ترامب الفائز غزة ولبنان وسوريا اول صفقاته قبل الوصول للبيت الابيض. بقلم مروان سلطان-فلسطين
بقلم مروان سلطان-فلسطين

ترامب الفائز غزة ولبنان وسوريا اول صفقاته قبل الوصول للبيت الابيض.
بقلم مروان سلطان-فلسطين
16.1.2025
————————————-
مع اقتراب وصول ترامب وادارته الجديدة الى البيت الابيض ، استطاع وبكل اريحية ان يفرض هالته على اهم بقعة في العالم وهي المنطقة التي طالما كانت مثارا للقلق المحلي والدولي. التغيرات التي حصلت في المناطق الساخنة، في لبنان وغزة وسوريا والتي اشتعلت على مدار اشهر منذ نهاية العام 2023، بدئت تخبو نارها ، ويسير منحنى اخر جديد في منظومتها. سوريا 🇸🇾 انتهت فيها الحرب الاهلية التي استمرت لاكثر من عشر سنوات، واستلم النظام الجديد مفتاح سوريا بانتقال سلس ودون اي مقاومة، فبين غمضة عين وفتحتها انتهى حكم عائلة الاسد في سوريا الذي دام لاكثر من خمس عقود ورحل منها. وفي لبنان تم الاتفاق على وقف لاطلاق النار في الجنوب اللبناني، كما وانه وبعد تعطل انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية لسنوات عدة ، ومنذ العام 2022 عاد اليوم وبكل سلاسة ليتم انتخاب الرئيس جوزاف عون رئيسا للبنان 2025. واليوم وبعد صراع طويل ومرير في اروقة الحكومة الاسرائيلية ، تم فرض اتفاقية الهدنة في غزة، بعدما ان كان نتنياهو واعضاء حكومته يصرون على استمرار الحرب ، والابادة الجماعية، والتطهير العرقي ومشروع التهجير القسري. وعلى الجانب الايراني ايضا لم تعد تسمع تلك التهديدات المتبادلة الايرانية الاسرائيلية ايضا في الاشتباك وردات الفعل اللامتناهية.
يبدو ان ان ترامب جاء بهالة جديدة وضعت حدا للمزايدات والتناقضات والاشتباك اللامتناهي في المناطق الساخنة في الشرق الاوسط. بات واضحا ان الرئيس ترامب ، سيدخل البيت الابيض وقد اطفئ الحرائق في الشرق الاوسط. التدخل المباشر من ادارة الرئيس ترامب قي المفاوضات الجارية في غزة ولبنان وسوريا وبنواياه المعلنة لاطفاء الحرائق المشتعلة كان له اثرا ايجابيا كبيرا في ذلك.
يستعد الرئيس ترامب مع دخوله البيت الابيض للعمل في ملفات اخرى مثل الحرب في اوكرانيا ، والصين، وكوريا الشمالية اضافة الى موضوع المهاجرين، والانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة والقضايا الداخلية الاخرى.
هنا لا بد ان نتسال : ما هي الصفقة التي جاء بها ترامب في المناطق المشتعلة؟ ، والتي ارهقت الديبلوماسية الامريكية، والامم المتحدة ، والدول المحيطة بمناطق الصراع ، واستطاع ترامب ان يخمد نارها : اولا لقد كانت تهديدات ترامب فعلا جادة لكل اطراف النزاع بما فيها نتنياهو وحكومته اذا لم يتم التوصل الى اتفاق بين اسرائيل وحماس، وكانت التهديدات ستاخذ مداها فعلا لمن يقف بوجة صفقة الهدنة واعادة الرهائن ، وقد افادت التقارير ان نائب الرئيس ترامب اتصل باكثر المعارضين في اسرائيل وفي يوم اجازة غير عادي لوقف الحرب واسمعه كلاما خارج اطار البروتوكول الديبلوماسي . ومن الواضح ان محور المقاومة ايضا وافق على صفقة ترامب بانهاء العمل المسلح ضد اسرائيل، مقابل مكانتها السياسية، و صفقة الانتعاش / او السلام الاقتصادي لكل المناطق التي كانت بؤرة الاشتعال. في حين ان اسرائيل التي منحت الرئيس ترامب هدية الاتفاق الهدنة مع حركة حماس ، هي تنتظر الجائزة الكبرى من الرئيس ترامب في اقرار توسيع الحدود القائمة والمعروفة بحدود الرابع من حزيران 1967. ايا كانت اسباب وقف اطلاق النار يعتبر الشعب الفلسطيني في غزة هو المستفيد الاول في هذه الصفقة لانهاء تلك المعاناة الدامية الطويلة الامد.
من الواضح ان الرئيس ترامب في ولايته الثانية قد استفاد بشكل كبير من تجربته الرئاسية السابقة، والتي تميزت بوصفها بالشعبوية حينا واطلق عليها فيما بعد بالترامبية. ومن شخصية لا توحي بالتوازن الى شخصية متزنة تماما وصارمة. هناك انجاز كبير لم يستطع الديمقراطيون ان يحركوا فيه انشا واحدا وظلت الحرائق تزداد اشتعالا بينما تدخل ترامب المباشر وقبل وصوله الى البيت الابيض سجل انجازا كبيرا وافضى الى سياسة الهدوء والسلام التي قد تسوق اليه الحصول على جائزة نوبل للسلام. المنطقة برمتها تجلس اليوم على صفيح ساخن، ووجه شرق اوسط جديد، ورياح التغيير ماضية في طريقها، اذا وجدت مسربا لها تمر فيه الى اهدافها.
الشعوب العربية وللاسف تغيب العقل والمنطق وما زالت عفوية ، ويغلب على طابعها النخوة والفزعة في حراكها، لن ينجو من القادم الا من كانت الحكمة والعقل تسند زمامه.