عربي دولي

معارض سياسي في الجزائر يرفع شكوى بعد وصفه بـ”الإرهابي” في محاكمة.. و5 سنوات سجنا لـ”شاعر الحراك الشعبي” محمد تاجديت

معارض سياسي في الجزائر يرفع شكوى بعد وصفه بـ”الإرهابي” في محاكمة.. و5 سنوات سجنا لـ”شاعر الحراك الشعبي” محمد تاجديت

لا يزال الوضع الحقوقي يلقي بظلاله على المشهد السياسي بالجزائر، مع صدور أخبار الإدانات التي تطال شخصيات حزبية نشطاء سياسيين ومحامين، في وقت يواصل الرئيس عبد المجيد تبون استقبال رؤساء الأحزاب في إطار التحضير للحوار الوطني الذي وعد به.

وفي آخر التطورات، أصدرت محكمة بالجزائر العاصمة، حكما بالسجن النافذ لمدة 5 سنوات على الناشط محمد تاجديت، في قضية تم معالجتها بسرعة من قبل القضاء. وجاء اعتقال الناشط قبل أيام، في سياق حملة توقيفات طالت رافعي هاشتاغ “مانيش راضي”.

وذكرت منظمة شعاع الحقوقية، أن محكمة الرويبة بالجزائر العاصمة، أدانت تاجديت الذي يلقب بشاعر الحراك الشعبي، بالسجن النافذ 5 سنوات. وأحيل الناشط بعد عرضه على النيابة مباشرة على المحاكمة مع التماس بسجنه لمدة 10 سنوات.

وأبرزت المنظمة الحقوقية، أن الناشط كان قد اعتقل يوم الخميس 16 كانون الثاني/ يناير 2025، وتم متابعته بتهم على خلفية نشاطه ضمن حملة هاشتاغ (#مانيش_راضي) الذي ينتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية في الجزائر. ونظرا للسرعة التي عولج بها الملف، لم يتسن حتى معرفة التهم التي واجهها تاجديت، وهو ما أثار تساؤلات في الأوساط السياسية.

وسبق لهذا الناشط الذي عرف بكتابة الأشعار الشعبية خلال فترة الحراك الشعبي، أن واجه عدة مرات العدالة، في قضايا تجمع بين تهم جنائية وجزائية. وفي بداية العام المنصرم، توبع بتهم “الإشادة والتشجيع على أعمال إرهابية، واستخدم تكنولوجيات الإعلام والاتصال لدعم أنشطة منظمة إرهابية و”إهانة هيئة نظامية والتحريض على التجمهر غير مسلح وعرض منشورات من شانها الإضرار بالمصلحة الوطنية”، بسبب فيديوهات كان ينشرها على مواقع التواصل.

وسبق لتاجديت أن توبع عدة مرات منذ بداية الحراك الشعبي في شباط/ فبراير 2019. وفي آب/ أغسطس 2022، غادر السجن بعد استنفاد عقوبته في قضية تتعلق باستغلال قاصر خلال المسيرات الشعبية، وذلك بعد أن استفاد من تقليص مدة الحكم خلال الاستئناف، علما أنه أدين بـ3 سنوات سجنا في تلك الواقعة.

وفي قضية أخرى، أعلن كريم طابو، المعارض السياسي، تقديمه شكوى للنائب العام بمجلس قضاء العاصمة، على خلفية تصريحات صادرة عن وكيل الجمهورية في إحدى المحاكمات التي لا تخصه، تتعلق بتصنيفه كإرهابي.

وأوضح طابو في شكواه أن التصريحات التي صدرت بتاريخ 31 كانون الأول/ ديسمبر 2024، أثناء محاكمة المحامي بلعلى توفيق، تضمنت اتهاماً صريحاً له بالإرهاب من قبل وكيل الجمهورية. وأوضح أن وكيل الجمهورية قاطع مرافعة الأستاذ الزاهي السعيد، الذي كان يدافع عن زميله المحامي، بعبارات تمس سمعته، مثل قوله: “علاه (لماذا) يدافع عن كريم طابو المصنف إرهابي؟”، مصرا على هذه العبارة رغم اعتراض الدفاع وتوضيحه أن طابو ناشط سياسي معروف بمواقفه السلمية.

