بالرغم من اعلان الاتفاق على وقف النار الاحتلال الاسرائيلي يبرع في صب اللؤم والجنون صبا على غزة. بقلم الكاتب مروان سلطان. 🇵🇸 فلسطين
بقلم الكاتب مروان سلطان. 🇵🇸 فلسطين
بالرغم من اعلان الاتفاق على وقف النار الاحتلال الاسرائيلي يبرع في صب اللؤم والجنون صبا على غزة.
بقلم الكاتب مروان سلطان. 🇵🇸 فلسطين
https://www.falestinona.com/flst/Art/209166#gsc.tab=0
17.1.2025
——————————————
في الوقت الذي عاش الغزيون لحظات من الابتهاج يوم امس بعد التوصل لاتفاق على وقف اطلاق النار ، اصر الاحتلال على تعكير صفوهم ومواصلة القاء الحمم ، وفتح ابواب الجحيم وعاشت غزة ليلة ساخنة مؤلمة بكل تفاصيلها ، في الخليل المدينة التي تبعد عن مسافة مائة كيلو متر من حدود قطاع غزة الشمالية يقولون انهم سمعوا دوي الانفجارات للقنابل شديدة الانفجار وذات الاوزان العالية على ما يبدو بشكل واضح واهتزت لصوتها ارجاء المدينة ، وحتى اللحظة التي اسطر قيها كتابة هذا المقال بلغ عدد الشهداء اليوم ثلاث وثمانون شهيدا ، واكثر من مئتين جريج وما زال العشرات تحت الانقاض. صحيح انه بموجب هذا الاتفاق على وقف اطلاق النار ، يفترض ان يتم البدء في تنفيذ ه اعتبارا من ظهيرة يوم الاحد القادم 19.1.2025.
لا يوجد جديد في السياسة الاسرائيلية العدوانية على قطاع غزة، دائرة الاستهداف تصيب المدنيين بشكل واسع وخاصة الاطفال والنساء والشيوخ. وقد استهدفت البيوت ، وتهدمت على رؤوس ساكنيها، كما استهدفت المستشفيات ومنها الاندونيسي واحدثت اصابات خطيرة بين صفوف المواطنيين الذين اتخذوا المستشفيات مراكز ايواء. كان من المتوقع ان تبدي اسرائيل لحظة الاتفاق حسن النوايا للانفراج ووقف اطلاق النار، ولان هذا لم يحدث ، وما حدث هو المضي قدما افي السياسة العدوانية على غزة وشعبنا الفلسطيني هناك وارتقاء الشهداء وسقوط الجرحى.
المجتمع الاسرائيلي يبدو انه منقسم على نفسه من صفقة التبادل ، حيث تجد المسيرات المناوئة من انصار بن غافير وسيمورتش يطالبون المضي قدما في المحرقة التي ترتكب بحق الفلسطينين في غزة ودعواتهم الى رئيس الحكومة بان يستكمل المهمة في الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير لمن تبقى من الغزيين التي تدور رحاها هناك. وعلى النقيض من ذلك نجد ان مسيرات انصار اتمام الصفقة وهم على ما يبدو الاغلبية في الشارع الاسرائيلي تطالب باتمام عقد الصفقة ووقف القتال واستعادة الرهائن وهم من المعارضة وذوي المخطوفين.
الحالة التي تتعامل فيها اسرائيل باستعمال القوة الهائلة المفرطة للنيران في عدوانها يعبر عن صورة من صور الجنون ، والفوقية، واللانسانية لاحداث ذاكرة لا تنساه الاجيال لعقود طويلة. مما يبعث على الاسى والالم ، واستمرار لجرائم الحرب التي يتم ارتكابها في غزة. حقيقة انا لا اعرف اذا كانت اسرائيل بقيادتها ومفكريها وفلاسفتها ان هذا الارث هو ما تريده تريد ان تحدثه في ذاكرة الشعب الفلسطيني للمستقبل، ولا تترك مجالا ولو للحظات ان الانسانية يمكن لها تنتصر على تلك الرغبة الجامحة بالقتل والتدمير.
تحت مسمى حق اسرائيل في الدفاع عن النفس التي يتم التعامل فيها مع قطاع غزة في هذه الحرب والذي منحه العالم لاسرائيل يتم ارتكاب مختلف انواع جرائم الحرب ، وهنا السؤال الكبير الذي يبرز هل يحق لاسرائيل عند استعمالها ذلك المسمى في الحق بالدفاع عن النفس افناء الاخر؟. لكن للاسف لقد شهدنا في العصر الحديث حروبا هذا هو الواقع الذي يحدث عندما تحدث الحروب ، لا قيمة للانسانية والانسان والضحايا من المدنيين بمئات الالوف، وتمر هذه الجرائم دون حساب. بل واكثر من ذلك يتم الاعتراض على محاكمة الجناة في المحاكم الدولية التي انشاتها الامم المتحدة من القوى المتنفذة في العالم. اذن لمن انشات هذه المحاكم ، فقط لجلب العالم الثاني ، او من هم خارج المنظومة المتنفذة، وتبقى عدالة السماء عندما تسقط العدالة في الارض!.
الاتفاق لوقف اطلاق النار في غزة ، يترك المجال مفتوحا ولا ينهي الحل المرضي للفلسطينين ، مما يسبب في خلق صراعات جديدة في المنطقة لن تتوقف ولن تهدء الا بايجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية وعدم تجاوزها، ستبقى دائما المنطقة قابلة للتوتر طالما ان القضية لم تجد حلا يرضي الشعب الفلسطيني. كانت هناك فرصة ، لمنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير ، لو ان هناك صيغة داخلية فلسطينية مختلفة عما هو موجود اليوم ، والجميع في اطار واحد تحت سقف م ت ف ، البيت الفلسطيني الجامع وخلصنا الى واقع يفضي الى ان ينول الشعب الفلسطيني استعادة حقوقه المشروعة بعد ان جرت تلك الدماء والضحايا من ابناء الشعب الفلسطيني ، واعتقد ان العالم كله في هذه اللحظة كان جاهزا لوضع ملف القضية الفلسطينية على شاشات الحل الذي يعطي الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير، واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. لقد كان هناك حقا فرصة تاريخية لانهاء الملف الفلسطيني بكافة جوانبه مع الاحتلال الاسرائيلي وعدم تجزئة الملف بين الضفة الغربية وغزة ، لكن بسبب الوضع الداخلي الفلسطيني والانقسام تعذر ذلك، هكذا هي القضايا في حالة التشرذم والتشتت تنعكس عليها حالة الانقسام ولا يبت فيها لنفس السبب ويبقى الوطن والمواطن معلقا.