مقالات

 بين مطرقة التكفير والتخوين الداخلي وسندان الاصلاح والحكم الرشيد الخارجي ادوات تفتيت الشعب الفلسطيني تجتمع اليوم مع بعضها في آن واحد. بقلم مروان سلطان -فلسطين

بقلم مروان سلطان -فلسطين

 بين مطرقة التكفير والتخوين الداخلي وسندان الاصلاح والحكم الرشيد الخارجي ادوات تفتيت الشعب الفلسطيني تجتمع اليوم مع بعضها في آن واحد.

بقلم مروان سلطان -فلسطين

 

 

17.1.2025

——————————————

ادوات التفتيت والتشتيت التي توجه سهامها  الى الفلسطينين تتنوع بين مصدرها بين الداخل والخارج بعضها توجه الى الحركة الوطنية الفلسطينية وعلى راسها حركة فتح والبعض ياتي من الخارج حيث تعززه اسرائيل من جهة والولايات المتحدة من جهة اخرى وبعض الدول الغربية.  السؤال الذي يطرح نفسه كيف ولماذا تجتمع كل هذه القوى في ان واحد وتوجه سهامها الى الفلسطينين ، ممثلا بقيادته وم ت ف ، والسلطة الوطنية الفلسطينية. داخليا هناك قوى تطلق سهامها تحت غطاء الدين او الوطنية بمفهوم التكفير والخيانة. واسرائيل ترفض ان تحكم حماس او فتح او السلطة الوطنية الاراضي الفلسطينية موحدة، الغرب بقيادة الولايات المتحدة 🇺🇸. ، يطالب باصلاحات في السلطة الفلسطينية كشرط مسبق للنظر في حكم غزة. تجتمع كل هذه السهام في جعبة واحدة ووقت واحد لتفتيت الشعب الفلسطيني. طبعا ليس التقصير او قدرات السلطة الوطنية هي السبب في ذلك ، تجتمع كل هذه القوى للنيل من صمود ونضال الشعب الفلسطيني وكلها  تشكل مخاطر تهدد امن وسلامة المجتمع الفلسطيني، وهناك من الواضح من يوجهها .

المشهد اليوم الذي ياخذ مجراه في الشارع الفلسطيني يكاد ان ينفجر  ويسبب الاسى والجروح التي تعصف في المجتمع الفلسطيني،  لقد وصل الاحتقان في مداه اعلى المستويات. ولعلنا نستدل  على ذلك مما نسمع ونرى من تصريحات وتعليقات واحاديث التي يتم التداول بها من الكلمات والمفردات والجمل  المتداولة اقلها توجيه الاتهامات بالتكفير والتخوين .  

من الواضح ان لوبيات من اشخاص وجماعات وتيارات اجتماعية سياسية ودينية وفكرية  تعمل داخليا وخارجيا في المجتمع الفلسطيني وخارجه لها اليد الطولى في تلك المهاترات، وكل ما في جعبتها هو رصد الاحداث ورصد اللقاءات والاجتماعات وكل تلك الفعاليات التي تدور في اروقة مجتمعنا الفلسطيني، ويتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي  بقصد الازدراء والتخوين والتكفير ، والتحريض بشكل مقزز . 

سبحان الله في علاه ، وكان الله عز وجل قد  منح البعض  التفويض الالهي للنطق بالحكم على تلك الجهود التي يتم رصدها ومن ثم تاويلها اما بالخيانة او التكفير والعياذ بالله. الدعوة الى الله شيء جميل وقد حسم امرها بانها دعوة بالحسنى والدماثة والخلق الحسن اليس الله هو القائل جل شانه: .”ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين”.

الم يقل ربنا في علاه الى سيدنا موسى اذهب الى فرعون الذي يمثل الهة الكفر والجهود “فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ” والله يعلم انه لن يؤمن ، الامر كان دائما بالحديث الدمث اللين الذي ترق له القلوب، وليس الحديث المنفر  والمقزز. 

نحن نعتز بكل ماهو له علاقة بتعاليم الاسلام السمح ، ونحن جزء لا يتجزء من هذه المنظومة  التي وصفها الله سبحانه وتعالى “وجعلناكم امة وسطا” صدق الله العظيم.  هل يجوز ان نضع زيارة مسؤول لاحد الكنائس موضع استهزاء ، كيف ذلك ؟، المجتمع المسيحي جزء لا يتجزء من مكونات مجتمعنا الفلسطيني.  اتعلمون ، بالامس اقيمت احد الفعاليات الوطنية الثقافية وشارك فيها مسؤولين احدهم رئيس  الطائفة السامرية والاب عطا الله حنا اضافة الى فضيلة الشيخ حاتم البكري ايضا في تلك الفعالية ، اقول يعلم الله اني سررت كثيرا لان هذه الفعالية جسدت معنى واحد الا وهو وحدة شعبنا الفلسطيني بمكوناته العقائدية ومورثه الثقافي الروحي. وانظر الى فعاليات الامن الفلسطيني في توفير الامن للمجتمع ، فقد انطلقت ابواق الدعاية بالتخوين والتكفير لاجهزة الامن الفلسطيني ، واخذت تثير الدعاية بضرورة ان يترك افراد الامن وظائفهم على اساس الكفر والايمان والخيانة والوطنية . وهم يعلمون حق العلم انهم لو تعرضوا الى المس بامنهم لكان سؤالهم الاول اين الامن واين المحافظ واين الوقائي ولنعتوا بالسب والشتم تلك الجهات بسبب انها مقصرة. على كل الاحوال في كلا الحالتين يتم السب والشتم ان غابوا او حضروا لان ذلك هو التوجه لجهات لا تريد الخير لشعبنا الفلسطيني.

