مقالات

مع انتعاش الآمال بقيامة حقيقية للبلد ،فقط،لو يقرأ المسؤول! بقلم نبيل الزعبي

بقلم نبيل الزعبي

مع انتعاش الآمال بقيامة حقيقية للبلد ،فقط،لو يقرأ المسؤول!
بقلم نبيل الزعبي
( وأما العهد فيلزم الوفاء به لانه قائم على الالتزام ، “مختصر تفسير العهد لابي هلال العسكري”) .
يُعرَف عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر انه لم يكن يبدأ يومه قبل ان يقرأ الصحف اليومية الاساسية المطلوبة لديه ، المصرية والاجنبية والعربية ،وخاصة صحف لبنان ،حيث كان رحمه الله يواظب على متابعة ما يجري في العالم من خلال الصحف وخاصة تلك المستقلة التي تنشر ما تراه ضرورياً ليقرأه المسؤول مختصرةً السبل للوصول اليه قبل ان يعطي السمع لمستشاريه فيبلغونه ما يحبون له هم ان يسمع ،لا ان ينقلوا اليه معاناة الشعب .
اما القائد الشهيد صدام حسين ، فكان لا يتوانى عن القيام بزيارات عشوائية مستمرة الى بيوت الناس يتفقد احوالهم بدايةً من خلال ثلاجة الطعام في كل بيت وما تحتويه وما تحتاجه ليجعل الصلة المباشرة الطريق الاقصر والاسرع ليرى معاناة الناس قبل سماعها .
ومن لم يقرأ كيف كانت ردة فعل الخليفة العباسي الثامن المعتصم ،عندما سمع امرأة اعتدى عليها الروم فارسلت مستغيثة به وهي تنادي “وامعتصماه” ، وكيف كان للكلمة وقع الصاعقة على الخليفة الذي تحرك لنجدة المرأة فغيّر في التاريخ ، ومجّدته الكتب عندما فتح عمورية وخلّد شعراء عصره هذه المناسبة التي تدخل ضمن ارقى ما قدمه الادب العباسي في تلك المرحلة .
وفي كل دول العالم حيث تعتمد الصحيفة اليومية والدوريات الاسبوعية والشهرية ، الاطلالات الاعلامية على مواطنيها،قبل ان يتعرفون على وسائل الاتصال الاجتماعي التي نعرفها اليوم
وكان من اولى اهتمامات المسؤول ،
الاطلاع على صفحة شكاوى الناس فيها للوقوف على معاناتهم وما يطلبونه من المسؤولين في الدولة او المدينة والقرية والبلديات .
يتغيّر الوضع في لبنان الذي فيه من الحريات الشخصية (المتفلتة)ما يفوق الديمقراطية لديه ، كما كان الرئيس سليم الحص يردد دائماً بعد ان قتلت الانظمة المتعاقبة كل ما يمت الى الديمقراطية بصلة ،كصمام امان لكل الحريات العامة بما فيها حق السكن والعمل والتعليم والاستشفاء والتمتع بالحد الادنى من الحياة الحرة الكريمة ،
بما فيها ايضاً حرية التعبير التي تركوها للمواطن بقصد (التمتع ،ليس إلا) وصادروا ما تبقى له من حريات ،
في اوسع عملية نهب لحقوقه والتضييق عليه في التعبير عن ما يراه مناسباً الى الدرجة التي لم يعد لديه ما يقوله معبّراً عن معاناته سوى الشتيمة وسفّ الكلام الهابط على طريقة :اصرخ على قدر ما تريد ونحن سنفعل ما نريد بعد ان استمرأ الكبير منهم الشتيمه قبل الصغير ولا ترى ان جِفناً لهم قد رفّ يوماً امام معاناة شعبهم ، وتستحضرنا هنا مقولة صاحب شعار : ايها الشعب العظيم التي استبدلها ب”الشعب الطز “مباشرة بعد التنعُم بدفئ القصر الذي سمّاه يوماً ، قصر الشعب ، ويتذكر اهالي ضحايا انفجار المرفأ في الرابع من شهر آب ٢٠٢٠ كيف تعامل معهم الرئيس “القوي” عندما اشترط عليهم سلسلة شروط وضوابط ليلتقي بهم ويشرحوا له معاناتهم وهو الذي كانت الرئاسة بمثابة الحلم الأبدي له ففرّط بكل ماحملته مسيرته من مواقف سيادية وطنية كان يطلقها من على منصة ” قصر الشعب ” ليترك القصر للأقرباء والمبّخرين ويرمي الشعب في وادي جهنّم حتى اشعارٍ آخَر .
واليوم ، والبلاد على ابواب الامل بأداء رئاسي جديد بعد فراغ الموقع لأكثر من سنتين وشهرين بالكامل ، بالتزامن مع تسمية رئيس جديد للحكومة يحمل سجلّاً محترماً لناحية السيرة الذاتية والمكانة الدولية حقوقياً وقانونيا سيّما مع تكامل خطاب التكليف مع خطاب القسم وانتعاش الآمال بالنهوض الوطني والاقتصادي ، فان جل ّما يطلبه اللبنانيون من رئيسهم الجديد ان لا تخيب هذه الآمال بما توسموا فيه من افكار ومشاريع إنقاذية تعهد الالتزام بها في خطاب القسم فلم يترك لاحدٍ ان يزيد عليها او يزايد ، وانما الجميع ينتظر السقف الزمني المتروك امامه وفق روزنامة العمل اليومية وأفعال الغد التي بها ومنها ، على الرئيس الجديد ان يتخطى كل شعبوية خاض غمارها من سبقة وتبين زيفها ، ليضع نفسه في خانة الرئيس صاحب الشعبية الحقيقية الذي يعرف بمن يقتدي : هل بروؤساء كانوا على قدر المسؤوليات الكبرى التي تنكّبوها فدخلوا التاريخ عظماءً وقادةً بمحبة شعوبهم لهم ،
ام بأشباه رجال ، مات ذكرهم وهم احياء ، فلم ينجوا من محاسبة التاريخ لهم وقد طواهم النسيان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب