هآرتس.. لترامب: من يريد السلام للشرق الأوسط لا يحرض المستوطنين على قتل الفلسطينيين
هآرتس.. لترامب: من يريد السلام للشرق الأوسط لا يحرض المستوطنين على قتل الفلسطينيين
تناول وزير الدفاع إسرائيل كاتس، أمس، أعمال الشغب في منطقة قرية الفندق في الضفة الغربية، وقال إنه يشجب بشدة كل اعتداء وعنف ضد الفلسطينيين، وإنه “يأسف للمأساة التي وقعت”.
لا يوجد ما يبرر التشكيك بصدق أسف كاتس في إطلاق شرطي إسرائيلي للنار على مستوطنين اثنين أثناء مشاركتهما في الفتك. من جهة أخرى، يصعب أخذ الشجب الذي وجهه على محمل الجد. فقد تكبد كاتس عناء الإيضاح مع تسلمه مهام منصبه بأنه يعطي ضوءاً أخضر لعنف المستوطنين حين أعلن بأنه سيتوقف عن استخدام أوامر الاعتقال الإداري ضد المستوطنين.
من يريد فهم ما يقصدون حين يقولون “أعمال شغب” يجمل به أن يشاهد أشرطة التسجيل. فالحديث يدور عن عشرات المستوطنين الملثمين الذين يحرقون كل ما يقع أمامهم من مركبات ومبان وبيوت ورشق الحجارة في كل صوب. ميليشيات بكل معنى الكلمة.
الشرطي الذي أطلق النار على الاثنين، خضع للتحقيق في وحدة التحقيق مع الشرطة “ماحش” للاشتباه بإطلاق النار دون وجه قانوني. على حد قوله، كان الفتيان جزءاً من مجموعة ملثمين رشوه بغاز الفلفل من مسافة قريبة جداً. وروى يقول إن “بعضهم كان يحمل الحجارة وسبق أن رشقونا بالحجارة. شعرت بخطر حقيقي على حياتي ونفذت عدداً من إطلاق الرصاص في الهواء”. ولاحقاً شدد قائلاً: “خفت أن يفتكوا بي”. وبالفعل، قال مصدر أمني إن الشرطي ربما فتح النار نحو ملثمين هاجموه خشية أن يكونوا مخربين. بالمقابل، قال نشطاء اليمين: كان على الشرطي أن يعرف بأنهم يهود كونه طاردهم مع جندي من الجيش الإسرائيلي. السبيل البسيط للتسوية بين الروايتين هو الاعتراف بأنه لا تناقض بينهما: هناك مخربون يهود.
يشار إلى أن كاتس قدم مساهمة هائلة الأسبوع الماضي للتوازي بين إرهابيين يهود وعرب، حين قرر “على خلفية تحرير المخربين المرتقب” إضافة ملحق خاص به لصفقة المخطوفين: إلغاء فوري لكل أوامر الاعتقال الإداري التي تشمل المستوطنين المعتقلين جميعاً.
كما أن الرئيس ترامب أسهم بنصيبه لأعمال الشغب العنيفة للمستوطنين. فقد ألغى أمس العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين الذين كانوا مشاركين في أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. نأمل أن تصحو إدارة ترامب غداً وتفهم بأنها إذا أرادت تحقيق سلام عالمي خصوصاً في الشرق الأوسط، فإن مشروع الاستيطان عائق جدي في الطريق إلى تحقيق الهدف.
الأحداث التي جرت في الفندق ربما تكون مجرد عينة عما من المتوقع أن يحصل تحت وزير دفاع سائب ورئيس وزراء قلق على حماية ائتلافه. نأمل أن يبذل الجيش كل ما في وسعه للجم خلايا الإرهاب اليهودية هذه.
أسرة التحرير
هآرتس 22/1/2025