والمشهد الذي يطفوا على السطح اليوم بقوة ، هو مشهد بين النصر والهزيمة للمقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها الذي يعتري القوى الفلسطينية المختلفة.  

في كل الشواهد والمناسبات والتميز بين الخير والشر وبين الحق والباطل امرنا ان نستعمل عقولنا ، الم يخاطبنا الله عز وجل ” فاتقوا الله يا أولي الألباب” . 

كيف لنا وبعد الف واربعمائة سنة من هذه الدعوة الى التمعن ، والتحقق، والتفكر  لا ان يتم الاستخفاف بعقول البشر ، في اعتقادي ان الامر  في هذا التوجه غير موفق. نحن نتعرض الى غزو وهمي منظم للتشتت مبني على الوهم المقصود وتغييب العقول.  اليوم قطاع غزة تحتاج الى اكثر من ثلاث وثمانون مليار دولار للاعمار ، وهذا لا يعني ان تعود غزة الى سابق عهدها ، تلك الواحة الجميلة المشاطئة للمتوسط ، عرفت عبر التاريخ ممرا للفاتحين والعلماء والدارسين، لتصبح كتلة من الرماد. انا هنا اتحدث عن الصرعة التي تلوث عقولنا بقضايا الوهم  .   تجسدت الخسائر البشرية باكثر من مئتي الف شهيد وجريح ومصاب. وكم اصبح لدى الاحتلال من الاسرى المعتقلين . نحن نتحدث بالشواهد عن نكبة حقيقية يمر بها قطاع غزة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

غزة عبر عام ونصف من الحرب توقفت فيها الحياة، وتعرض ابناؤها الى حر الصيف وبرد الشتاء والامطار . نحن نتحدث عن ازمة انسانية ، اناس وبشر توفاهم الله بعد ان تجمدوا من شدة البرد.  نحن نتحدث عن ان العملية التعليمية توقفت منذ بدء العدوان على غزة ، وان المدارس والجامعات والمستشفيات تدمرت ،  نحن نتحدث على ان الناس ماتوا جوعا وعطشا ومرضا. قل ما شئت ، والحقيقة ان الشعب الفلسطيني اصيب بنكبة.

هناك شئ واحد وجب ان يكون هو ان تحترم العقول وضخامة الحدث ، نعم المقاومة ادت واجبها باتجاه اهدافها في حرب فرضت على الشعب الفلسطيني للنيل منه ، يمكن القول ان المقاومة الفلسطينية لم تهزم تهزم في هذه الحرب ، ومن الصعب بمكان ات تسجل انتصارا  ، وهذا كلام تحترمه العقول. وهذا ايضا مقبول بشكل كبير لان موازين القوى تتحدث عن نفسها ، الجانب الاسرائيلي مدعوم من كل القوى العالمية ، في المقابل المقاومة اعتمدت على الجهد الذاتي والمقدرات الجغرافية التي بنتها في الانفاق ، والسلاح الخفيف الذي يتم تصنيعه ، وهذا ليس تجنيا على احد  . 

من المهم انه يجب ان تعلم المقاومة الفلسطينية  اينما وجدت على الارض الفلسطينية وقيادتها انه لا يوجد احد من الشعب الفلسطيني يريد ان تتم هزيمة المقاومة الفلسطينية في غزة ورغم كل المعاناة التي نزلت في الشعب الفلسطيني في غزة فانه لو تمت الهزيمة لا سمح الله فان الضفة الغربية تنتظر كارثة اخرى في الضفة الغربية في خضم استمرار المشروع الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة ، والتي قد تتضمن القوة المفرطة في تنفيذ هذا المشروع، لان الهزيمة واثارها لها ما لها وعليها ما عليها والثمن اكبر بكثير من كل الخسائر المادية التي اصابت الشعب الفلسطيني. واقول ان الهزيمة في مكوناتها اصعب من النكبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني اليوم.

التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني كبيرة، وكل تلك السهام الموجهة الى صدرة مقصودة وجميعها تمكن اسرائيل وتفشل الفلسطينين. كل الفلسطيني اينما تواجد مدعو الى توحيد الجهود ، واسكات ابواق الباطل التي تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني. عليكم ان تفهموا جميعا ان ساندتم الواقع جزئيا فانكم تضعون خنجرا في خاصرة الفلسطيني ، عليكم اسناد الشعب الفلسطيني في كل جمعه . هناك من يتربص للقضاء على مسيرة الشعب الفلسطيني ووجوده، بل ويتربص بالمحيط العربي كله ولا يرون الا انفسهم هنا ، انه الاحتلال والاستيطان.

ومن هنا اتوجه الى كل الفلسطيني للاسهام في اعادة ترتيب البيت الفلسطيني ونخرج من هذه الازمة اللعينة وهذا الحصار اللئيم الذي يفرض علينا ، حتى نستطيع ان نحقق اهدافنا ونتجنب الكثير من الكوارث التي قد تلحق بالقضية الفلسطينية والتي هي امام تحديات كبيرة ومنعطف حاد من الداخل والخارج، قد يجر معه ما لا تحمد عقباه.

نريد ان تتحقق السلامة للمجتمع ، وان يسير الركب ويتحقق الامل والمراد في دولة تجمعنا  دولة العلم والايمان، بعيدا عن نهج التكفير والتخوين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب