الصحافه

صحيفة عبرية.. ما العلاقة بين استقالة هليفي ورفض نتنياهو تشكيل لجنة تحقق في 7 أكتوبر؟

صحيفة عبرية.. ما العلاقة بين استقالة هليفي ورفض نتنياهو تشكيل لجنة تحقق في 7 أكتوبر؟

وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتحرير المخطوفين، يعطيان الضوء لتطورات أخرى تأخر بعضها لفترة طويلة. أمس، أعلن رئيس الأركان هرتسي هليفي، وقائد المنطقة الجنوبية يارون فنكلمان، استقالتهما من المنصب وإنهاء الخدمة في الجيش الإسرائيلي. “سأحمل هذا الفشل طوال حياتي”، قال هليفي. في هذه المرحلة، تحمل المسؤولية الشخصية وترجمتها إلى خطوات عملياتية هي دور القيادة العسكرية العليا فقط. السياسيون الذين يلتصقون بالكراسي لا يخطر ببالهم القيام بخطوة مشابهة. ولكن ربما يحذو حذو هليفي وفنكلمان ضباط آخرون يحددون علامات هذه الطريق، إضافة إلى إعادة المخطوفات الأوائل. من اللحظة التي خفتت فيها عاصفة الحرب، بدأت إسرائيل في الإعداد لعملية محاسبة للنفس ومراقبة الذات وإعادة التأهيل.
تعتمد الاستمرارية على مسألة هل يمكن تمديد وقف إطلاق النار مع حماس، وهو الهدف الذي لا يعني الحكومة على الإطلاق. ولكن بداية الإصلاح تتعلق بشيء آخر: تشكيل لجنة تحقيق رسمية، تحقق باستقلالية في أسباب الفشل وفي الحرب. في هذه الأثناء، يدير رئيس الحكومة نتنياهو معركة صد في محاولة لمنع اتخاذ مثل هذا القرار بكل الطرق. استمرار الهدوء النسبي في الجبهات المختلفة قد يمكن العائلات الثكلى التي تطالب بتحقيق مستقل من الحصول على الدعم والتعاطف مع نضالها العادل.
أرسل هليفي استقالته لرئيس الحكومة نتنياهو ولوزير الدفاع إسرائيل كاتس، أمس في الظهيرة. الموعد وصيغة الرسالة لم يكونا معروفين للجنرالات في هيئة الأركان، لكن نيته كانت واضحة منذ فترة طويلة. كان رئيس الأركان ينوي الاستقالة في آذار الماضي بعد استكمال عملية التحقيقات في الجيش. في هذه الأثناء، ضغط عليه كاتس كي ينشر هذه التحقيقات في نهاية كانون الثاني. وقف النار في لبنان، وبعد شهر ونصف في غزة، منح الوقت للتركيز على ذلك. في حين أن الـ 42 يوماً المخصصة للمرحلة الأولى في صفقة التبادل، تنتهي قريباً من موعد الاستقالة الذي أعلن عنه، 6 آذار.
في بيان قصير لوسائل الإعلام في اليوم السادس للحرب، تحمل هليفي المسؤولية عن الكارثة وألمح بأنه سيستخلص الدروس الشخصية خلال الحرب. لم يكن يستطيع في تلك المرحلة معرفة أن الحرب ستطول إلى هذه الدرجة بسبب تضافر ظروف يقع بعضها على عاتق المستوى السياسي، ويقع بعضها الآخر على عاتق الجيش. أدار هليفي مع رئيس “الشاباك” رونين بار، المشاورات في ليلة 6 – 7 أكتوبر، عندما تراكمت إشارات استخبارية مقلقة في الجبهة الجنوبية. كان على رأسها النبأ حول كثير من نشطاء حماس الذين يفعلون بطاقات هواتف إسرائيلية في الهواتف المحمولة.
هليفي هو الذي قرر الاكتفاء بخطوات حذر محدودة، بدلاً من جعل قيادة المنطقة الجنوبية والاستخبارات العسكرية تقف على أقدامها لاستقبال الشر. كانت هذه عملية ساذجة بالطبع. كل المؤامرات التي يطلقها اتباع نتنياهو المجانين بشأن “خيانة من الداخل” مجرد اختراعات. قدر رئيس الأركان أن الإشارات ضعيفة جداً، وسيتم الحصول على معلومات أخرى تمكن من تحديد إذا كان الحديث يدور عن إنذار حقيقي.
النهاية معروفة: آلاف الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل في الساعة 6:29 صباحاً وآلاف المخربين الذين اجتازوا الجدار من القطاع في حملة ذبح فظيعة في المواقع العسكرية والبلدات في غلاف غزة، فاجأت جهاز الأمن. “لو أعطونا إنذاراً لنصف ساعة لانتهت الأمور بشكل مختلف كلياً”، هكذا تذمر قائد كتيبة في لواء غولاني، الذي قتل عشرات من جنوده في المعارك في اليوم الأول. قادة آخرون يتفقون معه في رأيه. هذه النتيجة كان يمكن ويجب تجنبها، حتى في الساعات المعدودة بين المشاورات الهاتفية وبداية الهجوم. ضباط كبار نسبوا خطأ هليفي بعد ذلك إلى منشئه العسكري، ودورية قيادة هيئة الأركان ومنظومة العمليات الخاصة. رجال العمليات الخاصة اعتادوا على إعداد عمليات لأشهر طويلة، بأكبر قدر من السيطرة على صورة المعلومات قبل اتخاذ القرارات، ويخشون من أن عملية مبكرة وغير محسوبة قد تكشف للعدو عمق الغطاء الاستخباري الإسرائيلي وتؤدي إلى “إحراق” (خسارة) المصادر.
في الأيام التي أعقبت الكارثة، تجول هليفي في هيئة الأركان، حيث غيمة غضب تلفه وصليب مجازي من مشاعر الذنب على ظهره. كان يمكن تخيل القلق على وجهه، لكنه قاد عملية صحوة الجيش – الاستعداد السريع في الشمال لصد إمكانية حدوث هجوم مفاجئ لحزب الله (قيادة الحزب قررت بعد تردد عدم الانضمام لحماس)، والاستعداد قبل الدخول البري لاحتلال القطاع (حيث كان فنكلمان تحت مسؤوليته) في نهاية تشرين الأول 2023. ومثلما أنه مسؤول عن الفشل الفظيع في يوم المذبحة، فهو أيضاً الذي قاد الإنجازات العسكرية في غزة، وخاصة في الحرب ضد حزب الله في لبنان التي تصاعدت في الصيف الأخير.
عاموس هرئيل
هآرتس 22/1/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب