأركان؟ ماذا يحصل هناك؟ لا نعرف. لكننا نعرف بأننا لم نعد في مرحلة الحسم، بل في مرحلة الاستنزاف، والصدمات تتسع، وهذا لا يخدم القتال. فلا يدور الحديث عن خلافات موضوعية هي بمثابة عصف أدمغة قبيل القرار السليم. يدور الحديث عن استنزاف ليس فقط للجنود في الميدان، بل أيضاً للقيادة العليا.
كان يمكننا أن نواسي أنفسنا بوجود وزير دفاع يتحدى قيادة الجيش الإسرائيلي. ليتنا. لكننا لم نسمع عن أي استراتيجية تشخص مع الوزير الجديد. لم نسمع عن أي فكر. الوزير يتحدى الجيش الإسرائيلي فقط في موضوع واحد. الجيش يريد أن يجند الحريديم. وليس الجيش فقط. هذا هو الموقف السوي، والصحيح، والوطني الصهيوني. لكن إسرائيل كاتس يريد أن يدفع بالتملص قدماً. كاتس يفضل مصلحة الائتلاف على مصلحة الدولة. أمواتنا يمددون أمامنا، والناس الأشرار هؤلاء مشغولون بحماية الكرس السياسي. كاتس يطالب بتحقيقات. وهم يطالبون بذلك لا ليعززوا قوات الجيش بل العكس؛ كي يلقوا بمسؤولية فشل 7 أكتوبر على قيادة الجيش، ويضعضعوا الثقة بالجيش. صناعة السم ستواصل عملها.
الحصانة الوطنية نتيجة لكثير من الأمور، مثل الدافع والثقة بالقيادة – العسكرية والاقتصادية والسياسية، والإيمان بعدالة الطريق، وتوزيع عادل للعبء، وغيرها وغيرها. لا توجد عندنا أي من هذه الأمور. القتلى، والمخطوفون الذين يذوون، وحماس التي تتعزز في الميدان، كل هذه تمس بالحصانة الوطنية. نحن في مكان آخر، كل يوم يصعّب علينا فهم أين نسير.
فيما تكتب هذه الأقوال، تكثر الأنباء عن التقدم في الاتصالات لاتفاق مخطوفين. يا ليت! شبعنا من خيبات الأمل. فكلنا مخطوفون في قصة يقودنا فيها ائتلاف سيئ من درك إلى آخر. نحن بحاجة إلى الاتفاق كي نوقف التآكل. نحن بحاجة إلى وقف نار كي نوقف المس بجنود الجيش الإسرائيلي في ميدان المعركة، في القطاع وفي المستوى الدولي أيضاً. فبعد هذا القدر الكبير من البشائر السيئة، نحن أمة تنتظر البشرى، لكنها لا تأتي.
يديعوت أحرونوت 12/1/2025