أقبل بنصف فوز …أسمعها مني …
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ / برلين
لا يوجد نجاح، أو فوز تام ساحق، هذه خرافة … لأن هذا يعني أنك تريد أن تتسيد الساحة من عليها ومن فوقها ومن تحتها … لأنك لا تنظر بعيداً أو عميقاً، ولو متعك الله بهذه الصفة، لتعلمت بديهية إلهية خالدة ” لو دامت لغيرك لما وصلت إليك “.
الفوز التام الساحق، يعني أنك تريد أن تسحق الجميع … وفي هذا توسع على حساب الغير .. وفيه ظلم واعتداء ويعني أنك تريد البقاء وحيداً في الساحة … فخصمك الذي يقابلك سيضاعف من قوته ليواجهك، وحتى وستبدو أنت خطراً محدقا على المحايدين ..! فأنت تضاعف عدد خصومك بدون قصد، ولكنك تفعل ذلك ..!
قد لا يضيف لك الفوز التام الساحق ماديا الشيئ الكثير، ولكنه الشعور بالعظمة … والتقرب من الوحدانية … وإن خدعت نفسك بزيادة المربح، فأعلم أنك ستخسره قريباً، لأن من أخرجتهم من الملعب سيتحالفون، مع الشياطين والأفاعي لإخراجك وسوف تخسر حتى رأسمالك الأصلي …
من قال لك … أنك بطائرتك، بباخرتك، بقطارك، بعربتك، بدراجتك … وبفريقك هذا ستبلغ آخر الأشواط كلها ..؟ يبالغ في تقديره وقد يغشك .. لماذا لا تحتمل أن خطأ صغيراً فتنحدر الطائرة في المحيط الهندي ولا يعثر حتى على الصندوق الأسود لك .. أو تنقطع الطاقة عن قطارك، وأن عطبا مفاجئاً يوقف عربتك (ما لم يقلبها ..!) .. أو ريحاً صرصراً تطيح بك وبدراجتك ..
حين أنك تقر وتثبت وترسخ مبدأ الساحة لي وحدي، فسيأتي من يخرجك من الساحة وفق نفس المبدأ … الذي فرضته بنفسك على الملعب …
أسمعها مني … أطرح نفسك طرفاً معقولاً … مقبولاً، لست متعصباً أو متطرفاً، لا تسعى إلى محق وسحق الآخرين، نصف الفوز هو أكثر من التعادل، وهو أنك لم تخسر، وعدم الخسارة هو فوز .. وهو أنك ما تزال في الملعب، تلعب وتحرز أهدافاً ويعلو رصيدك .. ويكثر محبيك والمعجبين بك … ومن يودون التحالف معك ..!
الفوز التام الساحق مجازفة قد تخسرك آخر فلس تملكه ..!