يديعوت أحرونوت.. تخلي حماس عن الحكم وتجريد غزة من السلاح: هل تتفجر الصفقة في مرحلتها الثانية؟

يديعوت أحرونوت.. تخلي حماس عن الحكم وتجريد غزة من السلاح: هل تتفجر الصفقة في مرحلتها الثانية؟
رون بن يشاي
ينبغي مطالبة الوسطاء بألا تكون حماس في الحكم، وتجريد القطاع من السلاح، وبالمدى الفوري عدم السماح بتحرير مخطوفين في ظل جمهور معربد. الصفقة تخرج إلى حيز التنفيذ، لكن لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها بوجود منظمات وجيوش جهادية على حدود غزة.
الفرحة التي جرفت مواطني إسرائيل لمشهد تحرير دورون وإميلي ورومي من أسر حماس تشكل إشارة واضحة للحكومة ولرؤساء جهاز الأمن: يجب إعادتهم جميعاً، حتى آخر المخطوفين وأساساً أولئك الذين لا يزالون على قيد الحياة. وإلا فسيبقى الجرح مفتوحاً وستكون لذلك معان هدامة على وحدة المجتمع في إسرائيل ودوافعه. لا يمكن لأي نصر عسكري أن يكون كاملاً، وسيتضرر أمن الدولة إذا لم يعاد كل المخطوفين والمخطوفات. وذلك رغم فهم بأن الحديث يدور عن أخذ مخاطرة ستجبي ثمناً باهظاً باحتمالية عالية بسبب تحرير مخربين بالجملة. وعليه ينبغي الاستعداد بجدية للمفاوضات على المرحلة الثانية من الصفقة، مع العلم أنها كفيلة بأن تؤدي إلى هدنة متواصلة. واضح أن إسرائيل لن تسمح لنفسها بأن تواصل منظمات وجيوش الإرهاب الجهادية وجودها المسلح في قطاع غزة. ينبغي الاعتراف بحقيقة أن حماس ليست جسماً دينياً متزمتاً وخارجياً فرض نفسه على السكان، بل تعبير تنظيمي أصيل على أماني أغلبية أكثر من مليوني نسمة في القطاع. في الثقافة والتطلعات والأيديولوجيا، حماس هي غزة وغزة هي حماس. لضمان أمن مواطني دولة إسرائيل، وبخاصة سكان النقب الغربي، ثمة حاجة لصياغة مطالب وقف الحرب. اصطلاحات مثل “تقويض حماس” و”نصر مطلق” هي اصطلاحات غامضة من مجال الأدب والشعر، وليست مطالب تضعها حكومة مسؤولة على عدو أيديولوجي وحشي.
لن تستطيع إسرائيل ولن تنجح في طرد آخر رجال حماس بمسؤوليها، لكن يمكنها أن تطلب أن يكون قطاع غزة مجرداً من كل بنى الإرهاب التحتية بما في ذلك الأنفاق ومنصات إطلاق الصواريخ وقاذفات الهاون والعبوات الناسفة. إذا لم يتوفر جسم دولي يفرض هذا، فسيتعين على الجيش الإسرائيلي أن يفعل هذا بنفسه، حتى لو استغرق هذا أكثر من سنة.
ثمة طلب عملي ثانٍ، وهو ألا تكون حماس في الحكم في غزة. لا تحتاج إسرائيل لتجتهد كثيراً في هذا الشأن. فقد أعلنت حماس عدة مرات، بأنها لا تريد أن تحكم القطاع مدنياً، بل البقاء كجسم سياسي مسلح على نمط حزب الله. أي العمل بدون عبء تلبية الاحتياجات والتخفيف من أزمة السكان، لكن مواصلة وجودها كجسم “مقاوم”. على إسرائيل أن ترحب بتنازل حماس عن الحكم، لكن عليها أن تعارض كل شكل مسلح ترغب في أن تحتفظ به بموافقة ضمنية من الأسرة الدولية.
هذان المطلبان –تخلي حماس عن السيطرة المادية والمدنية، وتجريد القطاع– يجب أن يكونا في قلب الموقف الإسرائيلي قبيل المرحلة الثانية. وستقبلهما الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب، ولن تعارض الأسرة الدولية هي الأخرى طلب إسرائيل تجريد القطاع من السلاح.
وأخيراً، بعد الساعات الصادمة التي مرت على مواطني إسرائيل في ترقب ممزق للأعصاب لتحرير النساء الثلاث، ينبغي الطلب من حماس ألا يتم تحرير المخطوفين التالين في قلب جمهور معربد. لقد استخدمت حماس تحرير الثلاثة كفرصة لإجراء استعراض قوة – بالمناسبة، غير مبهر على نحو خاص – في مدينة غزة. كان هناك بضع عشرات من المسلحين فقط، ويبدو أنهم لم يكونوا منظمين أو بقيادة كما ينبغي، ما شكل خطراً على حياة المخطوفات الإسرائيليات. هذا طلب يجب طرحه على الوسطاء ليطرحوه على حماس والصليب الأحمر: يجب نقل المخطوفين والمخطوفات في مكان خفي، وليس في قلب جمهور معربد. في هذه الساعات الفرحة من تحريرهن، محظور أن نقول شكراً للأشخاص الذين يفضلهم عادت البنات إلى حدودهن. لجنود الجيش الإسرائيلي الذين بدون قتالهم العنيد وبطولتهم، ما كانت حماس لتوافق على منحى الحل الوسط.
يديعوت أحرونوت 20/1/2025