وأكد طابو أن هذه التصريحات التي لا تستند إلى أي دليل أو مبرر قانوني، تعد تشويها متعمدا لسمعته كمناضل سياسي ملتزم بالدعوة السلمية، وأنها أثّرت بشكل سلبي على حياته الشخصية والاجتماعية، إلى جانب الأضرار النفسية التي لحقت به وبعائلته. كما شدد على أن الجلسة كانت علنية، مما زاد من انتشار هذه الاتهامات الباطلة بين العامة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

وطالب السياسي الذي قاد قبل سنوات جبهة القوى الاشتراكية قبل أن يستقيل منها، النائبَ العام بالتدخل العاجل لإنصافه، وفتح تحقيق في هذه التصريحات التي وصفها بالخطيرة، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد وكيل الجمهورية. كما دعا إلى إصدار بيان رسمي لنفي هذه التهم وإعادة الاعتبار لشخصه وسمعته، مؤكداً تطلعه لاستجابة سريعة تحقق العدالة وترد له حقوقه.

وكان الأسبوع الأخير قد شهدة عدة إدانات، أبرزها الحكم بالسجن على فتحي غراس، منسق الحركة الديمقراطية الاجتماعية وزوجته مسعودة شبالة القيادية في نفس الحزب، في قضية تعود لفترة الحملة الانتخابية للرئاسيات. بالإضافة إلى إدانة المحامي توفيق بـ6 أشهر حبسا نافذا، على خلفية منشورات على مواقع التواصل.

في غضون ذلك، قال يوسف أوشيش، الأمين الأول لجبهة القوى الاشتراكية، إنه تحدث مع الرئيس عبد المجيد تبون حول المسائل الحقوقية وقضايا الحريات في إطار دعم وتوحيد الجبهة الوطنية.

وأوضح أوشيش عقب استقباله في قصر المرادية، أن اللقاء شكّل فرصة لاستعراض الوضع السياسي الوطني وتبادل الرؤى بشأنه، خاصة في ظل سياق دولي وإقليمي متوتر يتميز بتحولات جيوسياسية عميقة تهدد استقرار البلاد، مشددا على رفض الحزب لأي تدخل أجنبي في الشؤون الوطنية، مؤكداً أن العلاقات الدولية يجب أن تبنى على الندية والاحترام المتبادل.

وأضاف أوشيش أن اللقاء كان مناسبة للتأكيد على ضرورة تبني مقاربة سياسية إصلاحية شاملة ترتكز على الانفتاح السياسي، وإرساء الديمقراطية، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، والرقي الاجتماعي. كما طالب بإرساء مناخ سياسي وإعلامي هادئ يعيد للنقاش الوطني حول القضايا الكبرى زخمه الضروري ويؤسس لحوار وطني شامل وجدي.

وأكد المرشح الرئاسي السابق، أن الحزب دافع خلال اللقاء عن مقاربة سياسية تهدف إلى تعزيز الجبهة الوطنية من خلال إعلاء دور السياسة، وتقوية المؤسسات، واحترام الحريات، وإرساء نقاش ديمقراطي مفتوح يخدم المصلحة العامة. كما شدد على ضرورة محاربة الفساد، وتعزيز الطابع الاجتماعي للدولة، ورفع الغبن عن المواطنين من خلال تحسين قدرتهم الشرائية ومواجهة التضخم.

وفيما يخص القوانين المنظمة للحياة العامة، أبدى أوشيش قلقه من الصيغ الأولية لقوانين البلدية والولاية، والأحزاب، والجمعيات، مؤكداً أنها تعزز سطوة الإدارة وتفرض وصاية على المجتمع السياسي. وأعرب عن أمله في أن تعالج الصياغة النهائية لهذه القوانين الاختلالات المسجلة، بما يعكس تطلعات الجزائريين نحو ديمقراطية حقيقية وتعددية سياسية فعالة.

واختتم الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية، تصريحاته بالتنبيه إلى الجمود السياسي الذي يشهده المشهد الوطني، محذراً من أن الانغلاق لا يخدم البلاد في هذا الظرف الحساس. ودعا إلى تحرير المبادرات الوطنية لتمكين الجزائر من مواجهة التحديات الداخلية والخارجية بفعالية.

 

– “القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب